2025-07-07 2:06 م
إدارة الموقع
2025-07-07 2:06 م
السنة والسيرة النبويبة

صيام عاشوراء بين السُّنة والمستحب

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله عن صيام يوم عاشوراء انها سنة مؤكدة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. 

صحة صيام يوم عاشوراء 

ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يصوم يوم عاشوراء، ويرغب الناس في صيامه؛ لأنه يوم نجا الله فيه موسى وقومه وأهلك فيه فرعون وقومه، فيستحب لكل مسلم ومسلمة صيام هذا اليوم شكرًا لله عز وجل، وهو اليوم العاشر من محرم، ويستحب أن يصوم قبله يومًا أو بعده يومًا؛ مخالفة لليهود في ذلك، وإن صام الثلاثة جميعًا التاسع والعاشر والحادي عشر فلا بأس؛ لأنه روي عن النبي ﷺ أنه قال: خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده وفي رواية أخرى: صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده.

وصح عنه ﷺ أنه سئل عن صوم عاشوراء فقال: يكفر الله به السنة التي قبله والأحاديث في صوم عاشوراء والترغيب في ذلك كثيرة.

 

أدلة مشروعية صيام يوم عاشوراء

فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه لما قدم المدينة وجد اليهود وهم من سكانها ذاك الوقت وجدهم يصومون يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم، وسألهم عن ذلك، فقالوا: إنه يوم نجا الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه يعني بالغرق فصامه موسى شكرًا لله، فنحن نصومه، وقال عليه الصلاة والسلام: نحن أحق وأولى بموسى منكم، ثم صامه وأمر بصيامه عليه الصلاة والسلام.

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي ﷺ يصومه، فلما قدم المدينة وجد اليهود يصومون فسألهم عن ذلك الحديث، فهذا يدل على أن قريشًا كانت تصومه في الجاهلية ويعرفونه، لكن أحب الرسول أن يستثبت من اليهود، وأن يسألهم عما لديهم في هذا علاوة على ما كان عند العرب في هذا الأمر مما تلقوه عن بني إسرائيل.

وقد ثبت عنه ﷺ أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: يكفر الله به السنة التي قبله، وسئل عن صوم يوم عرفة فقال: يكفر الله به السنة التي قبله والتي بعده، فصوم يوم عاشوراء من القربات، وقد أمر به النبي ﷺ، وأكد فيه لما قدم المدينة قبل أن يفرض رمضان، وأمر الناس بصيامه، وأمر من أفطر أن يمسك ذلك اليوم، فلما فرض الله جل وعلا رمضان ترك ذلك، فلم يؤكد على الناس في صيامه، ولكنه كان يصومه ﷺ ويحرض الناس على صيامه من غير تأكيد، فعلم بذلك أن المستقر في هذا الأمر هو أن صومه أمر مستحب، وأمر مطلوب ومشروع، لكنه ليس بواجب، إنما الواجب رمضان، وأما صوم يوم عاشوراء فهو مستحب وقربة، وهكذا يوم عرفة أفضل منه وقربة عظيمة، هكذا صوم الاثنين والخميس قربة عظيمة أيضًا، ومن أفضل الطاعات، وهكذا صوم ثلاثة أيام من كل شهر أيضًا من القرب العظيمة، وإذا صامها أيام البيض صار ذلك أفضل، وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.

وأسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه، وأن يجعلنا جميعًا من المسارعين إلى كل خير إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى