2025-06-20 4:24 ص
إدارة الموقع
2025-06-20 4:24 ص
ليتفقهوا

يوم عرفة فضله وأعماله

منذ إشراقة شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يبدأ ضيوف الرحمن بالتوجه إلى صعيد عرفات، ملبين نداء الله، متجهين لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، ألا وهو الوقوف بعرفة، بعد أن قضوا يوم التروية في مشعر منى.

ويوم عرفة هو أحد أيام الله العظيمة التي خصّها الله تعالى بفضل عظيم، وميّزها بخصائص جليلة، ومن أبرز تلك الفضائل ما يلي:

يوم عرفة من أعظم الأيام عند الله

روى ابن حبان عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الأيام يوم عرفة”.

وفي رواية أخرى عن ابن حبان أيضًا، عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء”.

وفي رواية أخرى: “إن الله يباهي بأهل عرفة ملائكته، فيقول: يا ملائكتي، انظروا إلى عبادي، أتوني شعثاً غبراً ضاحين”.

 يوم إكمال الدين وإتمام النعمة

في الصحيح عن البخاري، أن اليهود قالوا لعمر رضي الله عنه: “إنكم تقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدًا”، فقال عمر: “إني لأعلم حيث نزلت، وأين نزلت، وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت، نزلت يوم عرفة، وإنا والله بعرفة”، ثم قرأ قوله تعالى:

“الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” [المائدة: 3].

وقد تحقق إكمال الدين في هذا اليوم لأن المسلمين لم يكونوا قد أدوا فريضة الحج من قبل، فتمت بذلك أركان الإسلام، كما أن الله سبحانه وتعالى أعاد شعائر الحج إلى سنن إبراهيم عليه السلام، وطهر البيت الحرام من الشرك وأهله، فلم يخالط المسلمين في الموقف مشرك.

أما إتمام النعمة، فكان بالمغفرة، إذ لا تكتمل النعمة إلا بها، كما قال تعالى لنبيه الكريم:

“ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويُتم نعمته عليك” [الفتح: 2].

 يوم عرفة يوم عيد

روى أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب”.

 صيام يوم عرفة

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: “صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده”. والمقصود بهذا التكفير: تكفير صغائر الذنوب، كما بيّنه أهل العلم.

 يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار

روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟”.

وقال ابن عبد البر: وهذا يدل على أنهم مغفور لهم، إذ لا يباهي الله بأهل الذنوب إلا بعد توبتهم وغفران ذنوبهم.

الأعمال المشروعة في يوم عرفة

وقد شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم أعمالًا عظيمة يُستحب الإكثار منها في هذا اليوم المبارك، ومنها:

أولًا: الصيام

فقد ثبت أن صوم هذا اليوم يكفّر الله به ذنوب سنة ماضية وسنة مقبلة، كما روى أبو قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: “صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده”.

ويُستحب الصيام لغير الحاج، أما الحاج فلا يُستحب له أن يصوم هذا اليوم ليكون أقوى على الذكر والدعاء.

ثانيًا: الإكثار من الذكر والدعاء

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”. رواه أصحاب السنن.

ثالثًا: التكبير

وقد وردت صيغ متعددة للتكبير، وكلها مشروعة:

  • الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا
  • الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
رابعًا: الإلحاح في الدعاء

من أعظم ما يُرجى في يوم عرفة أن يرفع المسلم أكفّ الضراعة إلى ربه، مُخلصًا الدعاء، مُتضرعًا، مُستغفرًا، داعيًا لنفسه ولوالديه وأحبّته وسائر المسلمين.

ومن الدعاء المأثور: “اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، …”، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ويُستحب في هذا اليوم الإكثار من أنواع الذكر، من تهليل وتكبير وتسبيح واستغفار، وقراءة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء، وتكرار التوبة والتلفّظ بها.

وقد قيل: “إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة، غُفر لأهل الموقف جميعًا”.

من الأدعية الجامعة لهذا اليوم

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار

اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا كبيرًا… وأغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير…

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى