2025-07-16 9:36 ص
إدارة الموقع
2025-07-16 9:36 ص
تربية وتزكيةتربية وتزكية

باب الريّان .. من هم أهله؟

باب الريّان فهو واحد من أبواب الجنة التي يدخل منها عباد الله الصالحين، وهو الباب المخصص لدخول الصائمون حيث أن اسم الريان مشتق من كلمة الري وهي التي تروي العطش، لذلك نجد أن الاسم له معنى وبشرى للصائمين، وهذا إن يدل على شيء فهو يدل على قيمة عبادة الصوم وكيف أن الصائمين الذين يحصن صيامهم لهم باب مخصص لهم يوم القيامة .

أهل باب الرّيان

أهل باب الريّان هم الصائمون الصيام الواجب، والمحافظين على ركن الإيمان بصوم رمضان.

لقد ورد التنويه إلى باب الرّيان في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعظيم شأن الفوز بالدخول منه في بيوم الحساب في عدة مواقف، فجعل الله من يدخلونه هم عباده المخلصين في أداء فريضة صوم الشهر الفضيل دون سواه.

أي أنّ الله تعالى ما أوجب على هؤلاء من عباده صوم السنن والنوافل أو الكفارات أو النذور حتى يكونوا من أهل باب الرّيان الذين ما إن دخلوا منه الجنة أغلق.

وللجنة أبواب ثمانية وكل باب يدعى منه أهله ممن قاموا بأعمال عظمها الله تعالى، فهناك باب للصوّامين وآخر للمواظبين على الصلاة وغيره باباً مخصصاً لمؤدي الزكاة وغيرها من الأعمال الصالحات والطاعات التي أمر بها الخالق.

وكل عبد أدى الفرائض والتزم المواظبة على الطاعات أكرمه الله بدعوى ممن أخد أبواب الجنة، ما عدا الصوّامين الملتزمين بأداء الصوم الواجب، فالباب الذي سيدعون منه هو باب الريان.

باب الرّيان الدرر السنية

حدثنا الصحابي سهل بن سعد السّاعدي أنّ رسول الله الأكرم -صلى الله عليه وسلم- قال:

“إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ”.

فللصيام فضائل عظيمة وللصَّائمينَ شأن جلل عند الله لا ينقطع فضله؛ لأن الصائمين حَرَمُوا نفسهم من ملذات الدنيا في صومهم؛ فأكرمهم الله وأجزل عليهم بالعطاء من واسع كرمه وفضَّلَهم عن سواهم بمكرمة باب الريان.

فقد روى الصحابي سَهلُ بنُ سَعدٍ الأنصاريُّ عن لسان سيد الخلق ما أكده بأن الله اصطفى الصائمين للفرض ومن أعانهم على النافلة والإكثار بالصوم.

وقال نور الهدى عليه الصلاة والسلام أن باب الريان لن يَدخُلُ منه سوى الصَّائمينَ، فهو مفرد لهم بمكرمة من الله حتى يهرعوا للرِّيِّ مِن العَطَشِ، وحتى يكون دُخولُهم عبره إلى الجنَّةِ التي فازوا بها يسيراً بلا تزاحم على أعتابها، ولا تزاحم على أبواب الجنة لسعتها من كرم الله وبطفه.

إنّ دخول الصوامين من باب الريان تَشريفٌ لهم ورفعةً لمقامِهم وتفضيلاً لهم على سواهم، فيُنادَى عليهم يوم الظلة “أين الصَّائمونَ”؟ ليقوموا من بين الناس وأمام الجميع قي المحشر ليدخلوا من الباب الذي جعله الله لهم وما إن ولجوا إلي الجنة عبره أغلقه خَزَنَة الجنة، حتى لا يدخله أحدٌ من سواهم وهو ما أكده نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. [2]

لماذا سمي باب الريّان بهذا الاسم

سمي باب الريان بهذا الاسم مِن الرِّيِّ الذي يرتويه الصائم بعد العطش.

والري في اللغة العربية هو إطفاء الظمأ بما يبله وهو نقيض العَطَشِ، لقد كان في تَسميةِ بابِ الصوّامين بهذا الاسم عمل حَسن؛ كونه خير جَزاءُ على تحملهم العطش والجوع.

فخصهم الله تبارك وتعالى ببابٍ من أبواب جنته يدعى الرَّيَّانُ جزاءً لهم على المثابرة الطاعة، وأكد أهل العلم أنّ الله تعالى اشتق التسمية من الرّي دون الجوع لأنه الأشق على المؤمن، مكتفياً بذكر الري في اسمه دون الشِّبَعِ لأنَّه مما يَستلزِمُه.

هل يجوز تسمية ريّان

نعم؛ فالريّان اسم من الجنّة ولا مانع من التسمية به.

فقد أكد الله بلسان رسولنا الكريم أنّ للجنة ثمانية أبواب، ومنها باب الرّيّان الخاص بالصائمين، وليس في الدين ما يمنع من تسمية الأبناء به كونه اسماً عربياً مذكراً فيه كناية عن الامتلاء، مما مؤنثه ريّانة أو ريَّا، ولا يوجد فيه شيء من التحريم أو الكراهة شرعاً للاستعمال كاسم.

الواقع أنّ الضابط الشرعي في انتقاء الأسماء للأبناء ألا يكون من الأسماء التي نهى عنها الشرع لمنافاتها لأسول الدين والعقيدة كـ (التسمية بأسماء الله الحسنى – التسمية بصفات الله معرفة بأل – التعبيد لغير الخالق عز وجل).

كما يحظر من الأسماء ما هو قبيح أو مذموم أو ما كان فيه ميوعة وتزكية للنفس، لذا ينبغي على المؤمنين العمل بهذه الضوابط ولا مانع في تسمية الأبناء فيما عداها شرعاً.

ومما يحبذ السمية بأسماء الأنبياء والصالحين من السلف رضي الله عنهم وأرضاهم، كناية عن التشبه بهم وبأعمالهم ما أمكن.

من هم الذين يدخلون من باب الريّان

الذين يدخلون من بَاب الرّيان هم المسلمين الملزمين بصيام رمضان وطاعاته.

وقد ورد في الحديث القدسي: “يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائِةِ ضعفٍ إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ”.

فقد فرض الله تعالى صيام رمضان، وأقسم على نفسه أن يجزي المسلمين الطائعين فيه بالأجر العظيم الذي لم يعينه بقدر أو بأجر، وهو ما أيده الحديث القدسي سالف الذكر.

ومن أشهر الفضائل لصوم رمضان ما أعد الباري للصائمين من ثواب وعلى رأسه باب الريان، وقد بيّن رسول الله شيئاً من أجر رمضان عندما قال: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.

زفي الحديث الآخر قال سيد الخلق: “كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ إلَّا الصَّومَ فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِهِ، والصِّيامُ جنَّةٌ ، فإذا كانَ يومُ صومِ أحدِكُم فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتلَهُ فليقُلْ إنِّي صائمٌ. والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لخَلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ“.

الجنة أبوابها كثيرة ودليل ذلك قول الكريم في سورة الرعد: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ}.

وقوله تعالى بسورة الزمر: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}.

إلا أنّ السنة الصحيحة أكدت أنها ثمانية عندما قال النبي: ” في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون “، وقد جعل الله من أفضال رمضان أن جميع هذه الأبواب ستفتح فيه

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى