الدرس الخمسون – تحريم الفرار من القتال – سورة الأنفال الآيات [15-16]

في الدرس الخمسون من آيات الأحكام سيكون موضوعنا – تحريم الفرار من القتال – والتي ورد ذكرها في سورة الأنفال الآيات [15-16]، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَار}{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} [الأنفال:15-16].
الحكم الأول- الفرار من الزحف
س/ ما حكم الفرار من الزحف؟
جـ/ تحريم الفرار من القتال أمام العدو إلا في حالتين:
- التحرف لقتال.
- التحيز إلى فئة، ولكن هذا الحكم مقيدا عند الجمهور بألا يزيد عدد الأعداء عن ضعف المسلمين، فإذا لقيت فئة من المؤمنين فئة من المشركين وكان المشركون ضعف المؤمنين عددا، فالفرض الا يفروا أمامهم فمن فر من اثنين فهو فار من الزحف، ومن فر من ثلاثة فليس فار من الزحف ولا وعيد عليه لقوله تعالى: [الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا…] الأنفال [66].
الحكم الثاني- حكم الفرار
الفرار: معصية كبيرة موبقة بظاهر القرآن وإجماع أكثر الأئمة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله ما هن قال: [الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات] متفق عليه.
الحكم الثالث- الهرب عند كثرة الأعداء
الهروب من الزحف إذا زاد عدد الأعداء عن ضعف المسلمين فهو مباح، الدليل: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال بعثنا الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية، فحاص الناس حيصه، فقدمنا المدينة فاختبأنا بها وقلنا هلكنا، ثم أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا نحن الفرارون فقال: بل أنتم العكارون وأنا فئتكم] الحديث حسن رواه الترمذي.
الحكم الرابع- الأفضلية عند المواجهة
س/ ما الأفضل للمؤمن فعله عند المواجهة؟
جـ/ أفضلية الصبر والاستمرار في المواجهة عند ما يكون العدو أكثر من الضعف، الدليل: جيش مؤته كان عددهم ثلاثة الاف ووقف في وجه مائتي ألف من الروم والعرب الموالية لهم من لخم وجذام.
الحكم الخامس- كفارة الفرار من الزحف
س/ ما كفارة الفرار من الزحف؟
جـ/ كفارة الفرار من الزحف: الاستغفار، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر الله له وإن كان قد فر من الزحف] رواه الترمذي.