المرأة والطفلالأسرة والمجتمعنبض الأسرة والمجتمع
الأطفال في الإسلام
اهتم الإسلام بـ الأطفال في جميع مراحلهم الحياتية والعمرية، فالإسلام ينظر للأطفالِ على أنّهم زينة هذه الدنيا، وزهرة أيامها، وهم بهجة النفوس وسعادتها، وعليهم تعلّق الآمال بالغد الأفضل للأمة جمعاء، حيث تمتدّ مرحلة الطفولة من أول لحظةٍ يصل فيها الإنسان إلى الدنيا بولادته، إلى أن يبلغ سنّ الرشد، فيكتمل عقله، ويقوى جسمه، ويصبح مميزاً بشكلٍ تامٍ، وحينها يصبح مخاطباً بالتكاليف الشرعية
أولاً/ مظاهر اهتمام الإسلام بالأطفال:
- المظهر الأول: اختيار الزوجة الصالحة صاحبة الدين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري
- المظهر الثاني: اختيار الزوج الصالح ذا الدين والخلق: الدين والخلقن قال الرسول: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكون فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي
- المظهر الثالث: حثّ الإسلام الأسرة على الإهتمام بتربية الأطفال على تعاليم الإسلام ومبادئه وزرع الإيمان بالله تعالى والعقيدة السليمة وتعريف الأطفال بالغاية من الوجود الإنساني، قال تعالى ﴿وَمَا حَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات ٥٦]
ثانيا/ تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال:
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة وأسوة في كيفية التعامل مع الأطفال حيث وصفه الله تعالى بقوله ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیمࣲ﴾ [القلم ٤]
- العلم وقد علَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الأجيال صغارهم مع كبارهم قال تعالى ﴿كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَـٰبِ لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ﴾ [آل عمران ١١٠]
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشركهم في مجالسه مع كبار القوم وفي خطب الجمعة وصلاة الجماعة دون عزلهم وإقصائهم عن المجالس، قال أنس رضي الله عنه (خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أُف ولا لِمَ صنعت؟ ولا ألا صنعت ولا عاب على شيئاً قط وأنا غلام وليس أمري كما يشتهي صاحبي أن أكون عليه) رواه البخاري ومسلم.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبرك الأطفال ويحنكهم قالت عائشة رضي الله عنها:( كان يؤتي بالصبيان يبرك عليهم ويحنكهم) رواه مسلم
- كان يغير أسماء الأطفال القبيحة إلى أسماء حسنة ومن ذلك تبديل اسم (عاصية) الى (جميلة) ومن (حزن) إلى (سهل)
- كان يحثهم على تعلم القرآن الكريم وتعلم أمور الشريعة، فقد اختار الغلام عمرو بن سلمة الجرمي إمام على قومه وكان أصغرهم سناً إلا أنه كان أكثرهم حفظاً وعلماً بالقرآن الكريم) السيرة النبوية.
- أتى الرسول صلى الله عليه وسلم (بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام فقال للغلام (أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحد فتله فوضعه في يده) رواه الترمذي
- كان غلام يهودي يخدم النبي فمرض فأتاه يعوده فقعد عند رأسه فقال له: ( أسلم) فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال: أطع أبا القاسم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول :( الحمدلله الذي أنقذه من النار) رواه البخاري
- وقد جاء عبد الله بن الزبير وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين راه مقبل اليه وبايعه) رواه مسلم
- وصيته لابن عباس (يا غلام إني معلمك كلمات فاحفظهن: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمه لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لا يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه أحمد والترميذي وغيرهم وصححه الترميذي والألباني.
- ابن العباس يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في عبادته فقد ذهب إلى بيت خالته ميمونة فقام النبي صلى الله عليه يصلي في الليل فقمت أصلي معه فقمت عن يساره فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه) رواه البخاري
- قال عمرو بن أبي سلمة ربيب النبي صل الله عليه وسلم) (كنت غلام في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم) وكانت يدي تطيش في الصحافة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك قال: ما زالت تلك طعمتي بعد) رواه البخاري
- المسابقة العلمية، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي وكان السؤال موجه للجميع بما فيهم عمر بن الخطاب وابنه عبدالله وكان غلاما فلم يجب أحد، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم أنها النخلة فقال عبدالله كنت أعلم ما إجابة الرسول ولكن نظرت إلى أبي بكر وعمر فاستحييت فقال عمر لو كنت أجبت لكان خير لي من الدنيا ومافيها).
