[41] النضال الثوري

شاركت أيضا في النضال الثوري ومن أبرز النضالات التي شاركت فيها هي ثورة الـ 11 من فبراير في عام 2011م وكانت عبر ثلاث مراحل سأوضحها لكم في تفاصيل هذه الحلقة من سيرة ومسيرة..
النضال في ثورة 11 فبراير
شاركت في هذه الثورة التي سميت بـ “ثورة الشباب” للأثر الواضح في إشعالها من قبل الشباب، وكان لي دور سأوضحه عبر مراحل وهي كما يلي:
المرحلة الأولى
فترة النضال السلمي من 11 فبراير 2011م بداية إطلاق الثورة وحتى 21 مارس 2012م يوم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي، وقد كانت الفعاليات التي شاركت فيها هي الاعتصام المشهور والطويل في ساحة الحرية والمسيرات المتواصلة والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات الأخرى أمام مكتب التربية والاعتصامات في مراكز المديريات، وكان دوري يتمثل في حشد الناس من القرى للمشاركة في الفعاليات السلمية بالإضافة إلى مشاركتي المباشرة في تلك الفعاليات، ثم المشاركة في الندوات والمحاضرات برغم ما واجهناه من قمع للفعاليات من قبل السلطة المحلية وإطلاق النار على المسيرات مما أدى لاستشهاد واصابة كثير من المشاركين في هذه الفعاليات.
أما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وبدء التجهيز للانتخابات كان لي دور مع غيري باختيار أعضاء اللجان المشاركة في الانتخابات التابعة للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، وأيضاً إعداد اللجان لحشد الناس إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات وإعداد مندوبين للمراقبة على سير عمليات الانتخابات والفرز حتى إعلان النتائج النهائية للانتخابات.
المرحلة الثانية
فترة المرحلة الانتقالية من 21 مارس 2012م إلى 21سبتمبر 2014م
وقد وقعت أحداث في هذه الفترة بعد الاستقرار واستبشر الناس خيراً وكان دوري في هذه المرحلة المشاركة في الأنشطة المتنوعة “تربوية ودعوية واجتماعية وتعليمية وتدريبية وسياسية وإدارية” للرجال والنساء، وذلك من خلال إلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات أو إلقاء المواعظ أو الحوارات أو بناء العلاقات في بعض الفعاليات السياسية، والقيام بالزيارات المتبادلة ذات الأغراض المتعددة.
وكانت مدينة تعز هي ميدان النشاط الذي شاركت فيه بالإضافة إلى كثير من المديريات والعزل في الريف.
المرحلة الثالثة
من 21 سبتمبر 2014م دخول الحوثيين إلى أمانة العاصمة وحتى 11 مارس تحرير بيرباشا
ففي هذه المرحلة دخلت البلاد في دوامة ازدادت آثارها السلبية يوما بعد يوم، حيث انتشرت الفوضى في كثير من المحافظات التي اجتاحها الحوثيون وقوات علي عبدالله صالح، ودخلت البلاد في حرب شاملة في كثير من المدن والأرياف وكان نصيب تعز الحظ الأكبر حيث حوربت وحوصرت حصاراً شديداً، وكان دوري في هذه المرحلة كما يلي:
- حث الشباب على المشاركة في المقاومة وإحضارهم من الأرياف إلى المدينة.
- رفع المعنويات من خلال المحاضرات والندوات.
- توجيه المحاضرين للقيام بواجبهم بالتوجيه المعنوي في جميع الأماكن المتواجد فيها المقاومين، والقيام بالزيارات المباشرة إلى أماكن المقاومين، وفي بداية الحرب حوصرنا من جميع الجهات وفي حارات محدودة في المدينة، ومع هذا كنت أنا وغيري نتحرك لمؤازرة المقاومين ونحضهم على الثبات والصمود.
وفي هذه الفترة تشتت الأسرة وانقسمنا إلى ثلاثة أماكن: كنت في شارع جمال، بينما الزوجة مع بعض أفراد الأسرة في القرية، وبقية أفراد الأسرة في منزلنا بحارة الجراجر حي عمد مدينة تعز، واستمر هذا الحال فترة من الوقت، ثم جاء أفراد الأسرة الذين كانوا في حارة الجراجر إلى الحصب ثم إلى شارع جمال، وتركنا البيت في حارة الجراجر مع أسرة من الجيران ليحرسوها مقابل أجر اسبوعي لهم.
ثم جاءت الزوجة مع أفراد الأسرة الذي كانوا معها في القرية والتأم شمل الأسرة في شارع جمال ، وبقينا هناك حتى تحررت بيرباشا، ثم انتقلنا جميعاً إلى بيتنا في حارة الجراجر واستقرينا حتى اليوم.
المواقف التي وقعت أثناء هذه الفترة وهي كما يلي:
- ماتت أم الزوجة في منطقة الأعلوم في مديرية المواسط بينما كانت الزوجة في بني يوسف، ونحن في تعز !! ولكنها حضرت مأتم أمها ونحن لم نتمكن من حضور المأتم بسبب قطع الطرق والحصار.
- كنا ونحن في شارع جمال لا نجد سيارة، فكنا نمشي على الأقدام من شارع جمال إلى الروضة والساحة والمعهد الوطني ونعود مشياً على الأقدام.
- توقفت الخدمات والمحلات كانت مغلقة إلا بعض البوفيات ومطعم واحد فقط أغلق أيضاً في رمضان، وكان لا يوجد مغاسل ثياب مفتوحة إلا مغسلة واحدة كانت تحت الجسر قرب السلخانة.
- في أول يوم من ست شوال صمنا أنا والأستاذ علي الضبي، وقبل المغرب ذهبنا إلى مسجد العيسائي وقال الأستاذ علي الضبي سأذهب إلى مطعم الراسني لأطلب تجهيز عشاء بحيث نصلي المغرب ثم نرجع لنتناول العشاء في المطعم ويكون جاهزاً، لكننا تفاجأنا بأن المطعم مغلق ولا يوجد مطعم آخر، فذهبنا إلى بوفية النعمان وتناولنا عشاء خفيف كما هو حال البوفيات هناك، وهكذا مرت علينا بقية أيام ست شوال بصعوبة ومشقة.
- البيت التي كنا نسكن فيها بشارع جمال كانت تأتيها القذائف وتمطرنا من جهات متعددة، حتى أنها كانت تصل إلى سطح الشقة التي كنا فيها.
المرحلة الرابعة.. بعد تحرير بير باشا مارس 2016م حتى 2019م
في هذه المرحلة عدنا إلى النشاط التعليمي والدعوي والاجتماعي والسياسي