2025-06-09 3:16 م
إدارة الموقع
2025-06-09 3:16 م
سيرة ومسيرة

[14] طلب العلم في اليمن

الرحلة التعلمية وطلب العلم من القرية إلى مدينة تعز

الدراسة لدى الاستاذ عبدالواحد عبدالله نعمان في قرية النجيد رحمه الله عام (89-1391هـ الموافق 69-1971م)

دراستي  في النجيد

بعد إكمالي الدراسة لمدة ثلاث سنوات لدى الشيخ محمد مسعود تركت الدراسة فترة من الوقت، بقيت أشتغل في الأرض،
وفي يوم من الأيام مرّ الأستاذ عبدالواحد عبدالله نعمان والأخ طاهر علي نعمان رحمهما الله بجانب منزلنا وسأل عني (وانا كنت في المزرعة ) وسأل عن سبب انقطاعي عن الدراسة، وخاطب والدتي رحمها الله بقوله: “ابنك ضائع” فأخبرتني الوالدة رحمها الله بما قال عني، فكانت هذه الكلمة جرس إنذار كان له الأثر في قلبي، فذهبت إليه واجتمعنا في بيته أنا والأخ طاهر علي نعمان والأخ شرف علي نعمان والأخ أحمد عبدالله أحمد علي والأخ محمد عبد الله أحمد علوان الملقب بـ(حساني) والأخ سيف محمد نعمان عقلان واتفقنا معه  أن يدرسنا في مسجد النجيد الأعلى والديوان الملحق ، وفعلاً بدأنا بالتعلم وكان يدرسنا في المسجد القرآن مع التفسير والفقه، وفي الديوان كان يعلمنا اللغة العربية ويدربنا على الخطابة وكان يحضر معه الأخ محمد غالب سلام، وتفاعلنا تفاعلاً إيجابيا مع غيرنا ممن يرغب بالمشاركة وكان المسجد والديوان خلية نحل، حيث استمر النشاط هذا ثلاث سنوات تقريبا.

وفي  أثناء تدريبنا على الخطابة كان يكلفنا الأستاذ عبدالواحد بأن نتابع خطبة الجمعة التي كان يلقيها في مسجد النجيد، ثم نقوم بعد العصر بإلقائها في الديوان من نفس اليوم لنتدرب على الإلقاء والحديث المرتجل، وكان الأستاذ عبدالواحد عبدالله نعمان والأخ محمد غالب سلام ، يقومان بالتدريس  في مدرسة الإشعاع في الفترة الصباحية، وفي الفترة المسائية يُدرسنا في المسجد والديوان كل يوم.

في هذه الفترة قام الأستاذ عبدالواحد رحمه الله والأخ محمد غالب سلام عافاه الله بتسجيلنا في الصف السادس الإبتدائي في مدرسة الزبيري في تعز (عن طريق نظام الإنتساب) أنا والأخ عبده سلام حزام والأخ سيف محمد عقلان وعندما حان وقت الإختبارات غادرنا القرية متجهين إلى مدينة تعز حيث كانت الشهادة الإبتدائية في تلك الفترة شهادة وزارية، كما ساعدونا بالسكن خلال فترة الإختبار في بيت زميلهم الأخ عبدالله المخلافي( حيث اتفقا معه سابقاً بشأن ذلك)، وكان اختبارنا في مدرسة الزبيري، وبعد الإختبارات ظهرت النتائج بنجاحنا وحصولنا على الشهادة الابتدائية.

ومن المواقف الطريفة (في تلك الأيام )
أننا كنا نذهب إلى مسجد المظفر بعد الظهر لمذاكرة المواد الدراسية، وأثناء المذاكرة كنا نسمع زقزقة العصافير فيقوم عبده سلام حزام من فوره ليطاردها ويبعدها عن المكان لأنها تشغل باله وتشتت ذهنه كما قال، وهكذا كان يذهب عليه جزء من الوقت في المطاردة للعصافير التي لا تستقر!! قلنا له يا عبده لا تضيع وقتك بمطاردة العصافير واصرف ذهنك عنها وركز على المذاكرة.

وكان الأستاذ عبد الواحد والاخ محمد غالب قد سجلا في ثالث ثانوي في تعز، للحصول على الشهادة الثانوية، وفي نهاية العام تقدما للاختبار وطلعت النتيجة بنجاح الأخ محمد غالب ولم يتوفق الاستاذ عبدالواحد بمادتين فشعر بأن هذا تآمر عليه سبب له تأخير مادتين مع أنه كان متأكدا من نجاحه ثم أعاد الاختبار في المادتين.في الدور الثاني ونجح فيهما

وبعد ذلك الموقف أصيب الأستاذ عبدالواحد باكتئاب وتوقف عن التدريس في المسجد والديوان، ونصحنا بطلب العلم في مكة المكرمة.

لكن التكلفة المالية للسفر كانت عائقاً، فقمت ببيع جنبية الوالد وقام الأخ عبده سلام ببيع مسدس روسي فبعناهما على الأخ محمد غالب سلام، وتزودنا بثمنهما في رحلة السفر إلى مكة المكرمة.

[15] طلب العلم في مكة المكرمة

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى