2025-07-16 5:48 م
إدارة الموقع
2025-07-16 5:48 م
مشكلات وحلول

احتكار الماء في تعز بين جفاف الضمير وغضب السماء

"ومن يُفسد في الأرض بعد إصلاحها؟!"

في مدينةٍ طال عطاؤها وكثُر عطشها، يقف أبناء تعز اليوم في طوابير طويلة، لا لأجل قوتٍ أو دواء، بل لأجل دلو ماء يسدّ الرمق ويروي ظمأ الصغار بينما هناك من يملكون مفاتيح الخزانات وأنابيب التوزيع، ويحتكرون أبسط حقوق الإنسان، فيسعّرون الماء وكأنه سلعة ترفٍ، وليس نعمة من الله أُمرنا بتيسيرها لا تعقيدها.

 الماء حقٌ مشترك لا مجال لاحتكاره

قال رسول الله ﷺ: “الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار” فكيف يُصبح ما جعله الله مشتركًا بين الخلق، حكرًا على حفنةٍ من الناس يتحكمون فيه كما يشاؤون فالماء في شريعتنا ليس فقط موردًا ماديًا، بل هو أمانةٌ عظيمة، وحرمان الناس منه ظلمٌ تُقشعرّ له القلوب.

 احتكار الماء خيانة 

ورد في الحديث: “من احتكر فهو خاطئ” فكيف بمن يحتكر الماء  وهو أعظم من الطعام، وكيف بمن يرى الأطفال ينامون بلا شربة ماء، والمرضى لا يجدون قطرة لغسل جراحهم، وهو يكدّس المياه ويضاعف أسعارها؟!

فساد في الأرض… وجفاف في السماء

قال تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} (الأعراف: 56)وإن احتكار الماء اليوم صورة من صور الفساد الكبرى، التي تنزع البركة وتُغضب السماء، فلا عجب إن قلّ المطر وجفّت الآبار، فما أكثر ما جفّت القلوب قبلها من الرحمة!

دعوة للضمير قبل أن يُقفل الكتاب

اتقوا الله في ضعفائنا، في العجائز اللاتي يَحملن الدلاء مسافات، وفي الأطفال الذين يصرخون من العطش، وليعلم كل من يحتكر قوت الناس أو ماءهم أنه مسؤول، وأن الموازين يوم القيامة دقيقة لا تُخطئ، قال ﷺ: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.

فما أجمل أن نُذكر أنفسنا بقول النبي ﷺ: “في كل كبدٍ رطبةٍ أجر” أليس الماء أول ما يرويه الكبد؟! فمن فرّج كربة مسلم، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

📌 فليكن هذا المقال صرخة ونداء، لا اتهامًا ولا خصومة، نداء للقلوب أن تعود إلى فطرتها، وللضمائر أن تصحو، وللمجتمع أن يتكاتف، حتى لا يصبح الماء في تعز أغلى من الدم.

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى