دروب القيم والأخلاقالأخلاقالإيمان والإسلامالإيمان والإسلام
الحياء شعبة من الإيمان

في تلخيص لتعريف الحياء في السنة النبوية قال الخطابي: بمعنى قوله: ((الحَيَاء شعبة مِن الإيمان)) أنَّ الحَيَاء يقطع صاحبه عن المعاصي ويحجزه عنها، فصار بذلك مِن الإيمان).
أولاً/ تعريف الحياء
- لغة: هو الحشمة وضد الوقاحة.
- إصطلاحًا: هو خلق يبعث عن فعل كل حسن وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة وهو رأس مكارم الأخلاق وزينته الإيمان وشعاره الإسلام، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء) رواه ابن ماجه وحسنه الالباني.
ثانياً/ أقسامه
ينقسم الحياء إلى أربعه أقسام:
- القسم الأول: الحياء من الله فحين يستقر في نفس العبد ينمو شعوره برؤية الله له، قال الله تعالى (أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ﴾ [ العلق: 14] + آية (١٦) قٓ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (استحوا من الله حق الحياء) رواه الترمذي مرفوعاً وقد فصله الرسول صلى الله عليه وسلم، بقوله (من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن يعمل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء) صحيح الترمذي.
- القسم الثاني: الحياء من الناس فهو الذي يكف العبد عن فعل مالا يليق به، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت) حسنه الألباني.
- القسم الثالث: الحياء من الملائكة قال تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) آية (١٨) من سورة قٓ.
- القسم الرابع: الحياء من النفس من استحيا من الناس ولم يستح من نفسه، فنفسه أخس عنده من غيره.
ثالثاً/ أنواع الحياء
ينقسم الحياء إلى قسمين سوف نلخصه لكم في هذه الفقرة:
- النوع الاول: فطري غريزي وهو الذي فطر الله الناس عليه، المثال: الحياء من كشف العورة.
- النوع الثاني: الحياء الإيماني وهو الذي يمنع العبد من ارتكاب المعاصي حياء من الله الذي يسمعه ويراه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صغرا خائبتين) رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه والحديث صحيح.
رابعاً/ منزلته في الإسلام
ويتمثل بالآتي:
- فقد ذكره الله في القرآن بموضعين.
- الحياء من أهم شعب الإيمان وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله الا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) رواه مسلم.
- إن الحياء ضابط من ضوابط سلوك الإنسان قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت) رواه البخاري.
- الحياء صفة من صفات الملائكة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) يعنى عثمان.
- الحياء أحد مفاتيح الجنة قال الرسول الله صلى ،الله عليه (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار) صحيح سنن الترمذي.
- الحياء زينة للإنسان قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما كان الفحش في شيء إلا شأنه وما كان الحياء في شيء إلا زانه) رواه الترمذي في سننه.
خامساً/ ثمار الحياء
فهو يحقق ما يلي:
- هجر المعصية والتقرب من الله بالطاعات
- من استحى من الله ستره الله في الدنيا والآخرة.
- أنه من صفات المتقين.
- يكسب صاحبه الوقار فلا يفعل إلا الخير.
- يدفع صاحبه إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ينال العبد محبة الله ومحبة العباد ويكسبه التواضع.
- رؤية العبد نعم الله عليه وعلو الهمة وشرف النفس.
- صيانة العرض والتحلي بمكارم الاخلاق.