خُطبنوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوةالإدارة والقيادةكن رائدا
القيادة المؤثرة لـ الإمام والخطيب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.. فإن موضوع القيادة المؤثرة لـ الإمام والخطيب له أهمية كبيرة لأنه يتعلق بالمسجد الذي هو أقدس مكان على وجه الأرض بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى ونلخص الموضوع بالآتي:
أولا: من هو الإمام ومن هو الخطيب؟
- الإمام: هو القدوة الحسنة في الخير وفي إقامة شعائر الإسلام وفي الدعوة إلى الله والعمل في سبيله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ….) أخرجه شعيب الأرنوط وإسناده صحيح على شرط مسلم.
- الخطيب: هو من يدعو الناس إلى الله وإلى تطبيق أحكام الإسلام في واقع الحياة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تعبه من بعده لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا….) رواه مسلم.
ثانياً: رسالة المسجد
إبراز شمولية الإسلام المتمثلة بالآتي:
- قـواعــده:
- العقيدة.
- العبادة.
- الأخلاق.
- نظمه:
- النظام التعليمي والنظام الاقتصادي.
- النظام الاجتماعي.
- النظام السياسي.
- النظام الإعلامي
- حمايته:
- ( الحسبة ) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- القضاء
- ذروة سنامه الجهاد
ثالثا: وظائف المسجد
- دار عبادة العبادة تنقسم الى قسمين:
- عباده شعائرية.
- عباده وظيفية.
- منبر دعوي
- مدرسة علمية، والعلم ينقسم إلى قسمين:
- علم في الكتاب.
- علم بما أشار إليه الكتاب.
- محضن تربوي
- مركز اجتماعي
- مؤسسة ثقافية
رابعاً: دور الإمام والخطيب في المسجد
هو تفعيل وتنمية الوظائف الـ 6 المذكورة أنفاً:
- الوظيفة الأولى: دار عبادة: ولكي يقوم الإمام بدوره بتفعيل هذه الوظيفة بصورة فاعلة فلابد أن يتميز بالمميزات التالية:
- المحافظة على مواعيد أوقات الصلوات الخمس بدقة تامة ولا يتخلف عن ذلك إلا بعذر شرعي وأن ينيب عنه غيره في حالة غيابه.
- أن يتميز بتلاوته للقرآن تلاوة تليق بجلاله في إتقان قواعد التجويد وحفظ قسط منه إن لم يكن حافظاً له كله .
- أن ينمي نفسه في العلوم الشرعية المتعلقة بأحكام العبادة بقدر مقبول.
- أن يكون سلوكه متميزاً يشد الآخرين للاقتداء به ويتأثرون به.
- القدرة على حث الناس على صلاة الجماعة في المسجد.
- الوظيفة الثانية: منبر دعوي: ودور الخطيب حيال هذه الوظيفة تتمثل فيما يلي:
- الإعداد المتقن والإلقاء الفاعل للخٌطب وللمواعظ والدروس العامة والمحاضرات والتقويم الدقيق.
- إعداد الملصقات والمجلات الحائطية.
- المحافظة على الصوتيات وتهيئتها ليكن لها أثر على محيط المسجد إضافة إلى رواده.
- تسجيل الخُطب والمحاضرات ونشرها في أوساط المجتمع.
- نشر الإعلانات عن الفعاليات التي تقام في المسجد وحث الناس على حضورها.
- الوظيفة الثالثة: مدرسة علمية: ويتركز دور الإمام والخطيب حيال هذه الوظيفة بالآتي:
- الاهتمام بتنمية ذاته علمياً وثقافياً بما يمكنه من القدرة على القيام بتعليم الناس وتثقيفهم من خلال المسجد
- أن يفتح حلقة علمية دائمه مراعياً الأوقات التي تتناسب مع ظروف رواد المسجد
- الاهتمام بالإعداد والتحضير المتقن والأداء الفاعل ليقدم للناس الجديد دائماً.
- متابعة الحضور والغياب لرواد الحلقات العلمية للعلوم الشرعية المسجدية .
- تجديد الأساليب والوسائل التعلمية التعليمية التي تعمل على جذب المتعلمين.
- أن يعرف المتعلمون أهداف العلم والتعليم المتمثلة بما يلي:
- معرفة الله تبارك وتعالى والإيمان به.
- يعرفنا بدورنا الذي من أجله وجدنا في هذه الحياة وهي عبادة الله.
- يعرفنا كيف نبني الحياة وفق منهاج الله.
- يعرفنا بأن وظيفة متع الحياة انها معينات لنا على أداء دورنا في هذه الأرض.
- التعرف على قدرة المتعلمين وميولهم وتوظيفها.
- تدريب المتعلمين على المهارات اللازمة .
- القيام بدور المستشار المتعاون مع المتعلمين في كل مراحل التعليم.
- القيام بفتح مركز لمحو الأمية
- فتح دروس تقوية للطلاب
- الوظيفة الرابعة: محضن تربوي ولكي يقوم الإمام بدوره فلابد أن يكون لديه القدرة على التزكية، والتزكية هي: الطهر والصلاح والزيادة والنماء ومن مظاهر التزكية التحقق بما يلي:
- عمق الإخلاص
- فاعلية العبادة
- متانة الخلق وتتحقق من خلال أساليب التربية وهي كالتالي:
- التربية بالقدرة
- التربية بالموعظة
- التربية بالمثوبة
- التربية بالعقوبة
- التربية بالقصة
- التربية بالأحداث
- التربية بتوظيف الطاقات (الجهد – الوقت – المال) فإذا أحسن الإمام توظيف أساليب التربية يكون قد حقق ركني التربية وهما:
- اولاً: توليد القناعة بحب الفضيلة وكره الرذيلة
- ثانياً: تقويم السلوك
- وتوظف هذه الأساليب بحسب الاحتياج إليها.
- الوظيفة الخامسة: مركز اجتماعي، وحتى تحدث هذه الوظيفة أثرها فلابد من الآتي:
- إنشاء صندوق خيري في المسجد لجمع التبرعات لصالح المسجد أو لرعاية المحتاجين في محيطه أو لمناصرة قضايا المسلمين
- القيام بحملات جمع التبرعات بين الحين والآخر لأي قضية من القضايا وفق برنامج منظم لذلك
- حث الناس على الإنفاق على وجوه الخير المتنوعة من خلال الفعاليات التي تقام في المسجد
- متابعة تعيين طبيب لمعاينة الناس مجانا في المسجد ولو في الأسبوع مرة وإعداد صيدلية مسجدية إسعافيه لرواد المسجد أو من حوله
- توجيه الناس بالاهتمام بالفقراء والمعوزين الذين يعشون في محيط المسجد
- القيام بعيادة المرضى
- بناء علاقة مع كل الشخصيات المؤثرة في محيط المسجد
- القيام بحملات توعية صحية بالمحافظة على البيئة وحملات النظافة في محيط المسجد
- القيام بالخدمات الاجتماعية
- مشاركة المجتمع أفراحهم وأتراحهم
- الوظيفة السادسة: مؤسسة ثقافية ودور الإمام يتمثل بالآتي:
-
- ترسيخ ثقافة وسطية ايجابية
- نشر التصور الصحيح لمبادئ وقيم الاسلام ونبذ الفكر السلالي و الفكر الخرافي والفكر المتطرف.
- تعميق الوعي بأهمية التعاون على تحقيق الخدمات الخاصة والعامة
- التركيز على القضايا الجامعة والبعد عن مواطن الخلاف.
خامسا: الآثار الإيجابية لرسالة المسجد
- التحام الجمهور بالمسجد التحاماً حقيقياً ويشكل حماية له تقف سداً منيعاً في وجه كل من يتآمر عليه ويحاول النيل منه.
- يعمق التدين الشامل لدى الناس من خلال الفعليات التي تقام في المسجد سواء رواده بالتأثير المباشر أو محيطه بالتأثير غير المباشر عبر مكبرات الصوت ونشر الفعاليات في وسائل التواصل الاجتماعي.
- نشر المفاهيم المتوازنة والصحيحة عن الإسلام والدعوة إليه ودرء الشبهات والشائعات ونبذ الأفكار المشار إليها سابقا .
- يصبح المسجد مركز إشعاع في محيطه ومرجعية المجتمع يتلقون منه كل ما ينفعهم ويسعدهم في الدنيا والاخرة.
- يعمل على تعزيز الفضيلة في المجتمع ودرأ الرذيلة فتبرز القيم والاخلاق الفاضلة مثل الصدق والامانة……الخ وتختفي الرذيلة مثل السرقة والزنا والرشوة……..الخ
هذه الوظيفة لن تؤدي دورها إلا بتشكيل لجنة مسجدية توزع على أعضائها الأعمال ويفوض كل واحد بما يخصه ويرأس الإمام هذه اللجنة ويديرها إدارة فاعلة.
سادسا: الأثار السلبية التي تبرز عند ضعف رسالة المسجد
- انتشار الجهل.
- ضعف التدين وبروز ظاهرة التدين المنقوص.
- إشاعة المنكرات.
- ضعف الترابط والالتحام بين الناس.
- قد تبرز ظاهرة التطرف.
- بروز الرذيلة وتراجع الفضيلة.