2025-06-09 1:30 م
إدارة الموقع
2025-06-09 1:30 م
كتاباتنبضات المحبين

القائد الناجح

كتب/ د. عبدالكريم الأهدل

عرفت الأستاذ: محمد علي إسماعيل عن قرب من خلال عمله الإداري في بعض مديريات محافظة تعز وكان يقع على عاتقه حل القضايا والمشاكل التي تواجه العاملين والمعلمين في هذه المديريات.

القائدالقائد الناجح 

📝 كان رحمه الله لديه صفات قيادية بالفطرة ويمتلك الحكمة والفطنة والقدرة علي إيجاد الحلول لكل قضية أو مشكلة تحصل، إضافة إلى حسن تنظيمه للأعمال وتوزيع المهام، فقد أسس لجنة سماها (لجنة حل المشاكل) لهذه المديريات وأسند رئاستها للأستاذ الفاضل/ عبدالله عبدالرزاق الشرعبي، ثم كلفني بمهمة السكرتارية و المسؤول المالي للجنة.

وهنا أسجل أهم نقطة في هذا الموضوع وهو أنه علمني كيف أدير الجانب المالي لهذه اللجنة فقد جلس معي ووضع لي خطوات عريضة لإدارتها منها:

  1. أن أتلقى التوجيهات منه أو من رئيس اللجنة بعمليات الصرف.
  2. أعطاني دفتر ونظمه تنظيما رائعا علمني فيه أن أسجل الوارد والمنصرف فيه (أي المبالغ التي توضع كميزانية لهذه اللجنة والمبالغ التي تصرف حسب التوجيهات).

وهنا تتعجب من خبرة هذا الرجل في الأعمال الحسابية وهو لم يتعلم المحاسبة، وكيف يجيد المهارات الإدارية وهو لم يتعلم إدارة الأعمال (كان هذا في عام 1997م وفي ذلك الوقت كانت من التخصصات النادرة ) وإنما توفيق من الله لهذا الرجل الذي كان رجلا بأمة.

ومما أسجله هنا أنه أثناء الجرد للجانب الماالي أراد أن يعرف كم المنصرف وكم المتبقي (وهذا نابع من اهتمامه وحرصه على الأموال العامة ) وأثناء الجرد نقصت ألفين ريال من إجمالي المبلغ المورد بعهدتي، فوقعت في موقف محرج فارتبكت من الموقف، وسألت نفسي أين ذهبت الألفين الريال! فخشيت أن تتزعزع ثقة الأستاذ بي، فقال لي بلسان المربي الحكيم (لا عليك يابني لربما أعطيتها زيادة أثناء الصرف لأحد الاخوة وستعود باذن الله) فطمأنني كلامه.

وفعلا ما هي إلا أيام حتى عاد أحد الإخوة وقال لي صرفت لي الفين زيادة عن المبلغ وهذه الألفين، ففرحت فرحا شديدا حتي لا أفقد ثقة الأستاذ بي.

📝 أيضا أسجل موقف آخر عندما رافقته لمديرية مقبنة في زيارة كامت لتفقد ومتابعة العمل هناك في شهر رمضان المبارك ومكثنا فيها أربعة أيام بلياليها _كانت من أحلى الليالي والأيام_ وكانت مهمتي توثيق وكتابة مايقوم بمتابعته من القضايا والمشاكل والآراء والملاحطات التي تطرح، وكان برنامجه يبدأ من بعد صلاة الظهر مباشرة إلى ما قبل المغرب ثم المواصلة بعد ذلك من بعد صلاة العشاء والتراويح بالتنقل بين عزل وقرى المديرية لإلقاء المحاضرات والدروس على الناس إلى منتصف الليل.

ثم يقوم رحمه الله بمراجعة ما تم تدوينه حول بعض الأمور التي تهم العمل ووضع الحلول المناسبة لها ثم يوجه مسؤولي العمل بتنفيذ هذه الحلول، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه كان رجلا إداريا بامتياز ينظم الأعمال ويدرس المشاكل ويضع الحلول ويتابع التنفيذ.

اقرأ أيضاً الرحيل الموجع

والخلاصة:

أن الأستاذ محمد علي إسماعيل كان رجلا بأمة ونلخص أهم صفاته ومميزاته بما يلي:

  • كان رجلا هادئًا، صبوراً.
  • كان رجلا رحيمًا عطوفًا شفيقًا بالصديق والعدو والقريب والبعيد
  • كان رجلا متعلمًا عالماً فقيها.
  • كان رجلا تقيا ورعًا، لا تمتد يده للمال العام أو الخاص.
  • كان رجلا نزيها شريفا عزيزاً.
  • كان رجلا يؤدي أعماله بصدق واقتدار.
  • كان رجلا حكيما ذكيا فطنا لا يجرح أحد، ولا يؤذي أحدا.
  • كان رجلا عمليا يؤدي أعماله التي توكل إليه بصدق وإخلاص.
  • كان رجلا صاحب ابتسامة صادقة لا تفارق الابتسامة وجه مهما واجهته المشاكل والصعوبات.
  • لا ينافس أحدا على الدنيا ولا يحبها، فالدنيا عنده لا تساوي شئ.
  • لا ينافس الآخرين أعمالهم ولا يتسلط عليهم ولا يجبر أحد على شيئ لا يستطيعه.
  • قدراته الإدارية والتعليمية.
  • مهارته في المحاسبة المالية وتنظيم الأعمال المحاسبية
  • تفوقه في جميع المجالات والأعمال التي تسند إليه.
  • تواضعه الجم وأخلاقه العالية الرفيعة.
  • هدوءه واتزانه في جميع أعماله ومراحل حياته.
  • قوته وصلابته في مواجهة الشدائد والصعاب.

التعريف بالكاتب: 

  • موظف في وزارة التربية والتعليم ـــ سابقا.
  • حاليا باحث متفرغ للأعمال البحثية والتعليمية.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى