الدرس الخامس والسبعون – أحكام من آداب الوليمة – سورة الأحزاب الآية (53)

في الدرس الخامس والسبعون من آيات الأحكام سيكون موضوعنا عن – أحكام من آداب الوليمة – والتي ورد ذكرها في سورة الأحزاب الآية (53)، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}[الأحزاب:53].

الحكم الأول- تناول طعام الوليمة للغير بلا دعوة

س- هل يجوز تناول الطعام بدون دعوة؟

ج- اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز دخول البيوت إلا بإذن ولا يجوز تناول طعام الإنسان إلا بإذن، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيبة من نفس) أخرجه أحمد والبيهقي والدارقطني.

الحكم الثاني- ما بعد طعام الوليمة

س- هل الجلوس بعد تناول طعام الوليمة حرام؟

ج- دلت الآية (فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا) على ضرورة الخروج بعد تناول الطعام، وهذا من الآداب الإسلامية التي أدب الله بها المؤمنين، فالمكوث والجلوس بعد تناول الطعام ليس بحرام؛ ولكنه مخالف للآداب الإسلامية لما فيه من إثقال على أهل المنزل.

الحكم الثالث- الأمر بالحجاب

س- هل الأمر بالحجاب خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أم هو عام؟

ج- الآية الكريمة وردت في شأن بيوت النبي صلى الله عليه وسلم خاصة تعظيماً للرسول صلى الله عليه وسلم وتكريماً لشأنه، ولكن الأحكام التي فيها عامة تعم جميع المؤمنين لأنها آداب اجتماعية قال تعالى (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) الأحزاب (59).

الحكم الرابع- طعام الضيف

س- هل الطعام المقدم للضيف على وجه التمليك أو الإباحة؟

ج- أشارت الآية الكريمة (فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا) إلى أن الطعام الذي يقدم للضيف يكون على وجه الإباحة.