
يسرني أن أسلط الضوء على بعض ما عرفته وخبرته عن الأستاذ المرحوم محمد علي اسماعيل طيب الرحمن ثراه بشكل إجمالي في عددٍ من الجوانب
الأستاذ كما خبَرتُه
وهذه الجوانب في الأستاذ تشمل مايلي:
🔸 في الجانب الدعوي: صاحب الهمة العالية والعزيمة الوثابة.. لا يعرف الكلل إلى نفسه طريقا، ينوع الأساليب: بحسب المخاطبين، يتنقل بين المحاضن التربوية والحلقات المسجدية، والأندية الثقافية، والمجالس المجتمعية، داعياً، وواعظاً ومشيراً أمينا، معطياً باذلاً فوائدَ معرفته ونتائج خبراته وعصارته فكره.
🔸 في الجانب الاداري: مخططاً ومنظماً، ومنجزاً للمهام حسب أولوياتها بكل دقة واقتدار، يوازن بين الحقوق والواجبات ويدعو غيره لذلك، مبرمجاً لوقته، يقرأ ويلخص وينشر، ملتزماً بمواعيده، لا يتعلل أو يعتذر، يأتي قبل غيره، ويستوفي ما عليه دون إخلال، يستمع للآخر: يبادر ويحفز الاتجاهات الفردية، ويدعم ويشجع الأعمال الجماعية.
🔸في الجانب القيادي: كان يفرح بذوي المواهب والقدرات، ويرعاها ويشجع على تنميتها، ويأخذ بالقاصر فيوصله لبغيته، يحب أن يرى تلاميذه قادة في ميادينهم، متألقين في مهامهم ومسؤولياتهم، يجمع بين منهجية القيادة وفنون الإدارة في وضوح الرؤية ودراية الانجاز.
🔸في الجانب العبادي: محافظاً للفرائض والسنن، يؤدي الفرائض، حيثما حضرت، ملتزماً تقياً زاهداً ورعاً، لا يتأخر عن إجابة النداء.. طالما حرص على إيقاظ أولاده وجيرانه لصلاة الفجر بدون يأس، وقد اعتكف العشر الأواخر في مسجد حارته آخر عمره، قبل ان يختمه بالجمع بين الهجرة والدعوة، والزيارة لقرى مديريته المواسط أيام العشر الأواخر لمدة خمس سنوات تقريبا.
وقد رأيته وسمعته في كل لقاء أو محاضرة وهو يحتسب أعماله وأقواله وخطواته لله.
🔸 في الجانب التربوي: كان رحمه الله يستخدم الأساليب القرآنية النبوية في التربية، النصح بانفراد، لا يعنف ولا يقسو ولا يسخر أو يقلل، يحاور الآخر مهما كان سنه أو موقعه، أو مكانته الاجتماعية.
- من الداعين لإنشاء مسجد الحارة ومؤسس حلقة مسجدية بين المغرب والعشاء، تدارسنا القرآن معه مرات عديدة فيها، وكان يعطينا تفسيراً عصرياً للقرآن الكريم، ويتحفنا فيها من جمان الفوائد ودُررها.
- أسس مدرسة البراء بن مالك لتحفيظ القرآن في المسجد، وتابع إداراتها وتمويل أنشطتها.
🔸 في الجانب الثقافي: يملك مكتبة تحوي نفائس الكتب، كان يقرأ في مختلف العلوم تقريباً، ويطالع جديد الصحف والمجلات، ويتابع الأحداث والأخبار الوطنية والإسلامية، وقد أسس المنتدى الثقافي في الحارة، ويعتبر من مآثره وآثاره الحميدة التي ستخلد بعده، حيث رفده بوسائل عرض حديثة، وكان يحث على تجديد إدارة المنتدى.
كان له كتاب يقرأه، ويلخصه، بفوائد يسهل حفظها ونشرها، (حرصت على اقتناص وتدوين ما تمكنت منها، بعون الله جمعتها ونشرتها تحت مسمى “قطوف اسماعلية” في الموقع الخاص بالأستاذ).
🔸 في الجانب الاجتماعي: له بصماته، شارك في تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخيرية، واللجان المجتمعية، يحل المشاكل ويحجمها، ويصلح بين المتخاصمين مجاناً، ويتبرع للمحتاجين ويسعى في مصالحهم.
يشارك الناس في المناسبات ويحضر أفراحهم وأتراحهم، بكل حب وتواضع، ولا ينزعج من بعض العادات المستحدثة في الأعراس، ينفع الناس جميعاً بشغفٍ دون تمييز، ويدعو للتعاون والتآخي ونبذ الافتراق والنزاع.
🔸يمكنني أن أختصر حياته رحمه الله بالعبارة الآتية:
(محمد علي إسماعيل همةُ أمةٍ برجل، وثقافةُ مجتمعٍ بفرد، ونشاطُ شابٍ في مُعمّر، وفكرٌ أصيلٌ في قالبٍ معاصر، وحكمةّ القائد الانسان).