النهوض الحضاري بالعمل الإسلامي (3)

في هذه المقالة سنتابع معكم الحديث عن قواعد النهوض الحضاري الإسلامي والذي ذكرنا منه سابقا أربعة قواعد ونستمر في البقية:
تابع قواعد النهوض الحضاري بالعمل الإسلامي
وسبدأ بالقاعدة الخامسة:
القاعدة الخامسة- القوة، والخصوبة:
إن قوة الأمم، ونهضتها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوافر فيهم شروط الرجولة الصحيحة .
أولاً- تعريف الخصوبة:
يقصد بها حيوية الأمة ،وقدرتها على إنتاج العدد الكبير من الطاقات القادرة بلا انقطاع.
الإنتاج: هو المخرجات لعملية الانتقاء، والتربية، والإعداد اللازم للفرد؛ لكي يتمكن من المشاركة في عمليات التغيير ،والتحول الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي.
ثانيا: أهمية القوة، والخصوبة:
إن قوام أي حركة نهضوية ،هو الطاقات النوعية، ولذا فهي في غاية الأهمية، وبصناعة هذه الطاقات، وتفعيلها تتحقق النهضة، ولكن هناك أسئلة لابد من الإجابة عنها:
- من هم الكادر المطلوب إعدادهم؟
- من الذي سيعدهم؟
- على أي شيء سيتم اعدادهم؟
- ما المخرجات النهائية للعملية التربوية؟
- كم ستستمر هذه العملية التربوية؟
- ما وسائل التربية؟
- ما مؤشرات نجاح العملية التربوية؟
- متى يمكن أن تستوفى شروط الإقدام على عمليات التغيير؟
- كيف نحافظ على المربين؟
- كيف نسمح لهم بالقيادة؟
- ما المقصود بالقاعدة الصلبة، وكيف نحققها؟
- كيفية عملية التربية من خلال الجهود المبذولة؟
ومن خلال هذه الأسئلة نتطرق إلى الآتي:
أولاً- تعريف التربية
- التربية الإسلامية: هي بلوغ الكمال البشري بالتدرج، ويقصد بالكمال البشري هنا: كمال الجسم، والعقل، والمشاعر الإيمانية ،والمشاعر الوجدانية.
ثانياً: أقسام الذين تلقوا التربية عن الرسول- صلى الله عليه وسلم-:
- القسم الأول- الذين رباهم الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، وعددهم (٢٠٠)
- القسم الثاني- هم الذين أذن لهم الرسول -صلى الله عليه، وسلم- بالهجرة إلى الحبشة، وعددهم (٨٣) رجلا و(١٨) امرأة = (١٠١)، أو الذين أسلموا بمكة، وأمرهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالعودة إلى ديارهم، ويأتون إليه حين يظهره الله مثل: أبى ذر الغفاري ،وأبى موسى الأشعري.
- القسم الثالث- الذين أسلموا بالمدينة قبل أن يأتيهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ،وكانت البيعة معهم على النصرة، والجهاد.
- القسم الرابع- الذين أسلموا أثناء الصراع، والجهاد، ولحقوا بالمدينة ،مثل: خالد بن الوليد، ونعيم بن مسعود، وعمرو بن العاص.
- القسم الخامس- الذين كانوا يكتمون إسلامهم، ولم يسلموا إلا قبل الفتح، ولكنهم كانوا ينصرون الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مثل العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
- القسم السادس- وهم الذين أسلموا بعد الفتح، ولحقوا بشرف صحبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل موته، مثل: سهيل بن عمرو ،وعكرمة بن أبى جهل، وأبى سفيان بن الحارث.
ثالثا: مواصفات القائد المتميز
خمس مواصفات يجب أن تتوافر في القائد المتميز، وهي:
- الرباني: المتعلق بالله، وبمنهجه، وشرعه.
- المفكر: الذي يُعمِل عقله، ويمتلك أدوات التفكير الناقد الإبداعي.
- الجريء: الشخص المقدام، الشجاع، المضحي.
- العامل: الذي قرر أن يواصل العمل بصورة مستمرة.
- المنتج: الذي يتأكد من أن كل وسيلة يقوم بها منتجة.
رابعاً- كيف نعد الشخصية المغيّرة:
عند إعداد الشخصية المغيّرة، لابد من إعدادها بثلاثة جوانب:
- العلوم الشرعية: العقيدة، الفقه، وأصوله.
- العلوم الإدارية: وظائف الإدارة .
- العلوم الإنسانية: التحليل السياسي، والفلسفة، والتاريخ.
خامساً- قواعد مهمة في التربية:
س- ما القواعد المهمة للتربية الحقة؟
ج- هناك عدد من القواعد نلخصها فيما يلي:
- القاعدة الأولى- ميدان التربية – المسجد- من خلال أنشطته (الصلاة جماعة، حلقات القرآن، حلقات العلم، حلقات الذكر ،الاعتكاف).
- القاعدة الثانية- تلازم التربية النظرية، والعملية .
- القاعدة الثالثة- التطور، وعدم الجمود.؛ فالعملية التربوية عملية ديناميكية فيها بدائل كثيرة، وليست وسائل جامدة.
سادساً- تقييم الوسائل التربوية:
عند الشروع بأي مشروع لابد من تقييم لوسائله، وتُقَيّم الوسائل التربوية يكون بالآتي:
أسئلة للتقييم:
- ما الهدف منها؟
- هل هي وسيلة توجيه، أم تدريب، أم بناء روحي، أم علمي؟
- هل هناك وسائل أخرى أفضل منها؟
- إذا لم يوجد الآن هل يجب التفكير في وسائل أفضل؟
- كم من الأفراد يستفيدون من هذه الوسيلة؟
- ما رأي العاملين في الوسيلة؟
- ما المدة الزمنية التي يجب بعدها تقييم الوسيلة؟
- هل تقييمنا للوسائل انطباعي – يعتمد على الإحساس-، أم أنه تقييم رقمي؟.
أخطاء تربوية:
كثيرة هي الأخطاء التربوية التي ترتكب عند قيام المشروع، وبعده، وهي أخطاء تحول دون قيام نهضة، ومن هذه الأخطاء:
- تبرير الفشل.
- تكرار السير في الطرق المسدودة.
- التربية أداة من أدوات الضبط، والتحكم للوصول للأهداف.
- الوصفة الواحدة.
- شيخوخة المؤسسات.
- الفهم الخاطئ للقاعدة الصلبة.
سابعاً: مستلزمات القاعدة:
هناك أمور أساسية لا بد من توافرها، لأنها تعتبر قاعدة الانطلاق، وبدونها لا يتحقق الانطلاق، وهي:
- المعرفة بالقاعدة، أو القانون: بمعنى التربية، ووسائلها ،وعلاقتها بميدان العمل.
- التطبيق، ويتم من خلال:
- البحث عن القائد (الرباني + المفكر + الجريء + العامل + المنتج)
- اعتماد ثقافة متوازنة تتمثل في العلوم الشرعية، والعلوم الإنسانية، والمهارات الحياتية.
- إيجاد البيئة التي تمارس الحياة على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم.
- اعتماد التربية بالأحداث.
- الانطلاق الجماهيري، وعدم الانكفاء على الذات بحجة الجودة.
- عدم مصادمة القاعدة، من خلال:
- البعد عن تغليب جانب على جانب في العملية التربوية.
- تقييم الوسائل التربوية المستخدمة، وتطويرها، أو تغيرها.
- البعد عن انتظار تكوين فريق من البشر الذين تربوا ،حتى بلغوا أعلى درجات التقوى.
ثامنا: ما تعود به القاعدة:
- قائد رباني + مفكر + جريء +عامل + منتج = شخصية التغيير.
- أدوات شرعية + علوم إنسانية + مهارات حياتية +دراسة مشروع النهوض = ثقافة متزنة.
- بيئة تؤمن بالإسلام + تعتني بشعائره = مناخ تربوي طبيعي.
القاعدة السادسة المؤشرات الحساسة:
لكل نهضة موفقه مؤشرات نجاح حساسة تبشر بإمكانية تحقيقها في الواقع:
- أولاً: مفهوم المؤشرات: هي العلامات التي تدل على التقدم ، أو التأخر.
- ثانياً: أهمية المؤشرات: المؤشرات مهمة جداً؛ لأنها هي التي يقاس بها التقدم، أو التراجع لأي مشروع.
- ثالثاً: صفات المؤشرات: أما عن صفات المؤشرات فيمكن أن تكون في:
- عموم الدعاية (الرأي العام)
- الرأي العام: وهو موقف أغلبية الأفراد تجاه مسألة عامة محددة مطروحة للمناقشة في زمن محدد يهدف لتحقيق الصالح العام.
- جمهور الدعاية: وهم الشريحة المثقفة، ومن خلالهم لعامة الناس.
- جهاز الدعاية: هو مرسل + رسالة وسط مناخي مستقبل + استجابة + تغذية راجعة تعود إلى العقل المركزي الذي يصنع الدعاية.
- رابعاً: كيف نقيس تحقق أهداف الدعاية؟ .. نقيسها بالآتي:
- عدد الجمهور المستهدف بالدعاية .
- عدد الأشخاص الذين وصلتهم الرسالة.
- عدد من يعرف مضمون الرسالة.
- عدد الرسائل التي أرسلت.
- مدى وضوح الرسالة.
- مدى الرضا عنها.
- مدى الاعتراض عليها.
- مدى التفاعل معها.
- خامساً: مقومات الحملات الدعائية: لكل مشروع صغير، أو كبير يراد له أن يبرز، ويؤتي ثماره لابد من حملة دعائية جادة، وقوية ، وللحملة مقومات توصله للهدف، ومنها:
- دراسة الموقف الكلي.
- تحليل مادة الرسالة، والصورة المطلوب انطباعها في ذهن الجمهور.
- تحديد طبيعة الجمهور المستهدف.
- تحديد الوسائل المباشرة، وغير المباشرة .
- ضبط العناصر الفنية.
- رصد الموازنة:- بشر، مال-.
- التقييم المستمر للحملة الإعلامية، وآثارها.
- سادساً: شبكة العلاقات المنتجة:
-
- نظام الأنصار:
- مدخلات: (فكر + رجال + مال).
- عمليات توظيف الطاقات للاستفادة منها.
- مخرجات: مشاريع + دعاية + انتشار حماية للمشروع +تغذية راجعة من المقارنة بين المدخلات، والمخرجات.
- نظام الأنصار:
- سابعاً: قياس مشروع الأنصار:
- قياس نوع الارتباط عبر مايلي:
- نوع المرتبطين عاطفيا.
- نوع المرتبطين عضويا .
- نوع المرتبطين بمشاريع محددة.
- قياس آخر:
- قياس درجة الاستفادة من دوائر الأنصار.
- قياس مدى المدخلات من الفكر، والرجال، والمال، ولاستقطاب الأنصار لابد من الآتي:
- استثمار نظام التأييد بالمواقف؛ لمعرفة حجم الأنصار.
- استخدام نظام التمويل.
- قياس نوع الارتباط عبر مايلي:
- ثامناً: متانة التكوين (بناء المؤسسة): النظام السباعي لمعرفة المنظمة:
- المكون الفكري للمنظمة:
- ما مدى قوته؟
- ما مدى تمكن أفراد المنظمة من هذا المكون؟
- ما مدى انتشاره؟
- ما مدى وضوح الأهداف الكلية، والمرحلية فيه؟
- كيف تقاس الأفكار، وتتطور؟
- الاستراتيجية:
- ما مدى وضوح الاستراتيجية؟
- ما مدى فاعليتها سواء في الانتقال المرحلي، أو في الوصول إلى الأهداف؟
- الهياكل، ومدى ملاءمتها للمطلوب منها؟
- القوى البشرية:
- هل يوجد الكم الضروري من القوى البشرية؟
- هل يوجد الكم الضروري النوعي؟
- ما درجة الروح المعنوية المنتشرة؟
- ما درجة هذه القوى البشرية، وكفاءتها في أداء المهام المناطة بها؟
- المهارات:
- ما مدى توفر المهارات كمّاً، وكيفا؟
- ما درجة استثمار هذه المهارات؟
- النظم، والأجهزة:
- النظم، والفاعلية، والتقليد داخل هذه المنظمات.
- ثقافة بيئة المنظمة:
- كم درجة الأفكار القاتلة المنتشرة فيها؟
- هل تُنَمّي المنظمة قيم العمل، والإنتاج، والجرأة؟
- أين توجد هذه القيم داخل المنظمة؟ هل مقابل قيم التقليد ،والالتزام الحرفي، والقيم السكونية؟ إذ لابد من التوازن بين قيم الالتزام، والنظام. وقيم العمل. والإنتاج. والجرأة .والتفكير؟
- ما الأمثلة، والقصص التي غالباً ما يستشهد بها؟ وهل تتفق مع استراتيجية المؤسسة؟
- ما ثقافة القيادة، وقدراتها؟
- هل هذه الثقافة مناسبة لطبيعة التحدي القائم؟
- ما أساليب، وطرق العمل المنتشرة بينها؟
- ما مدى المثاليات، والاخلاقيات في إدارة الأعمال؟
- المكون الفكري للمنظمة:
- تاسعاً: معايير تقييم المؤسسة: إن معيار التقييم يقوم على معادلة: 4×٤=١٦معيار
- أولاً- المنظمة:
- الهيكل: مدى كفاءته، وتوافقه مع مهمة المؤسسة.
- البيئة: مدى ملاءمتها، وملائمة ثقافتها؛ لتحقيق الأهداف.
- الإدارة: مدى كفاءتها للمهام المنوطة بها.
- القيادة: مدى كفاءتها للمهام المنوطة بها علميا، وثقافياً، ومهارة.
- ثانيا: رافع المؤسسة (الموارد):
- الموارد البشرية: نوع، وكمّ الموارد البشرية ، وحافزيتها للعمل.
- الاتصالات: مدى كفاءتها.
- التقنية.
- التعاون .
- ثالثاً: معرفة المؤسسة: من الأمور البديهية أن تكون المؤسسة على معرفة واسعة بالآتي:
- مجال الصراع: هل تعرف المؤسسة مجال الصراع جيدا؟
- تكاليف الصراع: هل تعرف تكاليف الصراع، والمواءمة بين الفوائد، والخسائر؟.
- الجمهور: هل تعرف الشريحة التي تريد مخاطبتها، والتي تعتمد عليها أساسا؟.
- المنافسين: خططهم، واستراتيجيتهم، وأدواتهم على وجه التحديد لا على وجه الظن.
- رابعاً: نظام التخطيط: أما من حيث نظام التخطيط، فلا بد من التحقق من:
- وجود استراتيجية.
- مدى كفاءة الإستراتيجية في مواجهة الظروف المحيطة ،وقيادتها لتقدم المنظمة.
- مدى كفاءة تنفيذ الاستراتيجية.
- درجة كفاءة نظام التخطيط الحقيقي.
- أولاً- المنظمة:
- عاشراً- المؤشرات الحساسة لعملية تربية الجماهير:
تتجلى في العملية التربوية مؤشرات لابد من التركيز عليها لقياس نجاح عملية التربية، أو فشلها، وهي كالتالي:
- المؤشرات الثقافية:
- مؤشرات القراءة كمّاً، وكيفاً.
- مؤشرات احترام الآخر.
- مؤشرات قيم العدل.
- المؤشرات الاقتصادية: النمو الاقتصادي.
- المؤشرات الاجتماعية: قياس سلامة المنهاج الاجتماعي، وهوية المجتمع.
- المؤشرات السياسية: المشاركة، والعدالة، والحرية.
- المؤشرات الروحية: ظاهرة الالتزام، وحرية الحالة الإيمانية، ومظاهرها.
- المؤشرات الحضارية: النظام، والنظافة، والجمال ،والذوق.
- المؤشرات الصحية: المعدلات المختلفة ابتداء بالصحة الوقائية.
- المؤشرات التعليمية: في العدد، والتخصصات، والمستويات المناسبة لسوق العمل، والوضع في هرم فئات المجتمع.
- المؤشرات النفسية: الاعتزاز بالذات الحضارية، وشيوع روح التفاؤل، والإقبال على العمل المنتج.
- مستلزمات القاعدة، أو القانون:
- المعرفة بمفهوم القاعدة، أو القانون، هي العلامة التي تدل على التقدم، أو التأخر بالأدوات التي تعين على استخدام القاعدة، أو القانون من الدعاية إلى التخطيط الاستراتيجي.
- التطبيق:
- إيجاد أجهزة دعائية إعلامية مؤثرة.
- إيجاد شبكة علاقات قوية بين المؤسسات المهمة بهذا الجانب، والجمهور، وبين المؤسسات، والتيارات بعضها البعض.
- إيجاد منهجية، ومراكز بحوث، وأجهزة إعلام ،لتدريب الكادر على رصد المؤشرات.
- التدريب على الثقافة الرقمية، والإحصائية.
- التأكد من متانة تكوين المؤسسات العاملة للنهضة من خلال أدوات التخطيط الاستراتيجي.
- عدم مصادقة القاعدة، أو القانون من خلال الآتي.
- تجنب إهمال رصد المؤشرات.
- تجنب إهمال إيجاد أجهزة دعائية مؤثرة تصل إلى الجماهير.
- معادلات القاعدة، أو القانون:
- (مرسل + رسالة + مرسل إليه + تأثير + تغذية راجعة = جهاز الدعاية)
- (دعوة – مؤشرات نجاح = تخبط وبعد عن الأهداف)
- (فكرة – أنصار= فشل)
- (أهداف عليا + إستراتيجية مناسبة + هيكل مناسب للاستراتيجية + كوادر مدربة بالمهارات اللازمة + نظام إداري مناسب + ثقافة إيجابية + بيئة + نمط قيادات مناسب = مؤسسة قوية).