الدرس السادس- كتمان العلم الشرعي – سورة البقرة الآية [159-160]

الدرس السادس والذي سكون عن كتمان العلم الشرعي ووردت في سورة البقرة الآية [159-160]  قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون}{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم}[البقرة:159-160]

الحكم الأول- حول الآية في سورة البقرة:

س/ هل الآية [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ…] خاصة بأحبار اليهود والنصارى؟

ج/ نعم هذه الآية نزلت في أهل الكتاب من أحبار اليهود وعلماء النصارى ولكنها تشمل كل كاتم لآيات الله مُخف لأحكام الشريعة؛ لأن الآية نزلت عامة بصيغة اسم الموصول [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ…] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: [من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار] رواه ابن ماجه والحاكم.

الحكم الثاني- الأجرة على التعليم:

س/ هل يجوز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وعلوم الدين؟

جـ/ كان العلماء المتقدمون يحرمون أخذ الأجرة على تعليم القرآن وعلوم الدين ودليلهم قوله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون] [البقرة:169]، وقوله تعالى: […وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً…] [البقرة:174]، وأن تعليم القرآن الكريم وعلوم الدين عبادة ولا يجوز أخذ الأجرة على العبادة.

أما المتأخرون فيقولون إنه يجوز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وعلوم الدين، بل بعضهم يقول بوجوب أخذ الأجرة؛ لأن عدم أخذ الأجرة معناه عدم تعليم ذلك مما يؤدي إلى إهمال القرآن وانتشار الجهل بالدين منطلقين من القاعدة الفقهية [ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب] والآية الأولى [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ…] تهديد لمن يكتم العلم ولا يعني تحريم أخذ الأجرة على تعليمه، وأما الآية الثانية [وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً] الذين يأخذون المال مقابل كتم العلم أو اصدار الفتاوى التي ترضي الحكام وإن كان فيها إضرار بالدين.