2025-06-09 3:05 م
إدارة الموقع
2025-06-09 3:05 م
نبضات المحبين

افتقدناك.. ذكريات بنات وأحفاد الأستاذ

في سطور هذه المقالة سنذكر لكم ذكريات بنات وأحفاد الأستاذ محمد علي إسماعيل معه وكيف كان يتعامل معهن ويوجههن ويعلمهن..

ذكريات الأستاذ مع بناته وأحفاده

تقول إحدى بناته:

⭕عندما كنت في الصفوف الأولى من التعليم (كان الوالد رحمه الله في ذلك الوقت مديرا للمدرسة)، وكنت أجد اهتمام خاص من المعلمين (كوني بنت المدير) ولكن الوالد لم يكن يجامل أحدا ويعاملني كأي طالب، فذات يوم خرج تلاميذ الصف الرابع من الفصل قبل انتهاء الدوام المدرسي (وكنت بينهم) فقام الوالد بإنزال العقاب على كامل التلاميذ (وعاقبني معهم بنفس العقوبة)..

⭕ذات مرة ونحن في سن الطفولة خرجنا مع الوالد رحمه الله في رحلة عائلية إلى منطقة المخاء.. (على بعد ساعتين من مدينة تعز) وبعد وصولنا … اختار الوالد لنا مكان مناسب للجلوس داخل مزرعة نخيل قريبة من الساحل ليس فيها أحد.. فبدأنا باللعب والجري بين أشجار النخيل وكانت بعض الأشجار قريبة وثمرات البلح متدلية وفي متناول أيدينا … لكن لم نأخذ شيئا وذهبنا لنسأل الوالد: هل نأخذ من البلح ونأكل ام لا؟!، فقال لنا: لا.. ابحثوا عن صاحب النخيل واستأذنوا منه فإن أذن لكم أخذتم أو ارجعوا … فمشينا مسافة كبيرة في المزرعة نبحث عن صاحب النخيل فلم نجد أحدا، فرجعنا ولم نأخذ ولا حبة واحدة (رغم أن لا أحد يرانا حتى الوالد نفسه كان بعيد عنا).. وانتهى وقت الرحلة وغادرنا المزرعة ولم نأخذ شيئا (رغم أن أنفسنا كانت تشتهي ذلك) لكن الوالد كان يعلمنا الأمانة وكان يطبق على نفسه مبدأ (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)

📝 كان يستخدم معنا اسلوب الترغيب في التربية أكثر من الترهيب ويشدد على مسائل العبادة (الصلاة في أوقاتها _الأذكار المكانية والزمانية _ تلاوة القرآن الكريم _ الصيام) كما عودنا على قول الصدق وعدم الكذب وعدم السب والشتم مع بعضنا ومع الآخرين

📝 كان يحثنا على لبس الحجاب منذ الصغر وفي بداية المرحلة المتوسطة أشترى لي الحجاب وبدأت بلبسه، وكان لا يحث الناس على شيء إلا ويبدأ بنفسه وأهل بيته.. فيكون التأثر من أهل القرية بشكل كبير.. والاستجابة بشكل أسرع

⭕ عند وصولي إلى مرحلة الشباب فوجئت به يشاوروني حول موضوع الزواج ويقول لي أن زميله في الدراسة وصاحبه في الغربة قد طلب يدي للزواج من أحد أبناءه، فمن شدة الحياء التزمت الصمت، فاعتبر الوالد ذلك مني علامة الموافقة وتم العقد والزواج بسهولة ويسر، لأن الوالد كان يدعو الناس إلى تيسير الزواج وتقليل المهور فطبق ذلك على نفسه، وكان الأمر غريبا على الناس في ذلك الوقت   … لكنه أوصل لهم رسالة عملية بأنه يفعل ما يقول..

⭕ذات مرة سافر للعمرة.. وعند عودته من السفر اجتمعنا في البيت نترقب وصوله بفارغ الصبر ونتسابق حول من تحظى بمصافحته أولا عند البوابة الرئيسية للمنزل.. وإذا بنا نتفاجأ بوجوده في غرفة (الجدة) وهو يقبلها على رأسها حيث دخل من الباب الآخر للمنزل قاصداً السلام على أمه في البداية قبل كل الحاضرين لأنه كان بارا بها.. ويقدمها على نفسه في المأكل والمشرب … رحمهم الله جميعا…

⭕ ذات مرة بعد زواجي زارني في بيتي ومعه مجموعة من أصحابه، فأعددنا له غرفة خاصة في البيت وقدمنا له فاكهة فأبى أن يأكل إلا مع أصحابه ورفض أن نميزه عن أصحابه بأي شيء.

من ذكريات الأخت الشقيقة الصغرى للأستاذ

📝 في سن الطفولة ذهبت مع ابنة عمي الأكبر مني إلى قرية من قرى المنطقة لخياطة ملابس العيد.. وكانت الطريق إلى القرية تتطلب صعود أحد الجبال الوعرة فتسلقنا الجبل ومشينا لمدة ساعتين تقريبا ووصلنا إلى المرأة التي كانت تخيط ملابس البنات في تلك القرية البعيدة وتأخرنا في العودة إلى قبل المغرب.. وعند عودتنا من نفس طريق الجبل حل الظلام بنا بعد المغرب ونحن لا زلنا في منتصف الطريق فواصلنا المشي في الغسق على ضوء القمر ووصلنا إلى منحدر صخري خطير فتوقفنا هناك … وعندما افتقدونا الأهل قرر أخي محمد الصعود إلى الجبل للبحث عنا … فلقينا ولقيناه في الجبل ومن شدة حنانه حملني على ظهره إلى البيت … رحمة الله تغشاه

⭕ في فترة تلقيه العلم رأت الوالدة رحمها الله كأن شعاعا من ضوء القمر نزل إلى الأرض الزراعية الخاصة بالوالد … وسمعت صوتا يقول: (أسعد الناس محمد علي إسماعيل)

عدد من المواقف المتفرفة مع الأستاذ

📝 تقول زوجة أخيه الأصغر: بعد الزواج بأسبوع دخلنا من القرية إلى منزله في المدينة … ولما عاد إلى المنزل بعد صلاة العشاء حضر للترحيب بنا وكان معه (سبع حبات من التين المجفف) وبعد السلام والكلام أشاد بكوني متعلمة وخاطبني بقوله: (أصبحت واحدة من الأسرة واعتبري البيت بيتك وأولاد أخي وأولادي هم أولادك)، كانت لهذه الكلمات أثر طيب في نفسي تعبر عن حسن خلقه مع الجميع.

⭕في يوم وفاة زوجي رحمه الله وبعد إكمال دفنه وتلقي واجب العزاء بوفاته … حرص على مواساتي وتخفيف المصاب برحيل زوجي وخاطبني قائلا: ولدك هشام هو هدية أخي قبل موته وهو أمانة عندنا وبإذن الله سوف نهتم بأمرك وأمره … واستمر رحمه الله بالسؤال عنا وتفقد أحوالنا حتى وفاته.

📝 تقول إحدى بنات أخته: كان خالي رحمه الله يربينا في بيته مثل بناته.. وما كنا نحس بالفرق بيننا أبدا إلى درجة أنه خصص لأمي ولنا معها غرف خاصة بنا في بيته في القرية ومنزله في المدينة

⭕كان يحثنا منذ الصغر على مواصلة التعليم حتى أكملت التعليم الثانوي ثم ألحقني بالمعهد العالي للمعلمين بالجند، وبفضل الله ثم بمتابعته تمكنت من الحصول على شهادة المعهد التي تأهلت بها فيما بعد للتدريس في التربية والتعليم

📝 تقول إحدى حفيداته: أتذكر موقف لجدي رحمه الله أيام كانت جدتي مسافرة في السعودية (لأداء العمرة)  كان ينهض من نومه قبل صلاة الفجر (كعادته دائما) ويمر على الغرف لإيقاظ الجميع للصلاة.. (النساء والبنات والأولاد) وذات يوم بعد خروجه من البيت زلت قدمه وهو نازل في الطريق (ورغم ذلك واصل طريقه إلى المسجد) وبعد العودة … ناداني لمساعدته.. فرأيت أثر الإصابة على رجله وقمت بتصفية الدم ووضع الدواء المناسب … (وتعجبت من حرصه على أداء الصلاة جماعة في المسجد رغم الإصابة)

📝 وتقول واحدة أخرى من حفيداته: كان جدي رحمه الله يكلفني بترتيب الكتب في المكتبة الخاصة به في أقسام (حسب محتوى كل كتاب في القسم المناسب) مع كتابة أسماء المؤلفين والكتب على ورق.. وكذلك كان يكتب المحاضرات الخاصة به على ورق.. ….  ثم بدأ جدي بعد ذلك باستخدام الحاسب الآلي (الكمبيوتر) (وكنت قد درست في الجامعة في هذا التخصص)، فكان يكلفني بكتابة المواضيع على الكمبيوتر ومراجعتها معه أسبوعيا.. وكذلك كان يكلفني بكتابة أرقام أقربائه على الجوال والأيباد وإرسال رسائل الجمعة والمناسبات إليهم جمعيا عبر الواتس أو برسائل نصية.

⭕ في دراستي الجامعية كان يتابعني ويشجعني حتى التخرج حضر معي الحفل الختامي في الجامعة إلى حين استلام شهادة التخرج.. “رحمة الله تغشاه ”

📝 تقول زوجة أحد أبناءه: أول موقف تعرفت فيه على عمي رحمه الله عندما كنت في الصف السادس الابتدائي.. حين كان يلقى درس للطالبات والبنات (في حلقة تربوية بالقرية) في موضوع العقيدة وأقسام التوحيد..

⭕ بعد زواجي بأحد أبناءه (ولكيلا أنقطع عن التعليم) قام بإلحاقي في معهد المعلمين في منطقة بعيدة عن قريتنا وكان يوصلنا أيام الاختبارات بنفسه (ويحضر لنا الطعام والماء) رغم مشاغله الكثيرة رحمة الله تغشاه …

⭕ ذات مرة طلب مني شرح أحد الدروس في الفقه (وكان يختبر طريقة أداءي) وجلس يستمع.. ثم علمني الطريقة الصحيحة لترتيب الدرس وشرحه من جديد، ومن ذلك نستخلص أنه لم يكن يكتفي بحثنا على التعلم بل يتابع أيضا فهمنا لما نتعلم..

مواقف تربوية للأستاذ مع بناته

📝 تقول إحدى بناته: كنت ادرس في الجامعة تخصص (إدارة واقتصاد) فأراد الوالد رحمه الله أن أطبق عمليا ما ادرسه من خلال تكليفه لي بإعداد (موازنة شهرية وسنوية للأسرة) فقمت بتنسيق تلك الموازنة بجدول مبين فيه الإيرادات والمصروفات الشهرية الثابتة، ثم كان رحمه الله يراجع معي تلك الموازنة شهريا أولا بأول ويراجع المصروفات الطارئة التي اضفتها لمواجهة ما يطرأ من المصروفات العاجلة.

⭕بعد زواجي كان يزوروني في بيتي ونجلس معي بحضور زوجي في جلسة عائلية ينصحنا ويوجهنا كيف نبني أسرة متدينة وكيف نربي أطفالنا وكيف نحسن من معيشتنا..

⭕رغم أنه كان له الحق في أمرنا وعلينا واجب طاعته إلا أنه كان يستخدم أسلوب لطيف معنا (من فضلك _ لو سمحت / لو سمحتي _ آسف لو أزعجتك _ جزاك الله خير _ أكرمك الله) ولو غضب منا لأي سبب سرعان ما يعود إلى طبيعته الهادئة ويعتذر إن تبين له خطأ موقفه.

📝 تقول بنت أخرى من بناته: كان رحمه الله حريصا على دفعنا للتعلم، بدأ من التعليم الأساسي والثانوي ثم الجامعي ثم الماجستير.. وكان لا يسمح لنا بأي تقصير أو غياب عن حضور المدرسة إلا لظروف قاهرة (ويعاقبنا في حال الغياب بدون عذر وقد حصلت على عقوبة منه في الصف الثالث الابتدائي جعلتني تلك العقوبة لا أغيب في كل المراحل التالية إلى أن وصلت إلى مرحلة التعليم العالي بعد الجامعة)

⭕أثناء استعدادي لدراسة الماجستير (في مجال الاقتصاد) كان ينقصني الجانب المالي اللازم لهذه المرحلة، فلم يتخلى عني وبذل ما في وسعه من جهد للاستمرار في هذه الدراسة حتى النهاية.

⭕يستخدم أسلوب التشجيع عن كل عمل جيد نقوم به (نظافة البيت _ ترتيب الملابس _ اعداد الطعام _ العناية بالأطفال) ولديه متابعة مستمرة لأولاده وأحفاده كبارا وصغارا.

📝 تقول إحدى حفيداته: تعلمت المحافظة على الصلاة والاذكار من جدي رحمه الله فعندما كنا نزوره كان أول شيء يسألنا عن الصلاة، ثم يسألنا عن الدراسة فإذا وجد أي تقصير يوجهنا للصواب (دون توبيخ) ويحثنا على قول الصدق

📝 تقول أصغر بناته: كان وجود ابي رحمه الله في المنزل (مصدر أمان) من الناحية العملية والمعنوية

⭕ من الناحية العملية كنا بعد أن ننام نسمع صوت قيامه (بعد منتصف الليل) للصلاة والاستغفار نشعر بالسكينة والطمأنينة والهدوء في البيت، ومن الناحية المعنوية، فقد تعودنا أن الوالد رحمه الله يتصدى لأي شيء يواجهنا من صعوبات ومشاكل الحياة فلم نكن نخاف من مواجهة أي شيء (حتى في أيام الحرب كان يجد لنا ملاذا آمنا يطمئن علينا فيه)

⭕ حفظت سورة الكهف بسبب التكرار الدائم لقراءتها مع الوالد بعد صلاة فجر الجمعة من كل أسبوع، واظبت على الصلوات وحفظت الأذكار وحفظت بعض أجزاء من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية وأكملت تعليمي في الجامعة ورزقني الله بالزوج الصالح، كل ذلك بفضل الله ثم بفضل والدي الذي أفتخر به دوما … وأتذكر فضله بأن جعلني أشعر بأن عبادة الله هي الهدف الذي خلقنا من أجله …والغاية الكبرى في الآخرة هي الجنة وأن كل ما يوصلنا إلى تلك الغاية هو الحق وما عداه هو الباطل… (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه)

📝 تقول إحدى بناته: ذات مرة تشاجرت مع أخي الأكبر مني …فأخذت شيئا ورميته به.. وكان الوالد حاضرا الموقف فما كان منه إلا أن نهرني بشدة وعاقبني (رغم أن الخطأ كان مشتركا بيني وبين أخي) لكن الوالد أنزل العقوبة على الأصغر سنا ليحترم من هو أكبر منه ولا يقوم بالرد عليه بنفسه (إنما كان يفترض أن اشكيه للوالد ليأخذ لي حقي منه بنفسه) تطبيقا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: (ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا، ويُوَقِّرْ كبيرَنا)

📝 تقول إحدى حفيداته (من بنات بناته): كان رحمه الله ذو عاطفة وحنان كبير فكنا كثيرا نشاهده تترقرق عيناه بالدموع رحمة واشفاق لبعض المواقف.. أو خشية من الله حين يأتي على ذكر بعض الآيات القرآنية الكريمة أو حين تذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.. ما كان يقدر يكمل كلامه فيسكت لبعض الوقت ثم يواصل حديثه، ولما كبرت وتعلمت أكثر في القرآن الكريم وجدت أن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) [مريم58]، كما أنني وجدت من خلال الدراسة الجامعية أن الدموع تحمي العين من الجفاف وتطرد الأجسام الغريبة عنها، كما يزداد في الجسم أثناء البكاء إفراز هرمون الإندروفين والذي يعتبر مضاد ألم طبيعي يفرزه الجسم لتخفيف الألم والتوتر،

مواقف طريفة

📝 قالت إحدى حفيداته: كان جدي رحمه الله يكتب بعض المواضيع والمحاضرات كمسودات (بالقلم الرصاص) ويكلف أي واحدة من حفيداته بنقلها وطباعتها على الحاسب الآلي (الكمبيوتر)، وكنت في بعض الأحيان أنقل بعض الصفحات وأترك البعض (التي لم يتضح لي المكتوب فيها) إلى حين عودته … وحين عودته أطلب منه قراءة الصفحات التي لم أنقلها وأبدا بالكتابة وهو يقرأ.. وأنا أكتب وهو يقرأ وهكذا … وبعد مدة تعب من كثرة الصفحات … فالتفت إلي قائلا: أنا كان قصدي تساعديني … والآن أنا رجعت اساعدك فايش الفائدة؟!.. أكتبها من نفسي أسهل، فضحكت وضحك هو … رحمة الله عليه.

📝 تروى حفيدة أخرى (من بنات بناته) موقفا طريفا حصل في بيت أبيها حين كان مريضا وجاء جدي لزيارته بوقت مفاجئ …  كان والدي نائم … ولما دخل جدي وأيقظه … قام أبي فزع من النوم 😳 وعليه علامات الفزع والارتباك … (من هيبة جدي) فسلم عليه … ولما جلس جدي بجوار أبي على السرير سقطت الستارة فوق رأس أبي وصاح من الفجيعة 🤭 وزاد عنده الارتباك.. (يعني اجتمع على أبي الفزع والهيبة من رؤية جدي والفجيعة من سقوط الستارة) فكان أبي في موقف شديد من الارتباك إلى درجة أنه نسي أنه مريض … فضحكت 😂 من الموقف بصوت عالي وضحك أبي ثم قام جدي وانصرف وهو يضحك.. ذكريات الأحفاد الصغار مع جدهم الأستاذ محمد علي …

⭕ حرص الأستاذ محمد على حث أحفاده منذ الصغر على سبعة أمور هامة وأساسية:

  1. 1️⃣ المحافظة على الصلاة في المسجد
  2. 2️⃣ تعلم القرآن الكريم تلاوة وحفظا في المسجد
  3. 3️⃣ الالتحاق بمدارس التعليم العام
  4. 4️⃣ طاعة الوالدين والأهل واحترام الكبار
  5. 5️⃣ مجالسة الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء
  6. 6️⃣ تهذيب اللسان وعدم السب والبذاءة وان تعرضت لأذى فدافع عن نفسك ولكن بدون شتائم
  7. 7️⃣ قول الصدق وعدم الكذب، وكان يستخدم معهم أساليب الترغيب والترهيب والتشجيع والتأديب..

📝 كان الأستاذ رحمه الله حريصا على اصطحاب أحفاده للصلاة في المسجد (بمختلف أعمارهم) وحريص على تلاوتهم وحفظهم للقرآن الكريم، ودفع ببعضهم للإمامة في الصلاة بالمسجد في بعض الأوقات، تطبيقا منه للحكمة القائلة إن من السعادة المعجلة في الدنيا (أن يؤمك في الصلاة ابنك الحافظ للقرآن الكريم).

⭕ يتذكر الحفيد أسامة: أنه ذات يوم كان في حلقة قرآن وتفسير في المسجد عن سورة الكهف، فسأل الأستاذ: عن معنى بعض الآيات، فأجاب الحفيد أسامة إجابة صحيحة … فأثنى على إجابته وشجعه وكان لهذا التشجيع أثر في نفسه

📝 يتذكر الحفيد رامز أنه كان يوقظه لصلاة الفجر وينتظره حتى يتوضأ ويمشي معه إلى المسجد يدا بيد وكان يوصيه دائما بالحفاظ على الصلاة في أوقاتها في المسجد،  وخاصة صلاة العصر وصلاة الفجر وكان دائما يكرر على مسامعه الحديث الشريف: (بشروا المشائين في الظُلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)

📝 يتذكر الحفيد محمد موقف مع جده حين ذهب معه بسيارته (الصالون) في نهار رمضان إلى إحدى المديريات خارج مدينة تعز، كان جده في زيارة عمل إلى 6 مدارس (زيارة إدارية وتوجيهه) واستمرت الزيارة من الصباح إلى بعد الظهر (نظرا لتباعد المدارس عن بعضها) والجد يمشي والحفيد بعده من مدرسة الى مدرسة ومن فصل إلى آخر، وبطبيعة الحال فقد كان الجد صائما … وكان الحفيد يتبعه بلا أكل ولا شرب (غير صائم لأنه لا يزال في الخامسة من العمر) وفي طريق العودة.. أراد الجد اختبار صبر الحفيد على الصوم والعطش في نهار رمضان، فقال له: ما شاء الله أنت بطل يا محمد، فقال محمد الحفيد: أنا يا جدي بطل ولكن جيعان وظَمْآنُ.. فضحك الجد 😅 وتوقف عند أحد الدكاكين على الطريق واشترى له (ماء وبسكويت) ريثما يصلون إلى المنزل.

📝 يتذكر أحد الأحفاد بقوله: كانت لدى جدي رحمه الله (خطة ذاتية) أسبوعية وشهرية يأمرنا بتنفيذها، وهي خطة تشمل العبادات كالصلاة وقراءة القرآن والأذكار والسنن الرواتب والوتر والضحى والأنشطة كالدراسة والتمارين الرياضية وقراءة الكتب الهادفة والبرامج الثقافية والاجتماعية كزيارة الأقارب والمرضى والمشاركة في المناسبات الأفراح والأتراح، وكنا نتعب احيانا في تطبيقها، لكن هو لا يكل ولا يمل من المتابعة والمحاسبة على تنفيذها وكنا نستشهد بالآية الكريمة ({لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..}، فيرد علينا رحمه الله قائلا: الاستدلال بهذه الآية في العبادات المفروضة خاطئ … إنما يستدل بهذه الآية على الخطرات التي تقع في القلب والوساوس التي تقع في القلب ولا تستقرّ، ولا تكون عملًا للقلب؛ فإنه لا يُؤاخِذ بها، بل هي معفوٌّ عنها لأن نزول هذه الآية كان ناسخا لمعنى الآية الكريمة التي قبلها وهي (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ)، فأشفق أصحاب النبي على أنفسهم حين نزول هذا الآية أن بحاسبوا على ما في أنفسهم من خواطر ووساوس، فنزلت بعد ذلك أية (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى