2025-06-09 3:08 م
إدارة الموقع
2025-06-09 3:08 م
نبضات المحبين

رأيت منه من الرفق واليسر ما أزال مخاوفي

كتب / عبد الباسط اليوسفي (زوج إحدى بناته)

سأحكي لكم في هذه المقالة مواقف تعرفي على الأستاذ محمد علي إسماعيل حين طلبت يد ابنته، وأول موقف لي معه حيث رأيت منه من الرفق واليسر ما أزال مخاوفي

رأيت منه من الرفق واليسر ما أزال مخاوفي

عندما نويت الزواج كنت أشعر في داخلي أن الزواج قسمة ونصيب، وكنت أبحث عن هذا النصيب ولكن لم أكن أتخيل يوماً أن يكون نصيبي في بيت الأستاذ محمد علي إسماعيل لما له من  هيبة ومكانة مرموقة بين الناس.

حتى التقيت بالأخ عادل الخراشي (أحد تلاميذ الأستاذ) وتحدثنا مع بعض حول موضوع الزواج، فأشار الأخ عادل ببيت الأستاذ محمد علي، فعبرت له عن مخاوفي من الرفض نتيجة الفارق الاجتماعي بين أسرتي وأسرة الأستاذ!

فقال لي عادل: الله المستعان .. الأستاذ محمد علي انسان بسيط ومتواضع، ولا يقيم وزناً لهذه الفوارق الاجتماعية، فهو يعمل بالسنة ويعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا خَطَب إليكم مَن تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه، فزَوِّجُوه)، المقياس الحقيقي عنده الدين والخلق…

فقلت له: طيب كلم الأستاذ في هذا الموضوع.

ذهب الأخ عادل إلى الأستاذ وكلمه، فكان رد الأستاذ محمد بأن طلب مقابلتي في مكتبه بعد صلاة الظهر للتعارف والنظر في هذا الموضوع!

شعرت بالرهبة والقلق والإحراج لأن هذا كان أول موقف لي مع الاستاذ وجها لوجه.. كنت أعرفه سابقا، ولكن من بعيد

فذهبت في الموعد المحدد، وسلمت عليه ورحب بي واستقبلني وشربت معه الشاي، وكان يسألني وأنا أرد عليه، حينها تبددت مخاوفي وزال قلقي لما رأيت من الرفق واليسر في كلامه حول هذا الأمر، ثم طلب مني التواصل مع ابنه الأخ عمر للتفاهم حول بقية التفاصيل، فخرجت من عنده وأنا في غاية الدهشة لحسن أخلاقه وتواضعه وسهولة التعامل معه (وكأنه من جيل الصحابة) فدعوت الله له بالحفظ وطول العمر.

ولم أجد ما أصف به هذا الموقف من الاستاذ إلا ما قاله النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (تحرم النار على كل قريب هين سهل) يعني: تستطيع أن تتكلم وتتعامل مع هذا الإنسان بسهولة، فيكون قريباً من القلب قريباً من الناس، ثم سارت بقية إجراءات الخطبة والعقد والزفاف حسب المتفق عليه ولله الحمد والمنة .

⭕ بعد ثلاثة أسابيع من إتمام عقد الزواج، (وقبل أن يتم حفل الزفاف) قمت بتوصيل الأستاذ بسيارتي (باص أجرة) وفي الطريق تجاذبت أطراف الحديث معه واستفدت كثيرا من نصائحه وإرشاداته، وعندما وصلنا للمكان المطلوب نزل من الباص وفوجئت به يخرج من جيبه أجرة الباص

فحلفت يمين ما أخذ منه ولا ريال

فقال لي: هذا حق البترول!!

فكررت اليمين، وقلت له أنا مسرور بانك اليوم معي ..

فقال لي: جزاك الله خير ..

⭕ وذات مرة كان لديه مهمة عمل مع مجموعة من أصحابه بما يسمى (الأسبوع التعليمي) فطلبوا مني التفرغ لتوصيلهم بالباص إلى مناطق بعيدة خارج المدينة مثل (التربة _ سوق الأحد _ العين _ قدس)، والعجيب في الأمر أنه كان يدفع لي أجرة الباص مقدماً كي اتمكن من مفاقدة وتصليح الباص وتجهيزه بما يلزم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرصه على سرعة أداء الحقوق إلى أصحابها.

⭕ ذات مرة خلال أيام الحرب كان لديه محاضرة بعد صلاة العصر في مكان قريب من خط إطلاق النار فرافقته أنا وابن أخيه عمر عبد الغني، وعند اقترابنا من المكان طلب منا الرجوع (حفاظاً على حياتنا)

وقال: أسألكم بالله أن ترجعوا، أما أنا فأتمنى الشهادة في سبيل الله في أي وقت.

احترمنا أمره لنا بالرجوع، فرجعنا وذهب لمكان المحاضرة بمفرده

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى