
كتب الشقيق الصغير للأستاذ محمد علي إسماعيل، مطهر علي إسماعيل، بعض المواقف والقصص والذكريات التي حصلت بينه وبين أخيه الأكبر والتي سنعرفكم عليها في هذه المقالة…
ذكرياتي مع أخي الكبير محمد علي إسماعيل
يقول الله سبحانه وتعالى في الآيتين 70 و71من سورة الأحزاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71))
والقول السديد هو القول الحق، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ).
ومَعْنَى استقامةِ القلْبِ: أنْ يكونَ مُمْتلِئًا بمَعرفةِ اللهِ ومَحبَّتِه، وعَظَمتِه، وخَشيَتِه، ورَجائِه، والتَّوكُّلِ عليه، (“ولا يَستقيمُ قلْبُه حتَّى يَستقيمَ لِسانُه”)؛ فاللِّسانُ والقلْبُ مُرتبطانِ، واللِّسانُ تَرْجُمانٌ لِمَا في القلْبِ..
📝 توفى والدنا القاضي علي إسماعيل ونحن في عمر الطفولة (انا وأخي عبد الغني) فتولى رعايتنا أخانا الكبير محمد علي وأمنا الحاجة نعمة بنت الحاج علي الشعبي رحمهم الله جميعا
📝 كان أخي محمد علي يذهب لتعلم قواعد اللغة العربية والفقه والفرائض لدى الشيخ محمد مسعود سيف.. وكان يصعد الجبل مشيا على الأقدام (بما يقارب الساعتين) ذهابا وعودة للوصول إلى قرية الشيخ الواقعة خلف جبل ثمران بقرية حجرة عزلة بني يوسف … ثم ارتحل لطلب العلم في مدينة جبلة محافظة اب..
📝 تعلم الخطابة على يد الأستاذ عبد الواحد عبد الله نعمان رحمه الله، ثم قال له إذا أردت العلم فعليك بالسفر إلى مكة المكرمة للتعلم هناك.
وكانت هذه النصيحة بداية التحول الحقيقي في حياته فقد شد رحاله مع اثنين من رفاقه من أهل القرية (عبده سلام حزام وعبد الله منصور) وسافروا عبر البر بسيارات الشحن الخاصة بنقل البضائع (حيث لم تكن من وسيلة أخرى رخيصة الأجر متاحة في ذلك الوقت غيرها)
ولكي يستكمل مصاريف الرحلة رهن بعض المتعلقات الخاصة بالوالد لدى بعض الميسورين من أهل القرية
📝 تعلم في مكة المكرمة (في رباط اليمنيين) والمدينة المنورة حتى تخرج من مدرسة دار الحديث..
ومكث هناك مدة أربع سنوات متواصلة مع زملائه.. وفي إحدى السنوات ذهب في رحلة دعوية في شمال اليمن وانقطعت أخباره.. فقام أحد أصحابه من أهل القرية بالسفر والسؤال عنه لدى القبائل اليمنية فلم يعثر عليه إلى أن عاد من تلك الرحلة التي استمرت بضع أشهر وسجل بصوته رسالة الينا في القرية مع أحد العائدين من الغربة من أهل المنطقة.
ثم عاد مع رفاقه من السعودية وواصلوا دراستهم في معهد زبيد
📝 بعد تخرجه من معهد زبيد (بشهادة الثانوية العامة) تم تعيينه مديرا لمدرسة الإشعاع الابتدائية (كنت أنا حينها طالبا في المرحلة الابتدائية)
ثم حصل على شهادة الليسانس في الشريعة والقانون من جامعة صنعاء (عن طريق الانتساب)
ثم تم تعيينه مديرا لمدرسة السلام بشرار
ثم مسؤولا لقسم التوجيه بالمركز التعليمي ب المواسط ثم موجها إلى حين تقاعده رحمه الله بعد خدمة في مجال التعليم لمدة أربعين سنة تقريبا
مواقف متفرقة
📝 كان رحمه الله لا يكذب أبدا ولم أرى أحدا مثله في هذه الصفة، يحب النظام في كل شيء ولأنه قدوة للناس فلم يكن يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه.
كان يحث على صيام التطوع ولو جاء ضيف ونحن صائمين يأمرني بالفطر مع الضيف (لأنه سنة) ويكمل صومه …. وإذا جاء ضيف في غيابه أقوم لاستقباله وتقديم واجب الضيافة عنه، وكنت حلقة الوصل بينه وبين إخوانه وطلابه وتلاميذه في قرى المنطقة اساعده في المهام المختلفة التي يوكلني لتنفيذها..
📝في كل مشروع تحقق في القرية له بصمة أو مشاركة أو متابعة
- ⭕ أثناء العمل في شق طريق فضاحة من العين إلى القرية قام بجمع التبرعات من أهالي القرية المغتربين في السعودية ونشرت الاسماء والمبالغ في صحيفة الجمهورية الصادرة في تعز في السبعينات (ايام كان يرأس تحريرها الاستاذ عبد العزيز اليوسفي رحمه الله)
- ⭕ قام بمتابعة بناء مسجد النجيد الجديد (إقناع أهل الأرض بالوقف لوجه الله تعالى) ثم جمع التبرعات المالية ثم حث الأهالي للمساهمة بالعمل مجانا، وبنفس الطريقة تمت توسعة الديوان الملحق بالمسجد المخصص للمحاضرات والندوات الثقافية والمناسبات الاجتماعية حيث تكفل الاستاذ عبد العزيز اليوسفي رحمه الله بمواد البناء وساهم الأهالي بالعمل لوجه الله وعلى رأسهم الاخ محمد علي بالعمل بيديه ينقل الاحجار ولوازم العمل حتى النهاية.
- ⭕ قام بمتابعة بناء مدرسة الإشعاع الجديدة بدأ من وقف الأرض للبناء إلى تمام إنشائها واعتمادها كمدرسة للمرحلة الثانوية
- ⭕ قام بمتابعة انشاء وبناء مدرسة السلام بشرار وتولى إدارتها عشر سنوات كاملة
📝 كان رحمه الله بارا بأمه مطبقا لصلة الرحم يزور أقاربه حتى في القرى البعيدة، يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم وإذا دعاه أحد يلبي الدعوة، وكان هو يدعو الناس إلى بيته ويكرمهم حسب الإمكانيات المتاحة ولا يكاد ينقطع استقبال الناس في بيته لحل مشاكلهم العامة والخاصة وكان كاتبا لعقود البيع والشراء والزواج والصلح بين الناس بدون مقابل ويدون ذلك في دفاتره للرجوع اليها عند اللزوم
📝برنامجه اليومي يبدأ من صلاة الفجر جماعة في المسجد فإن تعذر ذلك فجماعة في بيته.. يوقظ أهله ولا يتخلف منهم أحد إلا بعذر شرعي، ثم يتلو القرآن ثم الاذكار ثم يذهب إلى عمله في المدرسة، ثم يعود بعد الظهر فيكون برنامجه إما لزيارة أقارب أو صلة رحم أو عيادة مريض أو حضور جنازة أو تعزية بمتوفى أو حضور وليمة أو استقبال ضيف أو حل مشكلة بين الناس أو قراءة كتاب أو اعداد خطبة جمعة أو محاضرة
ولا يحب أن يضيع جزء من وقته بدون فائدة..
وكان في عيد الأضحى لا يأكل إلا من الأضحية.
📝 واجه العديد من الصعوبات المالية ولكن بفضل الله كان يتغلب عليها، وواجه أيضا بعض المكائد من الحاقدين وأصحاب النفوس المريضة من التيارات الأخرى تنوعت ما بين تهديد ومحاولات عدة للقتل والاغتيال إلا أنها فشلت بفضل من الله.. ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )، ورغم ما احيكت له من مكائد فقد كان يقابل ذلك بالصبر والتسامح ويدفع بالتي هي أحسن امتثالاً لقوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
وكثمرة لهذه الصفة فيه فقد جاء أحد الأشخاص الذي كان مكلفا بوضع عبوة ناسفة في سيارته تنفجر حين ركوبه السيارة.. جاء هذا الرجل إليه وسلمه القنبلة واعتذر منه قائلا أن نفسه لم تطاوعه لتنفيذ المهمة كونه من الرجال النافعين للمجتمع وتخرج على يديه جيل من الطلبة في مختلف التخصصات..
📝 أطلقت عليه كثير من الشائعات مثل أنه (عميل للسعودية) بعد عودته من الدراسة في مكة وقيامه بجمع تبرعات من المغتربين اليمنيين لصالح طريق فضاحة، وكذلك أطلق عليه شائعة أنه يدرب الطلاب في المدرسة على السلاح والإرهاب… فحضر أفراد من الأمن بشكل سري إلى المدرسة وشاهدوا طابور الصباح واستمعوا للبرنامج فإذا هو عبارة عن قرآن وأحاديث وحكم واناشيد … فتأكدوا من كذب تلك الشائعات وانصرفوا راجعين.
اقرأ أيضا: 30 عاما من محطات النجاح بتوفيق الله ثم رعاية ودعم الأستاذ