2025-06-20 12:57 ص
إدارة الموقع
2025-06-20 12:57 ص
معجزات من القرآن

الإشارات الكونية في سورة الملك

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة الملك إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:

من الإشارات الكونية في سورة الملك

  1.  الإشارة إلى مرجعية عليا للكون (الله الذي بيده الملك)، وهي ما تنادي به اليوم أحدث الدراسات الفلكية.
  2.  الإشارة إلى تطابق السماوات حول مركز واحد، وإلى بنائها بناءً محكماً بغير فراغات ولا اضطراب، والعلم المكتسب يؤكد أن كوننا كون منحني؛ وذلك لعجز العلماء عن رؤية أبعاد السماء الدنيا كلها، ورؤية جزء منها يثبت ذاك الانحناء، ويشير إلى تكور السماء.
  3.  الإشارة إلى أن النجوم زينة السماء الدنيا، وأن منها رجومًا للشياطين وهي الشهب والنيازك، والعلم المكتسب يشير إلى وحدة بناء مادة الكون، فالنجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والشهب والنيازك والمادة بين مختلف أجرام السماء أصلها كلها واحد وهو الدخان الكوني.
  4.  الإشارة إلى تذليل الأرض للإنسان بحجمها وكتلتها وبعدها عن الشمس، وسرعات حركاتها المختلفة، وأنشطتها الداخلية والخارجية المتعددة، ونطاق الحماية المهيأة لها، وتشكيل سطحها، وضبط تضاريسها، وتكوين صخورها ومعادنها وتربتها وثرواتها، وصور الحياة عليها، والحكمة البالغة والدقة المتناهية في تحقيق ذلك مما تشهد به العلوم المكتسبة.
  5.  الإشارة إلى العلاقة بين خسف الأرض وموازينها، وهي علاقة لم تدرك إلا بعد فهم الميكانيكية التي تحدث بعد الزلازل.
  6.  الإشارة إلى الرياح الحاصبة، وهي رياح ذات سرعات عالية تمكنها من حمل الرمال والحصى معها؛ مما يضاعف قدرتها التدميرية الكبيرة.
  7.  ذكر طرائق تحليق الطيور في السماء، تارة بجناحين مبسوطين ساكنين، وتارة أخرى بجناحين متحركين إلى أعلى وإلى أسفل يضمان، ثم يبسطان بسرعات فائقة؛ مما يشهد للخالق سبحانه وتعالى بطلاقة القدرة الإلهية.
  8.   التأكيد على أن الله -سبحانه وتعالى- هو خالق الإنسان، ومبدع جميع حواسه وفي مقدمتها السمع والبصر والأفئدة، وتقديم السمع على الأبصار في سورة الملك وغيرها من سور القرآن الكريم، أثبتت الدراسات العلمية مؤخراً دقته العلمية؛ وذلك لأن أول الحواس نضجاً في جنين الإنسان هو السمع، وآخرها اكتمالاً هو البصر.
  9.  الإشارة إلى إمكانية غور الماء في الآبار، وهي ملاحظة علمية دقيقة.

من الدلالات العلمية للآية الكريمة:

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِير} [الملك:19].

  1. أولاً– في قوله تعالى: (أولم يروا إلى الطير)، أي: في إعطاء الطيور القدرة على ارتقاء الهواء والسبح فيه بكفاءة عالية؛ لهو من أعظم الدلالات على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الكون، والتي أعطت كل بيئة من بيئات الأرض ما يتلاءم مع ظروفها الطبيعية والكيمائية من كائنات ومختلف الطيور في أحجامها وأشكالها، ومن صفات الطيور:
    • الشكل الخارجي الانسيابي للجسم بصفة عامة حتى يسهل اختراقه لطبقة الهواء.
    • الجناحان المدعومان بعظام الطرفين الأماميين المشدودين إلى الجسم بمفاصل تسهل حركتهما.
    • الريش الذي يغطى الجسم بالكامل، ويمتد في الذنب، ويعمل على تجميع الهواء بين وحداته المختلفة؛ مما يساعد على تخفيف وزن الطائر وخفة وزن الهيكل العظمي للطائر وامتلائه بالهواء.
    • إضافة الرئتين، زود الله -تعالى- أجسام الطيور بشبكة من حويصلات الهواء التي تتشعب في مختلف أجزاء الجسم رفدًا لهواء الرئتين.
    • إعطاء الطيور القدرة على تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات الطاقة الحرارية العالية تفوق بكثرة أوزان أجسامها.
    • تزويد الطيور برئات لها ممرات خاصة للهواء الداخل إليها والخارج منها، وقدرات استخراج الأكسجين.
    • وهب الله تعالى للطيور قلوباً ذا كفاءة عالية تعمل على سرعة دوران الدم.
    • جعل الله -تعالى- درجة حرارة أجسام الطيور عالية نسبيًا في حدود ٤١٪ درجه مئوية.
    • إعطاء الطيور قدرات إبصار ورصد فائقة.
    • القدرة الفائقة في السرعة، بحيث تقطع مسافة (١٠٠) كم في الساعة، وارتفاع يقارب (٩) كم فوق مستوى سطح البحر.
  2. ثانياً– في قوله تعالى: (صَافَاتٍ ويَقْبِضن)، الفرق بين سرعة الجسم المتحرك في الهواء وسرعته إذا تحرك على سطح الأرض: أن السرعة في الهواء تعنى سرعة هذا الجسم الغازي مروراً فوق الجسم المتحرك، أما سرعته على الأرض فتعني سرعة الجسم المتحرك نفسه في اختراق الغلاف الغازي المحيط بالأرض، والتي تصل سرعته إلى الصفر فوق سطح الأرض، أي كانت سرعته في مستوياته الأعلى؛ لذلك يتم طيران الطيور بمناورات بالغة الذكاء والدقة، ويتم طيران الطيور بعمليتين أساسيتين هما: الصف أو التحليق، والقبض أو الخفق أو الرفرفة أو ضم الجناحين وبسطهما أو ما يعرف باسم التصفيق بالجناحين إلى أقصى امتدادهما دون تحريكهما على هيئة: سطح انسياب هوائي، حاكاه الإنسان في صنع جناحي الطائرة.
  3. ثالثاً– في قوله تعالى: (ما يمسكهن إلا الرحمن): إن كل ما زود به الطيور ليؤدوا دورهم هو من عند الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضاً الإشارات الكونية في سورة التين

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى