تأثير التأمل على الذاكرة والتركيز

قبل البدء في شرح تأثير التأمل على الذاكرة والتركيز سنتطرق إلى التأمل في الإسلام والتأمل مباح بحسب موضوعه وما يترتب عليه من نتائج وقد أفتى العلماء أن التأمل هو مرادف للمعنى المذكور في الشريعة الإسلامية كالتفكر وغيره، وعلى ذلك فان أحكام التأمل مثل أحكام التفكر في اباحتها أو النهي عنها، وذلك يتوقف على مسألة التأمل وما يترتب عليه من نتائج وعواقب.
تأثير التأمل على الذاكرة والتركيز
تم الكشف في الأبحاث عن أن تمارين التأمل المنتظمة يمكن أن تكون لها تأثير إيجابي على الذاكرة والتركيز، أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص أن المشاركين الذين مارسوا التأمل لمدة 20 دقيقة يوميًا لمدة أربعة أيام قد شهدوا تحسنًا ملحوظًا في التركيز والقدرات الإدراكية، وسجّلوا نتائج أفضل بنسبة تصل إلى 10 أضعاف في وظائف الذاكرة، وهذا يدل على أن التأمل يمكن أن يعزز الوظائف الإدراكية بما في ذلك الذاكرة والتركيز.
ممارسة التأمل لها فوائد عدة على صحة الذهن والجسم بشكل عام، وهي كما يلي:
- زيادة الانتباه والتركيز: يساهم ممارسة التأمل في تعزيز القدرة على التركيز في اللحظة الحالية وتنقية الذهن من التشتت والأفكار الملهمة المتناثرة، وبالتالي يساعد التأمل على توجيه الانتباه إلى المهمة الحالية.
- تقليل معدل التوتر: من خلال مراقبة وتنظيم التنفس أثناء التأمل، يمكن تخفيض معدلات التوتر والقلق. بالإضافة إلى ذلك، يعمل التأمل على تهدئة النفس وتحسين استجابة الجسم للضغوط.
- تخفيف الاكتئاب: يساعد ممارسة التأمل الذهني والتأمل في تقليل أعراض الاكتئاب، حيث يساهم في تطهير الأفكار وإعادة هيكلة استجابة العقل للمؤثرات المختلفة.
- تحسين النوم: يساعد التأمل على تعزيز الاسترخاء والنوم العميق على المدى الطويل، إذ يحث العقل على تكوين رد فعل مهدئ مع تنظيم التنفس.
- التعامل مع الضغوط: يعمل التأمل على تحسين استجابة العاطفة للضغوط التي قد تواجهنا في الحياة، حيث يساعد على تقليل مشاعر القلق المصاحبة لهذه الضغوط.
- تجاوز ظاهرة “عقلية القرد”: تُطلق “عقلية القرد” على الحالة التي يكون فيها العقل مشتتًا ويتراوح بسرعة بين الأفكار المختلفة، يساهم التأمل في ترتيب فوضى المشاعر والانتباه، وبالتالي يساعد على تهدئة هذا التشتت.
كيف تتأمل؟
التأمل هو ممارسة رائعة للاسترخاء والشفاء، يمكن للمبتدئين بدء رحلة التأمل بخطوات بسيطة كما يلي:
- اختر وقتًا هادئًا عندما لا تكون مشغولاً.
- اجلس أو استلقي في مكان مريح وهادئ.
- أغلق عينيك وخذ أنفاسًا عميقة ببطء.
- ركّز على تنفسك واستشعر استرخاء جسمك.
- إذا شرد ذهنك، عد بلطف إلى تركيزك على التنفس.
- استمر بالتركيز على التنفس لبضع دقائق.
- عند الانتهاء، افتح عينيك ببطء واستشعر حواسك.
- لاحظ مشاعرك بعد التأمل.
- علامات نجاح التأمل
- تحسين التركيز والإدراك.
- تحسين نوعية النوم.
- تقليل التوتر والألم.
- تحسين العلاقات مع الآخرين.
- القدرة على تقبل عدم اليقين.
هناك علامات تظهر على الصحة النفسية والجسدية دلالة على نجاح ممارسة التأمل وكونها تؤتي ثمارها، وهي كما يلي:
- تحسين التركيز والإدراك: يؤدي ممارسة التأمل إلى تحسين قدرة المخ على معالجة الأفكار والمعلومات بشكل أفضل، ويساعده على تجاهل الأفكار غير الضرورية والضوضاء الداخلية.
- تحسين نوعية النوم: يؤثر التأمل بشكل إيجابي على عملية النوم، حيث يعزز الاسترخاء ويعمل على تحسين جودة النوم ودورة النوم.
- تقليل التوتر والألم: يساهم التأمل في تعزيز الاسترخاء وإرسال إشارات الراحة والهدوء إلى الجسد من خلال التنفس العميق، وبالتالي، يمكن أن يؤدي إلى تقليل الآلام وتحسين استجابة الجسم للمؤثرات الخارجية.
- تحسين العلاقات مع الآخرين: يساعد التأمل على تحسين استجابة الفرد للمواقف المختلفة، ويزيد من هدوء الفرد وتوازنه العاطفي، مما يسهم في تحسين العلاقات الشخصية والاجتماعية.
- القدرة على تقبل عدم اليقين: يساعد التأمل على تعزيز القدرة على قبول حقيقة أن الأمور ليست تحت سيطرة الإنسان بشكل كامل، وأنه يمكن للفرد أن يتحكم فقط في ردود أفعاله وتصرفاته، وليس في الأحداث الخارجية.
أضرار التأمل
على الرغم من أن التأمل عمومًا يُعتبر ممارسة آمنة ومفيدة لمعظم الأفراد، إلا أنه من المهم أن تكون على علم بالمخاطر المحتملة عند الإفراط في ممارسته لفترات طويلة. وتشمل هذه الأضرار:
- مشاكل في الطاقة واضطرابات في دورات النوم والاستيقاظ.
- نوبات القلق.
- علامات التبلد العاطفي أو الهدوء المفرط.
- حدوث تذكر مفاجئ للماضي (فلاش باك).
- مشاكل في اتخاذ القرارات.
- هفوات في الذاكرة وتقليل الإدراك.
- الانسحاب الاجتماعي.
- زيادة الحساسية.
- التأمل للمبتدئين
- ابدأ تأملك مبكرًا.
- تأمل في نفس الوقت والمكان يوميًا.
- لا تتقيد بمكان محدد.
- لا تقتصر على وضعية معينة.
إليك بعض النصائح للمبتدئين في التأمل لمساعدتك:
- ابدأ تأملك مبكرًا: حاول أن تبدأ التأمل في الصباح الباكر فور استيقاظك، بهذه الطريقة يمكنك ضمان إنجاز المهمة بالفعل وعدم إغفالها في ضوضاء مهام اليوم.
- تأمل في نفس الوقت والمكان يوميًا: إذا لم تتمكن من التأمل في الصباح الباكر، فحاول أن تلتزم بممارسة التأمل في نفس الوقت والمكان كل يوم، بحيث يصبح التأمل جزءًا منتظمًا من روتينك اليومي.
- لا تتقيد بمكان محدد: من الأفضل أن تمارس التأمل في نفس المكان كل يوم، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فلا بأس أن تمارس التأمل في أي مكان هادئ يتوفر فيه الهدوء.
- لا تقتصر على وضعية معينة: قد يرتبط التأمل في أذهان الناس بوضعية القرفصاء، ولكن هذا الوضع ليس مريحًا للجميع، لذلك جرب وضعيات مريحة أخرى أثناء الجلوس.