2025-06-09 6:34 م
إدارة الموقع
2025-06-09 6:34 م
قالوا عن الرحيل

مدرسة (ابن عبيد النموذجية)

كتب الأستاذ/ أمين أحمد فرحان

وفي رثاء الأستاذ/ محمد علي إسماعيل كتب عنه أ/ أمين أحمد فرحان أن حياته كانت ومازالت مدرسة نتعلم منها أمور الحياة والدين وقال: قبل أن أبدأ أكرر القول بأنني عندما أكتب عن مثل ذلك الرجل إنما أتحدث عن أخلاق وقيم سامية وبها _شهادة وإنصافا له، وبما كان عليه_ أذكر لنعتبر ولنفسي، ولمن يقصر في ذلك ألفت النظر

مدرسة (ابن عبيد النموذجية)

بما أنني عرفته عن قرب و كان لي شرف مرافقته ـ سنينا حلا و ترحالا ـ سأتحدث عن بعض الجوانب ذات العوامل  المتعدية إلى الغير في الأثر و الثمر ، المتجاوزة كل الدوائر و الأطر بما في ذلك حدود الزمن و المكان المنحصر ، و له في كل ذلك عمق الفكر و بعد النظر ، و فيها منهجه و نهجه الأغر ، و له من الأساليب و المشاعر ما بها من العظات و العبر و من كل ذلك فوحه العطر ، و من ذلك أنقل لكم بعض تلك الأخلاق و القيم العامة التي اصطبغ بها و هي ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ و بها تجسد و فيه كأنما تراها و بها كينونته ـ شكله و مضمونه ، و لها في واقع الحياة جسد ، و فيه تراها كأنما هي شاخصة و ذات روح و كيان محسوس و به تتحرك ، و بها و لأجلها عاش ، و كانت له خلق و دين و طبيعة و شريعة و أهداف و غايات و لأجلها و لها الحياة و التضحيات ، و ما سأنقله لكم هنا ليس إلا بعض ما من ذلك النبع تفرع و أثمر و أينع ، و على النحو التالي لكم نختصر

أولا: (الارتقاء بك بلطف وحنان ورفق ولين)

  • وذلك أنه يحرص على أن يرتقي بك ـ سلوكا وعبادة وإدارة وقيادة وريادة ـ بلطف وحكمة دون أن يقسو عليك، أو يتخذ منك موقف إن لم تنجح أو تقصر، وأعني فيما هو مباح، أو متعدد الوجوه ـ أو متفاوت المستويات بين الناس من شخص إلى آخر
  • ومن ذلك كيف تتخلص من العادات السلبية، كيف تنظم وقتك، وكيف ترتبط بربك وتنظم علاقاتك وواجباتك وكيف تدير أسرتك وتقدر ميزانية صرفياتك، وإلى كل المجالات والجوانب الحياتية يتطرق ولأبوابك يطرق ولك يشد ويرشد
  • وعن كل ذلك مثلا يتحدث معك عن برامجه النظرية في ذلك وإليك ينقل تجاربه العملية بكل حب وشفافية، ثم ما لذلك من آثار وثمار على كل المستويات

ثانيا (صناعة القادة دون أنانية)

  1. يعمل ـ جاهدا ـ لأن يرتقي بك وأن يجعل منك إداريا ناجحا وقياديا بارزا ودون أن يتحسس أو يغار منك، أو يفكر تفكيرا أنانيا، أو محدودا مجزأ، بل أنه يحرص أشد الحرص على أن يراك متألقا في ميادينك العامة ونفعك العام، ملتزما ناجحا في وظيفتك الخاصة دون تقصير، مستقرا في ذاتك وأسرتك، وحياتك المعيشية وكل ما يتصل بمصالحك وحياتك الشخصية والأسرية بما يلزم ذلك من عوامل الاستقرار والانسجام المادية والمعنوية …
    • وأعني بالشعور الأناني أو المحدود الجزئي (كأن يخاف من أن تحل محله أو تنافسه، أو أن نجاحك وتفوقك قد يظهر بعض جوانب القصور عنده ـ سواء ما يتعلق منها بالجوانب والقدرات الذاتية والإدراكية، أو التأهيلية المكتسبة، أو ما يتعلق بالهمم والاهتمامات، أو أن يجعلك ذلك تنتقل من تحت إدارته، إلى مكان آخر لتحقق نفعا عاما أو تجد عملا أفضل ليتحسن وضعك ـ اقتصاديا أو وظيفيا ـ وربما ذلك قد يؤثر عليه في سد الفراغ الذي ستتركه عنده وغير ذلك..)
    • وذلك لأنه يرى أن عموم النفع والتوسع والانتشار الأفقي في مساحات الخير التي بها يكون تقليص مساحات الشر ـ لا بد لذلك التوسع الكمي العام ــ من التوسع النوعي الخاص تلازما ـ وذلك يكمن في صناعة القيادات التي تمثل هرميا رأسيا في أعلام القيادة والقادة لتقود ذلك وتجسده وبها يكون القواعد العميقة التي تمثل رواسي تثبيته والحفاظ عليه من عوامل التعرية والاجتثاث والإتلاف، أو شيء من ذلك وبذلك يكون تجذيره …
  2. يري بأن وظيفتك وعملك الخاص جزء من رسالتك العامة ونموذج تجسيدي عملي الأخلاقية ولقيمية العامة، ورسالتك العامة وبذلك فأنت تمثل وجهة الجهة التي تنتمي إليها وتبرهن على صحة وجمال ما تدعو إليه.. والعكس.
  3. يرى بأنك وأسرتك جزء من ذلك المجتمع الذي يجب إصلاحه والاهتمام به؛ وبالتالي فإن نجاحك في إدارة أسرتك وصلاحها بعض ذلك الهم العام والمهمة الملقاة على عاتقك وأنك وأسرتك من أهم دوائر المجتمع الأساسية والمهمة فيه، وأن عدم ذلك عندك يعني عدم قدرتك على أن تكون إيجابيا مؤثرا، وبين الآخرين بالقدوة معتبرا ومثمرا، ومن المعايير والأسس العامة لذلك (أن فاقد الشيء لا يعطيه وأبدأ بنفسك، ثم بمن تعول، والأقربون أولى بالمعروف..)
  4. كما أنه يرى بأن سوء حالتك الاقتصادية والمعيشية ينعكس سلبيا على كل ذلك على المستوى العام و الخاص بل أنها قد تحبطك وتعمي بصيرتك وتوقف مسيرتك، وذلك لا يؤثر عليك فحسب، بل يؤثر على ما سواك ـ مجتمعا أنت منه وكيانا أنت لبنة في بنائه، وكل ذلك فيه ومنه لأن نظرته كلية وشاملة، وأن المهمة والأهداف والغايات كلية ـ مناطقا وآفاقا وأن النجاحات تكاملية أدوارا ومهمات وعوامل مادية ومعنوية وشخصية وعامة …

ثالثا: (الالتزام بالوفاء والدقة في التوقيت)

وذلك منه سواء ـ إن كان هو القائد المسؤول فحضوره قبل جنوده أو طلابه، أو موظفيه، فلم يسبقوه ولم يتأخر فينتظروه، وإن كان مع زملائه كان أولهم ـ إن كان يعلم ـ يقينا ـ بأنهم سيتأخرون عن الوقت المحدد، وإن أعطاك وعدا فلم يقل ذكروني أو نسيت، حتى وإن يطول الزمن، وإن يحدد له وقت محاضرة أو أي عمل فلن يزيد دقيقة ولن ينقص دقيقة، ولن يخل بموضوعه أو يبتره،

ولم يتأخر عن وقت موعده ولم يتخلف فيعتذر ـ تخلصا ـ من وعد أعطاه لأحد، ولم يخلف فيبرر …

👈🏿ـ صحيح بأن كل ذلك من صلب وصميم ديننا الإسلامي الحنيف وهذا نموذج من نماذج الأكاديمية العليا لـ #التجمع_اليمني_للإصلاح لكنه خير من لذلك جسد ولا أبالغ إن قلت بأنه لكل ذلك لنفسه نذر وتجرد وبكل ذلك تفرد.. وخير من تمثل فيه وفي أوضح وأعلى مستوياتها معنى قوله تعالى {ومَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾

 

👈🏿وهنا أقف وعن تلك المدرسة النموذجية ـ سأكمل لاحقا بإذن الله، رحمة الله تغشى ذلك الرجل العلم، ودمتم بخير

☝✍🏾 أمين أحمد فرحان

2023/12/10

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى