كيف تجعل الاعتكاف صحيحاً في رمضان؟

الاعتكاف يقوم به المؤمن لأجل العبادة لا لشيء آخر، فهو انقطاع عن كل ما يشغل الإنسان في هذه الحياة من ملهيات وأشياء التي تشتت الإنسان مثل الشهوات التي لا يستطيع الإنسان مقاومتها، لذلك يتغلب عليها بالانعزال مع الله والانقطاع للعبادة لعدد من الأيام.
الانعزال في الغالب يكون فارقاً فالعبادة بغير انعزال لها أثر كبير في حياة الإنسان، فما رأيك في عبادة أنت وحدك فيها مع الله، وحتى يتم الاعتكاف وتتم مقاصده لا بد من فعل بعض الأشياء المستحبة ومنها الابتعاد عن الكلام بقدر الإمكان فالمنشغل بالعبادة لا يتكلم في أي شيء آخر.
المقدار الواجب اخراجه في زكاة الأوراق النقدية
شروط الاعتكاف في المسجد
للاعتكاف في المسجد شروط لا بد أن تكون متوفرة في الشخص الذي يريد الاعتكاف حتى يصح الاعتكاف منه ويثاب عليه ومن شروط الاعتكاف في المسجد:
- الإسلام.
- العقل.
- النية.
- الطهارة.
- الصوم.
الإسلام: الاعتكاف من الأشياء التي قام بفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكون قائمة على العبادة الصحيحة لله وحده، لذلك فإن الإسلام هو أول شرط من شروط صحة الاعتكاف ولا يحصل الإنسان على الأجر بدونه.
العقل: لا يكون الاعتكاف من مجنون، لذلك لا بد من توفر العقل في الإنسان الذي يقدم على الاعتكاف، بمعنى أنه يستطيع التمييز بين الأشياء ويكون واعيًا بما يحدث حوله ومن ثم يستطيع العبادة.
النية: النية هي شرط من شروط صحة الاعتكاف، فالاعتكاف هو عبارة عن لزوم المسجد، فما الذي يفرق بين لزوم المسجد مطلقًا ولزومه للاعتكاف، لابد من شيء يوضحه وهذا الشيء هو النية، فالنية هي الموضح لكل شيء ولا يتم التعويل إلا عليها، وفي الحديث: “إنما الأعمال بالنيات”.
الطهارة: لا يصح الاعتكاف من جنب ولا حائض ولا نفساء، لذلك لا بد من تحقق شرط الطهارة حتى يصح الاعتكاف ويتحقق الأجر.
الصوم: اختلف العلماء فيما إذا كان الصوم شرط من شروط الاعتكاف أم لا، فمنهم من رأى أن الصوم ليس شرطًا ويصح الاعتكاف بدونه ومنهم من قال إن الصوم واجب ولا يصح الاعتكاف بدونه مطلقًا ومنهم الأئمة ابن القيم وابن تيمية وبعض سادة المذهب الشافعي والمالكي.
أنواع الاعتكاف
هناك أنواع من الاعتكاف تختلف في وجوبها وشروطها، وهما نوعان لا ثالث لهما:
- الاعتكاف المنذور:
الاعتكاف المنذور معناه أن شخصًا ما نذر أن يعتكف في المسجد يوم أو يومين، فلا بد أن يفي بنذره مهما كانت الظروف والعواقب وذلك لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: ” من نذر أن يطيع الله، فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه”.
كذلك حديث سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنه حين سأل رسول الله، قال: “كنت قد نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد، قال: أوف بنذرك”، لذلك لا بد من الوفاء بالنذور وهذا هو الاعتكاف الواجب في الإسلام رغم أن الاعتكاف نفسه ليس بواجب ولكن الشخص يلزمه على نفسه.
- الاعتكاف المستحب:
الاعتكاف بشكل عام سنّة وليس فرضًا، وهو من الأمور التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعها الصحابة والتابعون من بعده، لذلك الاعتكاف عبادة مستحبة، لأن الهدف منه عبادة الله سبحانه وتعالى في عزلة من الناس، أي تكون مع الله وحدك، لذلك كانت من الأشياء التي حث عليها الرسول والصحابة من بعده لما لها أجر عظيم
الاعتكاف المستحب الذي يقوم به الإنسان في رمضان يتحقق بالجلوس في المسجد مع النية حتى لو طال الوقت أو كثر، ويثاب الإنسان قي كل الأحوال، ولكنه إذا خرج ثم عاد مرة أخرى لا بد له أن يقوم بتجديد النية بشرط أن يكون قاصدًا الاعتكاف لا شيء آخر، ويكفل الإسلام للمعتكف أن يقطع الاعتكاف قبل المدة التي نواها.
مبطلات الاعتِكاف
مبطلات الاعتكاف كثيرة، فكما أن هناك مستحبات فهناك مبطلات، ولكنها مرتبطة ببعض الأشياء التي يجب أن تتوفر حتى تبكل، وهي أن يكون عالمًا بما يفعل، وأن يكون عامدًا مختارًا، وأن يبطل الاعتكاف مطلقًا، ومن هذه المبطلات:
الخروج من المسجد بغير حاجة :-
طالما أن الشخص نوى أن يعتكف عددًا من الأيام فلا بد أن يكملها، وإذا خرج من المسجد بغير حاجة فعلًا، فإن اعتكافه يبطل بشرط أن يكون فعل هذا متعمدًا.
السكر :-
الخمر أصلًا من الأشياء المحرمة، وكذلك السكر بأي شيء آخر غير الخمر، فأي شيء قد يسكر الإنسان فهو حرام، لذلك إذا شرب الرجل ما يسكره متعمدًّا فإن اعتكافه يبطل بهذا ولا بد من التكفير عن هذا الذنب.
الحيض والنفاس :-
إذا كانت المرأة معتكفة في المسجد أو في بيتها، ثم حاضت أو ولدت ثم أصبحت نفساء، فإن هذا يجعل اعتكافها غير صحيح، لأنها فقدت شرط من شروط الاعتكاف وهو الطهارة.
الجماع :-
إذا كان الرجل في اعتكافه في المسجد أو البيت، ثم جامع زوجته متعمدًا، فإن اعتكافه يبطل لأن التعمد في فعل أي شيء من مبطلات الاعتكاف يبطل الاعتكاف مطلقًا وليس جزئيًّا.