خصائص العقيدة الإسلامية وأركانها

تعرّف العقيدة الإسلامية بأنها الإيمان القوي بالله وما يجب لله في أسماء وصفات وألوهيته والإيمان بكتبه وملائكته ورسوله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره وبكل ما به من أمور الغيب وأصول الدين ومرادف لفظ العقيدة هو التوحيد والإيمان والسنة.
- التعريف اللغوي: العقيدة الإسلامية هو أن العقيدة تؤخذ من العقد والشد والربط بالقوة.
- التعريف الاصطلاحي العام: تم تعريف العقيدة تبعا للمفهوم العام بأنها هو ما يقوم قلب الإنسان بعقده وعقد محكم وقوي لا يوجد به أي شك.
خصائص العقيدة الإسلامية
1_العقيدة الإسلامية ربانية المصدر
- أي أن العقيدة من عند الله عز وجل وأن العقيدة لم يحدث لها تغير أو تبديل وهذا يجعل النفس مطمئنة لأنها خير لنا وتنفيذ العقيدة يسبب السعادة والخير والبركة وعند ترك العبيدي يشقى المرء وهي من مصادر تلقي العقيدة وذلك ما ورد في القرآن الكريم في سورة الأعراف آية 96 {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
- العقيدة ربانية فهي خالية من النقص وسليمة من العيب وبعيدة عن الظلم وذلك ما ورد في سورة النساء أية 82 {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ولهذا فهي التي تقوم بإشباع جوع الفطرة للعباد التي يقوم بسدها منهاج الله عز وجل،
- الناس أمام العقيدة سواسية لا تفضيل بين عربي وعجمي إلا في تقوى الله فقال تعالى في سورة النحل آية 97 {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
- في العقيدة الإسلامية هي الوحيدة التي تقوم بالعدل بين الناس والمساواة بين الحاكم والمحكوم، وقال تعالى في سورة الأنعام {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
2_العقيدة الإسلامية ثابتة
يأتي ثبات العقيدة من أنها من عند الله وقد انقطع الوحي عندما التحق الرسول بالفريق الأعلى وبقيت نصوص العقيدة ثابتة إلى هذا اليوم برغم تطور الإنسان ونموه ويجب أن يكون هناك شيء ثابت بقوم الناس بالرجوع إليه يكون مقياس لهم ولضلك يجب طلب العلم الشرعي، حيث قال تعالى في سورة الروم آية 30 {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} .
3_العقيدة الإسلامية توقيفية غيبية
العقيدة الإسلامية تتوقف على كتاب الله وسنة رسوله وليس محل للاجتهاد وأن العقيدة الصحيحة لابد أن يكون فيها يقين جازم والمصادر المجزوم بصحتها لا توجد إلا في القرآن الكريم وسنة رسوله حيث أن منزلة التوحيد لابد أن يعرفها كل مسلم.
لأن كافة المصادر الظنية والعقل البشري لا تصلح لأن تكون مصادر العقيدة وغيبية، حيث أنها في أصولها قد يوجد جوانب في العقيدة يستطيع الإنسان إدراكها ولكن تفاصيل أصول العقيدة غيبية.
4_العقيدة الإسلامية شمولية
فالعقيدة شامله لكل حاجات الفرد وعاطفته ومشاعر وأحاسيسه وفي متطلبات الحياة الأسرية والفردية والعالمية والاجتماعية فالعقيدة تشمل كل ما يحتاجه الإنسان في الآخرة والدنيا.
5_العقيدة الإسلامية محفوظة
العقيدة محفوظة بكل أجزاءها وليس في القواعد والأصول، وهي عبارة عن كنز واضح ولا يوجد فيه أي غموض وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تركتم على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) .
6_ العقيدة الإسلامية تتسم بالوضوح
العقيدة الإسلامية لا يوجد بها أي غموض ولا تعقيد ولكنها واضحة، حيث أنها توضح أن للمخلوقات إله واحد يعبد وهو الله الذي قام بخلق الكون ولا شريك له ولا ولد ولا صاحب ولا شبيه ووضوح العقيدة مناسب للعقل السليم .
لأن العقل يقوم بطلب رابط عند التنوع ويقوم بغرجاع الأشياء المتنوعة إلي سبب واحد، حيث قال تعال في سورة يوسف آية 108 {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
7_العقيدة الإسلامية تتميز بالسهولة واليسر
العقيدة الإسلامية لا يوجد بها ألغاز ولا غموض ولا فلسفات لأن العقيدة من الكتاب والسنة والعقيدة سهلة ويفهمها المثقف بقدر والعالم بقدر وطالب العلم بقدر وتتميز العقيدة باليسار والوضوح والأحكام تقوم بثبوت المصطلحات الشرعية إلى أن يقيم الساعة .
8_ العقيدة الإسلامية وسط لا إفراط فيها ولا تفريط
لماذا نتعلم التوحيد حيث العقيدة الإسلامية هي التعمق بالعقل لكي تدرك كيفية صفات الله عز وجل وهي وسط بين التقليد الأعمى والتسليم الساذج حيث قال تعالى في سورة البقرة 143{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (143) .
وقد قام الله بالغيب على القائلين في سورة الزخرف في صورة 23 {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} وقال تعالى في سورة طه 110 : {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} .
وقال في سورة الإسراء 36 : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} وتقوم العقيدة بالدعو إلى الوسط وتأخذ المدركات بالوسائط وقال في سورة الذاريات ٢٠ – 21 : {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ*وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (20-21) .
أركانها
أركان العقيدة الإسلامية ثلاثة وهي أيضا تعتبر مراتب تحقيق التوحيد وهي :
- الإلهيات: لقد اختص الرسول في الإلهيات أن لله صفه واحدة وهي الوحدانية وهي صفة جامعة لكل الصفات التي يتم إنساب لله كل الكمال ونزع عنه كل النقص ولا يستحق العبادة إلا لله الواحد الأحد، وقال رسول الله «من شهِد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..» ويجب أن يتم قول هذه الشهادة بالقلب واللسان لان ذلك يترتب عليه دخوله الجنة .
- النبوات: هو أحد أركان العقيدة الإسلامية فإن الإيمان بأن عيسى بن مريم رسول الله وعبد الله والإيمان بسيدنا محمد صلى الله علية وسلم، بأنه خاتم الرسل والإيمان بجميع الرسل والإيمان بالوحي المنزل على الرسل والإيمان بالملائكة والرسول هو الوسيط بين الله تعالى وخلقه يقوم بمعرفته الحق من الباطل ويبلغهم بأحكامه.
- السمعيات: الركن الثالث العقيدة الإسلامية هي السمعيات، وقد اكتفي الرسول محمد من السمعيات بذكر الجنة والنار وهما أصلية العظيمين فهما دار الثواب ودار العقاب .
أهمية العقيدة الإسلامية
لمنزلة التوحيد أهمية كبيرة جدا ومنها:
- أول ما بدأ به الرسول هو غرس الإيمان بالله وتكوين العقيدة ويدعو بوحدانية الله وهي دعوة كل الأنبياء من قبل الرسول وقال تعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ) ، وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (( إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام)) .
- تعد العقيدة هي الأساس لباقي الأعمال فإذا قمت بتقوية وإصلاح القلب ينعكس ذلك في الأخلاق والتعامل والعبادات ، ويكون ذلك بمقدار ضعف أو نقص هذه العقيدة يترتب على ذلك نقص في الالتزام بالدين في السلوك والخلق .
- أن كثرة التيارات العقيدة المنحرفة وانتشارها وكثرة الإلحاد وتيار العلمانية والقومية والتصوف والبدع المخالفة إلى الهدى النبوي وهناك واضح في ظاهرة التبعية للغرب والتقليد الأعمى والعمل على الانصراف عن الثقافة الإسلامية والعلوم والتعلق بالدنيا على حساب القيم الروحية ، وكل هذا لها تيارات لها أثر كبير على عقيدة المسلم ما دامت الطالبة محصنة بسلاح العقيدة السليمة المركزة على السنة والكتاب وفهم السلف الصالح .
- موضوعات العقيدة هي من الموضوعات المهمة التي يجب تعليمها للطالبات لكي تقوم بالارتباط القوي بين العمل الصالح والعقيدة ، وقال تعالي ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ و قول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا ﴾ ، ويقوم العمل الصالح ببناء عقيدة الطالبة وإيمانه يعمل على زيادة طاعاته وأعماله الصالحة وعباداته ويبعد عنه ارتكاب المعاصي .
- مبادئ العقيدة تقوم بالتأثير القوي في المجتمع وحياة الفرد ، حيث تعد قوة العقيدة هي الهدف ولغاية في الحياة .
- أن غرس العقيدة وتقوية الإيمان في الطالبة يجعل لديهم حاجز يمنعهم من ارتكاب المعاصي والإقلاع عن المعصية وتدفهم إلى التوبة ، وقال تعالي عن المؤمنين ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ و قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ .
- أثر العقيدة السليمة يظهر على المستوى الخارجي للطالبة وعلاقتها بالآخرين ولا يظهر في المستوى الذاتي فقط والعقيدة تساعد على الشعور بالأخوة والتكافل والتضامن ، و قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ .