تعرف على الإحباط وكيف تتجنبه

الإحباط هو الحيلولة دُونَ تحقيقِ المرءِ رغبةً مِن رغَباتِه، سواء أكان لهذه الرغبة ما يبررها أم لا، ويصاحب ذلك ضرب من الحسرة وخيبة الأمل، وهو مجموعة من مشاعر مؤلمة تنتج عن وجود عائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات أو معالجة مشكلة من المشكلات لدى الشخص، وقد يلعب الإحباط دوراً مهماً في تحقيق الصحة النفسية أو التحول بها إلى حالات المرض النفسي؛ فهو يعتبر من أهم العوامل المؤثرة على توافقك الشخصي، وكلما كانت قواك أعظم وتماسك شخصيتك أمتن وأصلب استطعت تحمل الإحباط وثابرت في تجاوز عوائقه ومشاعره وانطلقت في الحياة محققاً هدفك أو معدله أو مغيره ناعماً بحياتك وسعيدا بساعاتك ولحظاتك. ويكبيديا
أولا: مقدمة عن الإحباط
إن الإحباط داء خطير فتاك حذر منه الإسلام ودعانا إلى التفاؤل وحسن الظن بالله وقد كان قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبث الأمل في قلوب المسلمين وكان يغضب إذا رأي إحباطا أو ياسا في قلب مسلم، فمهما كانت المسببات التي تؤدي إلى ذلك لأنه يدل على ضعف تعلق القلب برب العالمين فالإحباط علامة على ضعف في العقيدة والإيمان.
والإحباط تمرد على مقامات الخضوع والتسليم لحكمة الله عزوجل في قدره وقضائه ، وهو في نفس الوقت سوء ظن بالله سبحانه ، وضعف في مسالة التوكل على الله تعالى ودائما ما يصيب الإحباط العاطلين عن العمل والمتأخرين دراسيا والبعيدين عن الأنشطة الجماعية والثقافيةوالدعوية والبعيدين عن الصلاة والذكر وقراءة القران والارتباط بالمسجد.
ثانياً: تعريفه
- في اللغة : الإبطال
- وفي الاصطلاح : هو ابطال الحسنات بالسيئات وهو إعاقة المرء عن بلوغ هدفه وسد الطريق الموصلة إلى تحقيقه أو هو حالة شعورية تهجم على الذات حين يتعرض الإنسان الضغوط في أي مجال من مجالات الحياة ولا يستطيع المقاومة والمواجهة وله مراحل أربع:
- التوتر: لا يعرف ماذا يفعل
- التخبط عدم السيطرة على الموقف
- الإستسلام وهو الشعور بالعجز.
- الإحباط والقعود على كل المحاولات.
- وهو نوع من أنواع التأثر النفسي الذي يحدث بسبب مجموعة من العوامل المحيطة بالإنسان قال تعالی: (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) (88) الانعام + (147)الاعراف )+١٥-۱٦( هود +۲( الحجرات )+ (٥+٥٣)( المائدة +۲۱۷( البقرة )+ (۲۲ آل عمران )+(١٧+٦٩+١٠٥)الكهف + (٦٥)الزمر +(٩+٢٨+٣٢)محمد +(١٩)الأحزاب
- الأحاديث: قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أنا أول خروجا إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا لواء الحمد يومئذ بيدي وأنا أکرم ولد آدم على ربي ولا فخر) رواه الترمذي وقال حسن غريب.
- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ المَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الحَياةِ أوْصَى أهْلَهُ: إذا أنا مُتُّ فاجْمَعُوا لي حَطَبًا كَثِيرًا، وأَوْقِدُوا فيه نارًا، حتَّى إذا أكَلَتْ لَحْمِي وخَلَصَتْ إلى عَظْمِي فامْتُحِشَتْ، فَخُذُوها فاطْحَنُوها، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا راحًا فاذْرُوهُ في اليَمِّ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعهُ اللَّهُ، فقالَ له: لِمَ فَعَلْتَ ذلكَ؟ قالَ: مِن خَشْيَتِكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ له. قال عقبة بن عمرو: وأنا سمعته يقول ذاك، وكان نباشا) رواه البخاري
ثالثاً: مظاهر الإحباط وهي:
- ضعف العلاقة بالله والتي تبرز من خلال الابتعاد عن المسجد والقرآن والأذكار والنشاط الدعوي والثقافي.
- ضعف الرغبة بالتعلم والتثقف يتبين ذلك من خلال التهرب من الدراسة والمدرسة وعدم المشاركة في نشاطها.
- ضعف الإرتباط بالأسرة ويعرف ذلك من عدم الاندماج بها.
- عدم الاستجابة للنصح والشعور بالعجز وقلة الصبر.
- عدم اهتمام الشخص بمستقبلة وضعف همته وفقدان الثقة بنفسه.
- عدم التفكير والإبداع والإبتكار.
- الانسجام مع الشباب الضائعين والفاشلين الذين ليس لديهم أهداف في حياتهم.
- الانسجام الكلي مع وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز على البرامج الضارة فيها وإهمال كل نافع منها.
- العيش في حالة قلق وتوتر.
- الإصابة بحالة من الخمول والكسل.
- فقدان القدرة على التركيز.
رابعا: أسباب الإحباط
- رؤية الجانب السيء من الأمور مما يسبب للشخص ضعف الرغبة في الحياة وعدم القناعة بالواقع الذي يعيشه _ تدني مستوى الكفاءة الذاتية_ ويقصد بالكفاءة الذاتية مدی إيمان الشخص الداخلي، ويقينه بقدراته على إنجاز المهام المكلف بها لتحقيق النجاح.
- تجاهل النتائج النهائية مما يسبب السأمة في عمله أو دراسته لاعتقاد الشخص عدم الجدوى منها.
- وضع أهداف غير واقعية.
- تجاهل أهمية العادات الصغيرة.
- عدم اقتناص الفرص.
- عدم السعي للعمل بجد وصبر وجد، بل قد ينظر الشخص المصاب بهذا إلى الذين يعملون بجد بعين الاستخفاف، 64% من الطلاب أو الموظفين الفاقدين للحافز هم أولئك الذين يقضون أوقاتهم مع وسائل التواصل الاجتماعي.
- تعرض لمواقف يكون فيها الضحية، وذلك بمصاحبة أناس يحققون أهدافهم على حساب أهدافه أو أقل شيء يهتمون بأهدافهم ويهملونه مما قد ينشأ عنده شعور بعدم احترمهم له وعدم وجود عاطفة نحوه
- سوء إدارة الوقت.
- ضعف الثقة بالنفس وعدم شعور الشخص بقيمة نفسة ومكانته بسبب نظرته لأشخاص عندهم قدرات لا يمتلكها ولا ينظر لقدرته في جوانب أخرى قد يفوقهم بذلك.
- الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في كثير من حياته مما يفقده الإبداع والابتكار
- المزاج السيئ وسوء الظن بالآخرين.
- يغلب على حياته الكثير من التشاؤم والحزن.
- لا مبالاة.
- العيش في بيئة متخلفة.
- تراكم المشاكل بدرجة كبيرة.
- المرور بفترات انتقالية مثل تغيير الوظيفة، انفصال الحياة الزوجية.
- عدم مطابقة الواقع للتوقعات التي يرسمها الفرد في مخيلته.
- التعرض لضغوطات من المجتمع المحيط به ما يحول دون تحقيق ما يرید.
- عدم توفر المقومات الأساسية التي يحتاجها الفرد في سبيل العمل على تحقيق مراده
- أثناء مواجهة الفرد لحدث مصيري، مثل توقع النجاح في امتحان ما، ولكن عند صدور نتائج لمواد سابقة ورسوبه يحبط أثناء دراسته للمادة المقررة للامتحان.
- المعاناة من الضغط النفسي، والعصبي الذي ينتج عن مجموعة من العوامل المتراكمة في بيئة المنزل أو الدراسة ، أو العمل
- العيش في بيئة كثيبة، مثل: سكن الفرد وحده لفترة زمنية طويلة مما ينتج عنه الشعور بالإحباط، والذي قد يؤدي إلى الاصابة بأمراض نفسية مثل : الأكتئاب ، وفاة شخص عزيز على الفرد كأحد الوالدين.
- الإصابة بمرض مزمن ترافقه أعراض مستمرة، مما يؤدي إلى شعور الفرد بالإحباط.
- فشل محاولة اتخاذ القرار، مثل : عدم النجاح في اتخاذ قرار لادخار مبلغ شهري من المال.
خامساً: العوامل المؤثرة فيه
تلخص من الآتي:
- الإستسلام للعوائق.
- شدة الرغبة في الهدف.
- عدم توفر أهداف بديلة.
- التجارب الفاشلة.
سادساً: التخلص من الإحباط
- حدد أهداف يومية بسيطة ثم تدرج إلى الأهداف الكبيرة.
- النوم مبكرا.
- واجه أفكارك السلبية بأفكار إيجابية.
- ابحث عن الجانب المشرق في حياتك.
- ساعد نفسك بنفسك.
- اخرج إلى الطبيعة وتمتع بالمناظر الخلابة مع جلسة استرخاء وتنفس تنفساً عميقاً.
- تنمية الشعور بالرضا لدى الأفراد حتى يقبلوا ما قسم الله من مال وجمال وصحة وعافية.
- تعويد الأفراد على الأخذ بالأسباب والصبر على البلاء وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله.
- العناية بالمتخلفين عن العمل أو الدراسة.
- تشجيع الأبناء على حل مشكلاتهم بأنفسهم ومساعدتهم في حلها إذا فشلوا فهم المسئولون الأولون.
- تشجيع الأبناء على تحمل المسئولية وإشعارهم بأن ما يقومون به من الأعمال له اهمية كبيرة في تحقيق الاهداف
- تهيئة النفس لمواجهة أي عوائق ولكن بتفكير إيجابي.
- اصبر على الاحباطات جميعا صبر إيجابياً وليس سلبياً وحسن الظن بالله والدعاء ومحاولة البكا بين يدي الله قال تعالى( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا …) يوسف (110)
- لا تعطي فرصة للشك بأن يتسلل إلى قلبك وكن على یقين تام بأن ما تنجزه من الأعمال يكون مشرفا.
- التفكير الإيجابي واستذكار جميع الجهود التي أتت ثمارها بدل استذكار الجهود المهدرة.
- الحفاظ على مساحة كافية لممارسة الهوايات بعيداً عن الضغوطات والتفكير.
- التحدث إلى شخص مقرب وأخذ مشورته.
- الثقة بالنفس والقناعة بأنه لا توجد مشكلة بدون حل.
- تنمية الشعور بالرضا حتى يقبل الشخص ما قدره الله.