علاج التبعية والتقليد

إذا أردنا علاج التبعية والتقليد لابد من زرع أو ترسيخ القناعة الذاتية بأهمية الاستقلالية الشخصية وعدم التبعة لغيرها ماعدا التبعية لرسول الله صلى الله علية وسلم.

كيفية علاج التبعية والتقليد؟

تتم علاج التبعية والتقليد بواسطة الاستقلال الذاتي والذي سنعرفكم عليه تفصيلا في سطور هذه المقال:

أولاً: تعريف الاستقلال الذاتي

هو قدرة الفرد العاقل على صنع قراره الذاتي أو قانونه هو بنفسه من دون تدخل من أي طرف آخر وتحمله مسؤوليته الأخلاقية عن تصرفاته وهي عكس التبعية.

ثانياً: حقيقة اﻹستقلالية تتمثل بثلاثة آفاق

• الأفق اﻷول: جمع المعلومة الصحيحة والمعقولة وتتمثل باﻵتي: بقدرة الفرد على رفض المعلومات الواردة من الوسط الخارجي إذا كانت غير معقولة قال تعالى {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيم}[النور:15].
• الأفق الثاني: الحرية وتتمثل: بقدرة الفرد على اختيار ما يراه مناسبا من المعلومات الواردة من الوسط الخارجي كان الرسول صلى الله عليه وسلم (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس عنه) رواه البخاري.
• الأفق الثالث: القرار ويتمثل: بقدرة الفرد على اتخاذ القرار المتفق مع الحقيقة المدروسة قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين}[آل عمران:159].

ثالثاً: مراحل الاستقلال الذاتي

• المرحلة الأولى: تبدأ استقلالية الشخص في الحياة منذ بداية حياته التعليمية بحيث يجب أن يكون عليه تلقي التعليم الحر القائم على التفكير الناقد والتمحيص والنظر إلى أعماق اﻷمور، لذلك التعليم الذي يقوم على السرد والتلقين واﻷسلوب البنكي الذي يقوم على إيداع المعلومات وإرسالها من المعلم إلى المتعلم ثم إعادتها من قبل الطالب إلى المعلم عن طريق الاختبارات.
• المرحله الثانية: تبني وجهات نظر وآراء خاصة بالشخص حول كافة القضايا الحياتية المحيطة ويتطلب ذلك الحصول على معرفة شاملة وبناء قاعدة معرفية واسعة تمكن الشخص من إقناع الآخرين بالحجة والبرهان.
• المرحلة الثالثة: اﻹيمان بالذات والقدرات الشخصية والاعتماد بشكل كلي على الله ثم على النفس.

رابعا: مواصفات الشخص المستقل الذي يتمتع بصفات معينه وهي:

• قوة الشخصية.
• المعرفة الواسعة.
• تحيط به شبكة من العلاقات الاجتماعية.
• على قدرة جيد من الاكتفاء الذاتي النسبي.
• يمتلك القدرة على خوض غمار النقاشات المختلفة.
• لديه أفكار ووجهات نظر خاصة به.

خامسا: تسلسل اﻻحتياجات الإنسانية

1. اﻹبداع والقدرات التلقائية والقدرة على حل المشكلات.
2. عدم اﻹجحاف بحقه وتقبل الحقائق (حقيق الذات).
3. تقدير الذات والثقة واﻹنجازات واحترام الأخرين والاحترام من قبل الآخرين (الحاجة للتقدير).
4. الصداقة والعلاقات اﻷسرية واﻵلفة والتعاون (الاحتياجات الاجتماعية).
5. السلامة الجسدية واﻷمن الوظيفي واﻷمن الاسري والصحي والممتلكات (الأمن والأمان).
6. التنفس والطعام والماء والنوم (الاحتياجات الجسدية).