2025-06-18 10:13 ص
إدارة الموقع
2025-06-18 10:13 ص
نوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوة

الافتراق بين الفرق.. وأسبابه

الافتراق في العقائد وأصول الدين قدر كوني دلَّ على ثبوته الشرع، والوجود في الواقع، وقد حصل ذلك في هذه الأمة كما حصل في الأمم السابقة، فهو أمر واقع ومشاهد لا يمكن إنكاره، ولا يمكن رفعه، لكن الأمة مطالبة بالاجتماع وسد أبواب الفرقة بقدر الاستطاعة، وهذا واجب شرعي يجب القيام به، ومن خلال حديث الافتراق المشهور ستتبين جملة من

أهم اﻷصول التى وقع فيها الافتراق

من أبرز الأصول التي وقع فيها الافتراق بين الفرق والجماعات الإسلامية هي:

أولا: اﻹيمان

دلت النصوص من الكتاب والسنه على أن اﻹيمان قول وعمل يزيد وينقص على ذلك أجمع الصحابة والسلف الصالح أجمعون وهو مذهب أهل السنة والجماعة وفارق الجماعة فيه طائفتان:

  1. الخوارج والمعتزلة: مذهبهم أن اﻹيمان شيء لا يزيد ولا ينقص وهو فعل جميع الطاعات وترك جميع المحرمات ومن ترك واجبا أو فعل محرما فهو كافر عند الخوارج وفي منزلة بين اﻹيمان والكفر عند المعتزلة وهو مخلد في النار عند الطرفين
  2. المرجه مذهبهم: أن اﻹيمان شيئ واحد لا يزيد ولا ينقص وهو التصديق أو المعرفة بالقلب وحده دون إقرار اللسان وعمل الجوارح كما يقول الغلاة منهم أو التصديق بالقلب واﻹقرار بلسان دون عمل الجوارح كما يقول بقيتهم وعندهم أن من ترك واجبا أو فعل محرما فهو كامل اﻹيمان ما دام عنده تصديق أو تصديق وإقرار

وأهل السنه والجماعة: عقيدتهم أن من ترك واجبا أو فعل محرما من غير جحود للواجب أو استحلال للمحرم فإنه ناقص اﻹيمان وأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.ثانياً: القدَر

دلت النصوص من الكتاب والسنه على أن اﻹيمان بالقدر ركن من أركان اﻹيمان وأصل من أصول الدين وعلى هذا مذهب أهل السنه والجماعة، وفارق الجماعة فيه فرقتان:

  1. القدرية: نفات القدر وعلى ذلك المعتزلة وعامة الشيعة
  2. الجبرية: الذين نفوا مشيئة العبد وإرادته كما سبقهم الجهمية بذلك .

ثالثاً: الافتراق في الأسماء والصفات

أهل السنه والجماعة موقفهم اﻹيمان بما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته وعدم التشبيه ولا التعطيل واعتقاد بأننا عاجزون عن إدراك حقيقة الصفات وكفيتها، وفارق الجماعة في ذلك فريقان:

  1. فريق يثبت لله تعالي صفات كصفات المخلوقين فيقولون علمه كعلمنا ويده كيدنا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهم يسمون المشبهة وعلى هذا المذهب سار قدما الشيعة والروافض
  2. وفريق ينفي صفات الله تعالى زعما أن إثباتها يلزم منه التشبيه فيقولون ليس له وجه ولا يد ولا قدرة ولا علم وهؤلاء يسمون المعطلة وهم درجات :
    1. من ينكر الأسماء والصفات جميعا وهم الجهمية
    2. من ينكر الصفات ويثبت الاسماء فيقولون مثلا :عليم بلا علم وقدير بلا قدره وهم المعتزلة
    3. من ينكر بعض الصفات ويثبت بعضها ويثبت الاسماء وهم ينكرون العلو واليد والغضب والرضا ونحوها.

رابعاً/ الافتراق في الإمامة

من عقيدة السلف الصالح أن أولى الناس بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، وأن الإمامة منصب شرعي غرضه إمامة الدين وسياسة الدنيا به وطريقتها الشورة واختيار ممثلي الشعب من قبل الشعب مباشرة، وفارق الجماعة في ذلك فرقتان:

  1. الشيعة: ومذهبهم أن أولى الناس بالخلافة هو علي رضي الله عنه واختلفوا في خلافة الثلاثة: فقالت الزيدية هي صحيحة ولكن عليا أولى منهم وقالت بقية الشيعة خلافتهم باطلة ويسبونهم ويلعنونهم، والإمامة عند الشيعة ليست منصب شرعي بل هي ركن من أركان الدين، وأصل من أصوله وطريقتها الوارثة والتعيين في ذرية الحسين فقط لا تخرج عنهم
  2. الخوارج: وهم يقرون بخلافة الشيخين ابي بكر وعمر ويطعنون في عثمان وعلى وقد يكفرونهما ويقولون الامامة جائزة في كل الناس قريش وغيرهم

أسباب الافتراق ومظاهره

  1. الرجوع إلى غير الكتاب والسنة والتلقي من سواهما وهم:
    • المتكلمون من المعتزلة واأشاعرة رجعوا إلى الفلسفة وحكموا العقل فقط وعرضوا نصوص الكتاب والسنة عليهما
    • الصوفية حكموا ما يسمونه الكشف أو الوجد أو الذوق وقسموا الدين إلى حقيقة وشريعة،
      الشريعة/ يسمونها علم الظاهر، والحقيقة/ علم الباطن أو العلم الدنى
    • الشيعة الباطنية جعلوا المصدر المعصوم كلام أئمتهم (معصومون )
  2. الأخذ ببعض الدين وترك البعض اﻷخر قال تعالى {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون}[المائدة:14]
    1. فالخوارج تمسكوا بنصوص الوعيد فقط حتى نفوا اﻹيمان عن مرتكب الكبيرة ونفوا الشفاعة وضيقوا رحمة الله
    2. المرجئة تمسكوا بنصوص الوعد فقط فقالوا إن اﻹنسان مهما ارتكب من الكبائر دون الشرك فإن إيمانه كامل
    3. الشيعة أخذوا بفضائل علي رضي الله عنه وجحدوا بفضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم حتى وصل أمر ببعضهم إلى تأليه (علي) وتكفير الثلاثة والخوارج كفروا عليا
    4. المتكلمون يقولون إن اﻹسلام دين العقل والفهم وجعلوا العقل والفهم معيارا للكتاب والسنة فأنكروا الكرامات والسحر وعذاب القبر والميزان والصراط وما شبهها من الغيبيات لأنها تخالف العقل
    5. الصوفية قابلوا المتكلمين بالعكس فأنكروا قيمة العقل والفكر وأمنوا بالخيالات والخرفات واﻷحلام وسموها مكاشفات وكرامات وحقائق
    6. القدرية أخذوا بالنصوص التي تثبت مشيئة العبد وإرادته ومسؤوليته عما يفعل وهذا حق ولكنهم أنكروا القدر وما دل عليه من النصوص
    7. وقابلتهم الجبرية بالعكس فاثبتوا القدر وأخلوا في ذلك حتى جعلوا اﻹنسان مجبورا على كل ما يفعل وأنكروا النصوص التي أخذ بها القدرية
    8. الممثلة والمشبهة أخذوا من النصوص ما يدل على إثبات الصفات فقط، وتركوا ما يدل على أنها ليست كصفات المخلوقين
    9. المعطلة نفات الصفات وقبلوا النصوص الدالة على أن الله لا يماثله شيء من خلقه وتركوا النصوص الدالة على إثبات الصفات فأنكروا صفات الله تعالى بحجه التنزيه
  3. مؤسسوا بعض الفرق الضالة:
    1. التشيع الغالي: أسسه عبدالله بن سبأ اليهودي
    2. الاعتزال الغالي: أسسه إبراهيم النظام وأبو الهذيل العلاف وكلاهما من أصل مجوسي وواصل بن عطاء وعمر بن عبيد فأنكروا القدر والصفات
    3. الباطنية: أسسها بن ميون القداح وهو يهودي فارسي
    4. إنكار الصفات: أخذه الجعد بن درهم والجهم بن صفوان عن فلاسفة اليهود والصابه
    5. القدرية: هم منكرو القدر أخذه معبد الجهني وغيلان الدمشقي عن بعض فلاسفة النصارى
    6. التصوف: أول من أسسه وسمي به في اﻹسلام زنادقة من الهندوس والمجوس أمثال عيدك عبدك وكليب ثم أنتشر ودخله العالي والمتوسط
    7. الخوارج: هم أول الفرق خروجا عن السنه والجماعة
    8. الجهمية: مؤسسها الجعد بن درهم وتلميذه الجهم بن صفوان

غفور رحيم لكنه شديد العقاب

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى