2025-06-09 10:21 ص
إدارة الموقع
2025-06-09 10:21 ص
الاجتماعي والاقتصاديمسارات اجتماعية واقتصادية

الجار حماية وأمان

دلّت النصوص الشريفة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية على عظم حقّ الجار، فقد أوصى الله -تعالى- بالإحسان إلى الجار في سورة النساء فقال -سبحانه-: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، وبيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العلاقة الوثيقة بين الإيمان وإكرام الجار، وذلك بقوله: (مَن كانَ يُؤْمِنُ بالله والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)

أولا/مفهوم الجار

الجار هو المجاور في السكن، وجمعه (جيران)، ويُطلق الجار على الشريك في العقار، وكذلك يطلق لفظ الجار الذي يُجير غيره، أو يؤمّنه ويحميه مما يخاف، والجار المستجير: الذي يطلب الأمان، ومن معاني الجار أيضاً الحليف والناصر.

ثانياً مفهوم حقوق الجار

مفهوم الحق في اللغة: صح وثبت وصدق، ومنه ما جاء في القرآن الكريم (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ) سورة يس-٧٠.

ثالثاً أصناف الجيران

هناك ثلاثة أصناف للجار وهي كالتالي:

  1. الصنف الأول:جار له حق واحد وهو الجار الغير مسلم.
  2. الصنف الثاني:الجار الذي له حقان، وهو الجار المسلم .
  3. الصنف الثالث:الجار الذي له ثلاثة حقوق، وهو الجار القريب المسلم.

قال عليه الصلاة والسلام (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقاً، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقاً)

فأما الجار الذي له حق واحد فالجار المشرك لا رحم الله له حقاً، فله حق الجوار فقط، أما الذي له حقان فالجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم.

وأدنى الجوار (لا تؤذ جارك بقتار قدرك إلا أنتقد حله منها) رواه أبونعيم حلية الأولياء.

رابعاً/ حقوق الجيران

  • التهادي، والتعاطي، المتبادل دون تكلف، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك) رواه مسلم، وقال أيضاً (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسنة شاة) متفق عليه.
  • الإحسان المتبادل، قال عليه الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُحسن إلى جاره…….)رواه مسلم.
  • كف الأذى عنه، قال عليه الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره.….) متفق عليه، وقال يعلى بن عبيد عن جاره الوليد بن القاسم الهمداني ” هو جارنا منذ خمسين عاماً ما رأينا منه إلا خيراً.
  • ستره، قال عليه الصلاة والسلام ( ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) ، وقال أيضاً (والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن) قيل: من يا رسول الله؟ قال: (الذي لا يأمن جاره بوائقه) متفق عليه.
  • التعاون معه وعدم منعه من حاجته، قال عليه الصلاة والسلام ( لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبته في جداره) متفق عليه، وقد أراد جار لأبي حمزة السكري أن يبيعه داره، فقيل له: بكم؟ فقال بألفين ثمن الدار، وبألفين جوار أبي حمزة. فوجه إليه أبو حمزة بأربعة آلاف وقال: ” لا تبع دارك“.
  • السلام والمصافحة، قال عليه الصلاة والسلام (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم. أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم.
  • عيادته عند مرضه واسعافه إذا أحتاج لذلك.
  • تشييع جنازته، قال عليه الصلاة والسلام (…. وإذا مرض فعُده، وإذا مات فاتبعه) رواه مسلم.
  • إجابة دعوته، فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه (…وإذا دعاك فأجبه) رواه مسلم.

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى