نبضات المحبين
مواقف في الذاكرة (1)

سنعرض لكم في هذه السطور عدد من مواقف أسرة الأستاذ محمد علي إسماعيل معه وكيف كان يعاملهم ويحثهم على طاعة الله، وكيف كانت علاقته بهم..
مواقف في الذاكرة (1)
سنبدأ أولا في هذه المواقف مع زوجته ملك عبدالله نعمان وهذا ماقالته عنه:
ملك عبد الله نعمان (زوجته)
- كان زواجنا في بداية الأمر واستقرارنا في بيت العائلة (بيت الجد اسماعيل) في منطقة تسمى “الحرف” شمال قرية النجيد الأسفل التابعة لعزلة بني يوسف – مديرية المواسط – محافظة تعز، والشيء المميز في هذا البيت أنه كان مفتوحاً للجميع دون استثناء أو تضجر من أصحابه، ففي كل يوم يستقبل أطفال العائلة أولاد عبدالله اسماعيل وأولاد أحمد إسماعيل للعب والطعام أيضاً، وذات مرة خرج محمد علي مع ابن عمه محمد عبدالله إلى حقل يتبع العائلة، في الصباح الباكر، وعند العودة قدم طعام الفطور، فرفض محمد عبدالله لكن محمد علي ظل يلح عليه حتى أجبره على تناوله، فالكرم والاهتمام بالغير من صفاته البارزة.
- أما عن الاستقلال في منزلنا الخاص كان لأسباب عائلية، ففي البداية كن نسكن في منزل ابن عمه حزام أحمد إسماعيل الذي يقع في منطقة “العَرْض” في الشمال الشرقي في قرية النجيد الأسفل، فقد بناها لكنه لم يسكن فيها، مكثنا فيها حوالي خمسة أشهر ريثما تم الإنتهاء من بناء منزلنا، وقد كان أهل القرية يقولون (الملائكة شاركت ببناء بيت محمد علي) نظراً لقصر مدة البناء.
- الشيء المميز في المنزل أنه كان منظماً ومرتباً؛ فقد حرص محمد علي على ترتيبه بشكل متقن، أيضاً وضع مكان أمام البيت حتى يلعب الأطفال فيه بأمان، ومكان خارجي كان يستخدم كمخزن لما يتم تجميعه من حطب أو مواشي .
- انتقلنا للمدينة 1997م فسكنا في وادي القاضي أربعة اشهر ثم في وادي عيسى خمس سنوات حينها كان منزلنا في بيرباشا قد اكتمل بناءه فانتقلنا إليه ..
- منذ زواجي به وهو يمد يده للغير مساعداً إياهم بكل ما يستطيع سواء مادياً أو معنوياً ..
- كما يهتم بدعم طلاب العلم إما بإقناعهم بالدراسة أو تشجيعهم على الاستمرار، أو دعمهم مادياً حتى التخرج.
- كان محمد علي معروفا بكرمه حتى أنه عندما كان يأتي إليه المتخاصمون ليحل لهم مشكلاتهم، كان يقوم بضيافتهم، ولا يأخذ مقابلاً على الصلح كما يفعل القضاة.
- عندما بلغ سن التقاعد لم يجلس في البيت كما هو حال المتعاقدين خصوصاً حينما كان يشعر أن الراتب لا يغطي الإحتياجات فاضطر للعمل الإضافي موجها في مدرسة الجزيرة الأهلية لأربعة أيام في الأسبوع برغم حاجته للراحة إلا أنه كان يفكر في زيادة دخل الأسرة ليوفر ما تحتاجه.
رقية علي إسماعيل (أخته)
- ولدت بعد وفاة والدي بأشهر، لكني لم أشعر باليُتم فقد كان محمد بمقام أبي وأخي في آن واحد.
- لم يشعرني طيلة حياتي بالحرمان فقد عوضني وأغدقني حباً وحناناً.
- لم يكتفي بتربيتي بل امتدت تربيته إلى بناتي (إيمان وأسماء)
- مهما تحدثت وتكلمت فلن أوفيه حقه.
من المواقف التي أتذكرها:
- عندما كنت صغيرة جداً خرجت أنا وبنت عمي (قرطلة) إلى منطقة قريبة من قريتنا تسمى (شرار) وتأخرنا إلى بعد المغرب!! فخرجت أمي ومحمد وبعض أبناء القرية للبحث عنا، وما أشد فرحتي حينما رأيته وكأنني رأيت أبي، لم ينهرني ولم يضربني بل حملني على ظهره حتى وصلنا البيت برغم طول المسافة.
- عندما كانت أمي تذهب إلى الوادي كانت توصيه بالاهتمام بنا، والبقرة كذلك، فكان يعد لنا الطعام ويطعمنا ويسقينا بنفسه ثم يذهب إلى البقرة ويقوم بما يلزم تجاهها.
- عندما كبرت كنت أشكو من وجع المعدة فذهب واشترى لي عسلا، وكان يحرص على تناولي العسل يوميا بعد صلاة الفجر.
- وعند طلاقي استقبلني في بيته وفتح لي صدره ولم يجرحني بكلمة .. حفظه الله ورعاه.
عبدالغني علي اسماعيل (أخاه)
- رأيت أحد اصحابي ومعه حذاء على رجليه، فسألته: من أين أتيت بها؟ قال لي: اشتراها لي أبي ، فخرجت من البيت متجهاً إلى قبر والدي لأطلب منه ثمن حذاء!! وفي الطريق التقيت بوالدتي وعلى رأسها جرة ماء تحملها من الغيل ، سألتني : إلى أين ؟ اخبرتها بأني ذاهب إلى قبر والدي لأطلب منه ثمن حذاء، فبكت بكاء شديداً وأخبرت بذلك أخي الأكبر محمد، فاشتروا لي الحذاء (جزمة مع الشرابات) فكانت أسعد يوم في حياتي ولأول مره ألبس حذاء مع الشرابات.
من المواقف التربوية الهامة التي أثرت في حياتي:
في إحدى المرات كسرت ثلاجة القهوة عن طريق الخطأ فانتابني خوف شديد من العقوبة، فصعدت إلى سطح المنزل حتى لا يراني أحد، فسأل أخي الكبير محمد: من الذي كسر الثلاجة؟ فأخبرته بأني أنا من كسرها!! فتقدم إليّ بلطف وحنان وحب وقال: لن أعاقبك لأنك تقول الصدق، وأخرج من جيبه نقود وسلمها لي قائلاً: لا تخف وهدأ من روعي.