الإشارات الكونية في سورة طه

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة طه إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:
من الإشارات الكونية في سورة طه
هناك عدد من الإشارات الكونية المذكورة في سورة طه والتي سنعرفكم عليها في النقاط التالية:
- {تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} [طه:4] في الآية الكريمة إشارة إلى السماء العالية الرفيعة ، وهي جمع العليا ، كقوله : كبرى وكبر ، وصغرى وصغر .
- {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه:6] وفي الآية الكريمة إشارة إلى مركزية الارض من الكون وإلى وجود حياة مزدهرة في قطاع التربة
- {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}[طه:7]، وهي إشارة إلى ثلاث مراتب في التعبير، وهي الجهر الذي يعلمه صاحبه ومن يسمعه ويعلمه الله والسر وهو ما حدث الإنسان به غيره في خفاء، والذي يعلمه صاحبه ومن اسر به إليه ويعلمه الله ويجهله من لم يسمع به والاخفى هو الاخفى من السر وقد يشير به إلى الخواطر النفسية التي لا يحدث المرء بها غيره او ما يعرف باسم حديث النفس او هو ما استقر في العقل الباطن ولا يدري به صاحبه ولكن الله تعالى يعلمه لانه علام الغيوب
- قال تعالى {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه:50]، وهي إشارة إلى حقيقة الخلق وربوبية الخالق (سبحانه وتعالى وإلى السنن الحاكمة لكل صغير وكبيرة في هذا الكون وهي كلها من امر الله وهدايته
- قال تعالى {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى} [طه:53] _٥٥)، في هذه الآيات الكريمة إشارة إلى تمهيد الارض وشق السبل فيها وإنزال الماء من السماء في دورته حول الارض وإخراج مئات الآلاف من انواع النبات المختلفة وكلها في زوجية واضحة وتحت الآيات الإنسان لينتفع بالنبات هو وانعامه
- الإشارة إلى معجزة شق البحر لنبي الله موسى عليه السلام ولمن أمن معه والمعجزات خوارق للسنن
- وصف مصير الجبال في الآخرة وصفا علميا دقيقا وإن كنا نؤمن بأن الاخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير. سنن الدنيا تماما وفي وصف نهاية الجبال في الاخرة قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}[طه:105]_107)
من الدلالات العلمية للآية الكريمة في سورة طه
قال تعالى {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه:6]
أولا/ في قوله تعالى (… ما في السماوات …)
السماء لغة: اسم مشتق من السمو بممعني الارتفاع والعلو وعلى ذلك فان سماء كل شيء اعلى ولذلك قيل : كل ما علاك فاضلك فهو سماء , والسماء الدنيا هي : هي كل ما يقابل الأرض من الكون ويراد بها ذلك العالم العلوي من حولنا والذي يضم الاجرام السماوية المختلفة الموجودة على هيئات متعددة وما يوجد فيها او حولها او ينتج منها او عنها من مختلف صور الطاقة التي تملا صفحة الكون بصورة واضحة جليتا او منتشرة
ومن الناحية الفلكية فان علماء الفلك يقدرون الجزء المدرك من الكون المري ب (228) مليون مليون مليون كم وهذا كله في السماء الدنيا وهو دائم الاتساع بسرعات مذهلة الى نهاية لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ويحصي العلماء في الجزء المدرك من السماء الدنيا أكثر من ماتي ألف مليون مجري
ثانيا/ في قولة تعالى (… وما في الأرض ….)
يقدر حجم الأرض بمائة وثمانية ملايين كيلو متر مكعب وتقدر كتلتها بحوالي ست ألف مليون مليون مليون طن والأرض داخلها ست ارضين على النحو التالي:
- الأرض الاولى: وتتمثل بقشرة الأرض الصلبة التي نحيا عليها، ويتراوح سمكها بين حوالي (5_8) كم تحت المحيطات و (30_40) كم في القارات
- الأرض الثانية: وتتمثل بما دون القشرة من الغلاف الصخري للأرض، ويتروح سمكها بين (60_70) كم تحت المحيطات و(80_90) كم تحت القارات
- الأرض الثالثة: وتتمثل بالجزء العلوي من وشاح الأرض، والذي يعرف باسم نطاق الضعف الأرضي وتوجد فيه الصخور في حالة لدنه وشبه منصهرة وعالية الكثافة واللزوجة ويقدر سمكها بحوالي (280) كم من عمق (120) كم إلى عمق (400) كم
- الأرض الرابعة: وتعرف بأسم الجزء الأوسط من وشاح الأرض، وتوجد فيه الصخور في حالة صلبة جامدة ويقدر سمكها بحوالي (٢٧٠) كم من عمق (٤٠٠) كم إلى عمق (٦٧٠) كم
- الأرض الخامسة: وتعرف بأسم الجزء السفلي من وشاح الأرض، وتوجد فيه الصخور في حالة صلبة جامدة ويقدر سمكها بحوالي (٢٢١٥) كم من عمق (٦٧٠) كم إلى عمق (٢٨٨٥) كم تحت مستوى سطح البحر
- الأرض السادسة: وتعرف بأسم لب الأرض السائل ويتكون أساسا من الحديد (٩٠٪) والنيكل (٩٪) وقليل من العناصر الخفيفة (١٪.) والكل في حاله منصهرة ويبلغ سمك الأرض السادسة حوالي(٢٢٧٠) كم من عمق(2885) كم الى عمق (٥١٥٥) كم تحت مستوى سطح البحر
- الأرض السابعة: وتعرف بأسم لب الأرض الصلب، وهي عبارة عن كرة مصمتة من الحديد (٩٠٪) والنيكل (٩٪ وبعض العناصر الخفيفة (١٪) ويبلغ نصف قطر هذه النواة حوالي (١٢١٦) كم وعلى ذلك يقدر متوسط نصف قطر الأرض بحوالي (٦٣٧١كم ومتوسط محيطها بحوالي (40042) كم ومساحة سطحها بحوالي (٥١٠) ملايين كم ويقدر حجم الغلاف المائي للأرض بحوالي (٤و١) بليون كم مكعب تغطي مساحة (362) مليون كم مربع من مساحة سطح الأرض تاركة (١٤٨) مليون كم مربع من اليابسة ويحيا على سطحها بنى آدم، ويعيش على سطح الأرض وفي أوساطها المائية أكثر من مليون ونصف المليون نوع من أنواع الحياة الموجودة حاليا وتقدر المنقرضة بحوالي (٢٥٠٠٠٠) نوع ويقدر العلماء أن عدد انواع الحياة على الأرض المنقرضة بحوالي (٥٠٠٠٠٠٠) نوع ويمثل كل نوع بملايين الأفراد، ويقدر أقل عمر للأرض بحوالي (٥) ملايين من السنين بينما يقدر عمر الكون بأكثر من (١٠) بلايين سنة، ويقدر متوسط عمر الإنسان بحوالي (٥٠) سنه تقريبا ويوجد في الأرض من الثروات المعدنية من مختلف العناصر ومصادر الطاقة وغيرها
ثالثا/ في قوله تعالى (وما بينهما) في عشرين آية قرآنية
جاءت الإشارة إلى البيئة بين السماوات والأرض وهذا بالإضافة إلى شواهد عديدة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة تشير إلى أن الأرض تضم السبع الأرضيين في هيئة كروية متطابقة يغلف منها الداخل وفيها تقع مركز السماوات السبع التي خلقت كذلك بهيئة كروية يغلف الخارج منها الداخل، أما ما بين السماوات والأرض فهو حير مكاني رزماني يفصل بين السماوات والأرض، هذا الحير ملئ بمختلف صور المادة والطاقة ومسخر به السحاب بنص القرآن الكريم ومسخرة به الملائكة وربما غيرهم من خلق الله والأوامر الإلهية المنزلة تتنزل عبر هذا الحيز الفاصل بين السماوات والأرض ويتركب هذا النطاق الفاصل من عناصر متنوعة
رابعا/ في قوله تعالى (…. وما تحت الثرى)
الثرى هو التراب الندي إن هذه التربة وما تحتها من نطق قطاع التربة غنية جدا بالكائنات الحية التي تسكنها ومن ذلك ما يلي:
- مجموعة من النباتات الدقيقة ومن البقايا الدقيقة للنباتات الكبيرة
- مجموعة من الحيوانات المتباينة الأحجام والصفات
وتقسم التربة إلى ثلاثة نطق متميزة تعلوا صخور الارض التي استحدثت منها بفعل عوامل التعرية المختلفة: مرتبة من اعلى إلى أسفل:
- المنطقة العليا (نطاق الثرى) وهي أكثر أجزاء التربة تعرية ورطوبة يقدر بالسنتمترات
- المنطقة الوسطى (نطاق ما تحت الثرى) وتمد من قاعدة نطاق الثرى إلى عمق يصل إلى قرابة المتر
- النطاق الصخري: وهو الذي استمد منه النطاقان العلويان مادتهما بفعل عوامل التعرية بصورها المختلفة
من الدلالات اللغوية للنص الكريم
{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [ سورة طه:50]
أصل (الخلق) التقدير المستقيم ويستعمل في ابداع الشي من غير أصل ولا احتذاء كما يستعمل في إيجاد شيء من شيء اخر وليس الخلق بمعنى إبداع الله (هدى)الهداية: هي الدلالة بلطف، ومن الدلالات العلمية للأية الكريمة:
أنواع الهداية:
- القوانين المنضبطة التي تحكم كل ما في الكون من اللبنات الأولية للمادة والطاقة إلى الأرض ويأتي أجرام المجموعة الشمسية إلى المجرات والتجمعات المجرية العظمى والمحلية العظمى إلى ماهو أكبر من ذلك حتى نهاية الكون في توافق وانسجام تامين كاملين
- تختلف العناصر المختلفة في داخل النجوم أو في صفحة السماء وإنزالها بقدر إلى الأرض
- ملاءمة الأرض بموقعها في المجموعة الشمسية وشكلها وكتلتها وحجمها وكثافة مختلفة نطقها ودورانها حول محورها أمام الشمس وبسرعة جريها في مدارها وميل محورها وغلافها الغازي والمائي وبنطق الحماية المحيطة بها وبتوزيع الماء واليابسة على سطحها وبتصريف الرياح من حولها وتكوين السحب وإنزال المطر ودورة الماء الذي أعطاه الله تعالى من الصفات ما يميزها عن غيره بالقوانين التي تحكم بناء الأحماض الأمينية وكيفية ترتيبها وترابطها
- خلق الحياة بمختلف صورها وأشكالها من تراب الأرض وجعلها قادرة على صيانة نفسها وعلى الاستمرار بنسلها من جيل إلى جيل مع الاحتفاظ بخواصها ومميزاتها وعدد صور الحياة أكثر من مليون ونصف المليون نوع ويمثل كل نوع بلايين البلايين من الأفراد ويميز كل فرد من هذه الأفراد بشفراته الوراثية المميزة له وذاتيته الخاصة على الرغم من بناء جميع الخلايا الحية من اللبنات الأولية للمادة
- خلق الشفرة الوراثية وإعطائها القدرة على التحكم في صفات الكائن الحي وفي كثافة نشاطه
- العلاقة المبهرة بين مختلف أنواع الحياة خاصة ما يحيا منها في مجموعات كبيرة شديد الإنضباط والتنظيم وتوزع المسئوليات بين أفرادها بتوافق وأحكام تأمين
- الاتزان البيئي الدقيق في سائر النظم البيئية البرية والبحرية والجوية والتي لا يفسد إلا تدخلات البشر وقدرتها على إعادة توازنها بذاتها إذا تعرضت التغيرات فطرية بعيدة عن إفساد الإنسان
- اعطاء النبات القدرة على التنفس والنتح والميل نحو الضوء وعلى النمو وعلى امتصاص الماء مع العصارة الغذائية من تربة الارض وغير ذلك
- تسخير كل ما في السماوات والأرض للإنسان من مادة وطاقة وظواهر والسنن محكمة البناء والانضباط والانتظام
- هداية كل واحدة من لبنات هذا الكون الشاسع المعقد البناء المحكم الحركة المنضبط في كل جزئيته من اللبنات الأولية للمادة إلى أكبر واحدة في السماء ومن الخلية المفردة إلى الإنسان ودورة في الكون
من الدلالات العلمية للأية الكريمة
قال تعالى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55]
أولا/ في قوله تعالى (منها خلقناكم)
الضمير في قوله تعالى منها يعود إلى الارض وذلك للسياق الذي جاءت فيه الأية الكريمة (٥٣_٥٥) وترد الأرض في القران على ثلاثة معاني:
- الأرض الكوكب كله (منها خلقناكم)
- الذي يهتز ويربوا هنا من الأرض هو قطاعة التربة الذي يعلو صخور القارات {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} [فصلت:39]
- صخور القارات التي تحيا عليها قال تعالى (فاطر (٢٣_٢٨+ قال الرسول (ص)إن الله خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنوا ادم على قدر الأرض: جاء منها الاحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذاك) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وهذا الحديث جاء مطابقا لقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُود}[فاطر:27]
ثانيا/ في قوله (ومنها نعيدكم)
بعد وفات الإنسان ودفن جسده في تراب الأرض يبدأ هذا الجسد في التحلل إلى تراب الأرض بعملية معاكسة لعملية بنائه التي بدأت أصلا من تراب الأرض الذي ارتوى بالماء فأصبح طينا وذاب الماء في هذا الطين ما قبل الذوبان فيه من عناصر الأرض ومركباتها حتى تميزت من بين حبات هذا الطين سلالة مذابة في الماء (سلالة من طين) ويتبخر المحاليل المذابة لتلك السلالة جزئيات ترسبت بعض العناصر والمركبات بين حبيبات المعدن الصلصالية فاصبح الطبن (طينا لازب ) أي لاصقا بعضه ببعض وبجفاف هذا الطين اللازب أصبح (صلصالا من حماء مسنون) أي أسود منتن ثم زاد جفافه فأصبح (صلصالا كفخار ) ثم نفخ الله تعالى فيه من روحه فأصبح إنسانا (هو آدم أبو البشر ومن أدم عليه السلام خلقت زوجه (حواء ) بمعجزة أمر بها الله تعالى ومن نسلهما تناسل البشر ثم تغذى آدم وحواء وجميع نسلهما من النبات الذي تغذى من تراب الأرض ثم مات ادم وحواء ومن بعدهم نسلهما ودفنا في تراب الأرض
ثالثا/ في قوله تعالى (ومنها نخرجكم تارة أخرى)
- قال الرسول صلى الله عليه (كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب) رواه البخاري
- (إن عجب الذنب منها بدا يتخلق الإنسان ثم تخلق جميع أجهزة الجسم إلى نهاية العصعص (الفقرة الاخيرة من العمود الفقري)
- إن هذه العظمة النهائية في العمود الفقري لا تبلى ابدا ومنها يعود الانسان إلى الحياة يوم الحشر قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن جسد الإنسان يبلى كله فيما عد عجب الذنب فإذا أراد الله تعالى بعث خلقه أنزل مطرا خاصا من السماء فينبت كل مخلوق من عجب ذنبه كما تنبت البقلة من بذرتها)