ملاحظة / سأذكر لكم هنا مواقف تربوية حصلت أثناء تولي الأستاذ محمد علي إسماعيل إدارة مدرسة السلام شرار مدة 10 سنوات (كنت خلالها تلميذا في المدرسة)، وأول نصائحه لي كانت ’’تنظيم الوقت وقراءة الكتب’’
أول نصائحه تنظيم الوقت وقراءة الكتب
📝 اول نصيحة تلقيتها من الأستاذ محمد علي _وأنا امشي بجانبه للصلاة في المسجد الذي بجانب المدرسة في القرية_ تنظيم الوقت وقراءة الكتب الموجودة في مكتبة الوالد رحمه الله وكان والدي يرشدني إلى الكتب المفيدة، وبالفعل عملت بالنصيحة وكنت أقرأ لكل من أقابله في المقيل أو المدرسة (فيزداد الاستيعاب والفهم لمحتويات الكتب)
⭕ كنت في المرحلة الابتدائية عندما شجعني عمي عبد القادر أحمد على تقديم فقرة في طابور الصباح بعنوان (سؤال وجواب)، فتجهزت للمشاركة في الطابور وعندما جاء دوري لتقديم الفقرة، قمت بقراءة الأجوبة قبل الأسئلة (أقرأ الجواب قبل السؤال) بشكل معكوس … فضحك جميع التلاميذ في الطابور ومعهم المعلمين، ومن ذلك الوقت اكتشف الأستاذ محمد علي موهبة لدي وهي القدرة على إضحاك الآخرين فشجعني على الالتحاق بفريق المسرح الذي كان يشرف عليه أخيه الأستاذ عبد الغني رحمه الله، وكان الفريق مكون من عدد من الطلاب الذين لديهم موهبة في التمثيل من مختلف المراحل الدراسية، وكنا نقوم بتأليف المسرحيات وتوثيقها والمشاركة بها في كثير من مدارس المنطقة والمناطق المجاورة في المناسبات الدينية والوطنية، وكذلك كانت المسرحيات الهادفة من أهم الأنشطة في الرحلات الثقافية والترفيهية التي تنطلق من المدرسة في الإجازات والعطل المدرسية للاستفادة من الوقت في السياحة الداخلية والتعرف على مختلف المحافظات اليمنية.
⭕ كانت مدرسة السلام في عهد إدارة الأستاذ محمد علي مزدحمة بالأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، فكان الأستاذ يوجه جميع المعلمين في المدرسة لضرورة تنمية مواهب التلاميذ وتوزيعهم في فرق الأنشطة المدرسية والتي كانت كالتالي:
- فريق الأناشيد
- فريق الكشافة
- فريق المسرح
- فريق الصحافة والإذاعة المدرسية
- فريق الرياضة
- فريق الصحة المدرسية
- وكان يزود كل فريق بالمتطلبات والأدوات والملابس والبطاقات الخاصة بكل فريق، وكان يوجد مدرسين من مصر والسودان يشاركون في الإشراف على الفرق وتنمية مواهب التلاميذ، وأتذكر مدرس سوداني اسمه (كحيل) تعلمنا على يديه الخط والرسم في المرحلة الابتدائية.
⭕ كانت فرق الأنشطة المدرسية تشارك مع المدارس الأخرى في الأنشطة والمخيمات الصيفية التي تشرف عليها إدارة التربية والتعليم بالمديرية
⭕كان يوجد في المدرسة فصل لمحو الأمية لكبار السن، ساهم إلى حد كبير بتوعية الناس بأهمية التعليم وحثهم على متابعة أولادهم في المدرسة من الذكور والإناث.
⭕ أسلوب العقاب الذي كان يتبعه الأستاذ محمد علي أثناء إدارته للمدرسة أسلوب متنوع وبعضه ممتع، وسأذكر مثالين على ذلك:
- 1️⃣ طالب مشاغب من طلاب الصف الرابع الابتدائي كان يستغل انشغال المعلم (برعي السوداني) بتصحيح دفاتر الواجب، فيرميه من الخلف بأعقاب السجائر ولما يلتفت المعلم ويسأل عن الفاعل يرمي هذا الطالب المشاغب بالتهمة على غيره من التلاميذ وأنا أحدهم، فطردنا المعلم برعي من الفصل، وعندما ذهبنا إلى الإدارة سمع منا المدير (الأستاذ محمد علي) القصة ثم عرف بفراسته ودرايته بالتلاميذ من هو التلميذ المشاغب بيننا وأمره بالاعتذار للمعلم وشراء كرتون عصائر وتوزيعها للمعلمين والاعتذار منهم جميعا كنوع من رد الاعتبار للمعلم، وحذره إن عاد لفعلته فسوف يعاقبه بالطرد من المدرسة ..
- 2️⃣ كنت وأنا طالب في الصف الأول الثانوي (المسؤول الثقافي) عن الصف وقبل مجيء الدور على الصف لتقديم برنامج الإذاعة المدرسية وزعت البرنامج على الطلاب ليستعدوا لتقديم الفقرات في اليوم المحدد … لكن بعضهم رفض … فاشتكيت بهم إلى إدارة المدرسة (مدير المدرسة الأستاذ محمد)، واستدعاهم إلى الإدارة وسألهم عن سبب الرفض؟!، فاعتذروا بحجة أنني لم أخبرهم قبل الموعد بوقت كافي للإعداد، فقبل اعتذارهم.. وكلفني بتقديم البرنامج كاملا لوحدي، وفي الصباح بدأ الطابور والأستاذ واقف يراقب… وبدأت بفقرات البرنامج بتلاوة مقطع من سورة الأنعام (ولكن لم أكن حافظا الآيات بشكل صحيح) فقال لي أحد الزملاء: حول إلى سورة الانشراح … وفعلا قرأت * (ألم نشرح لك صدرك) إلى نهاية السورة.. وفعلا انشرح صدري وأكملت بقية البرنامج إلى النهاية.. وتعلمت من ذلك الدرس أهمية الانضباط والاعداد لأداء أي عمل.
⭕ كنت اتعلم الخطابة والقاء الدروس وكان يشجعني على ذلك ويصوب لي بعض الأخطاء (مثل تكرار بعض الكلمات بشكل زائد)
⭕من السمات المؤثرة في شخصية الأستاذ محمد علي: تقدير الوجاهات الاجتماعية وإنزال الناس منازلهم (مثل المشايخ والأعيان وعدول القرى) يألفهم ويألفونه ويأخذ بمشورتهم ويرجع إليهم في الشؤون العامة للمنطقة ويشركهم في مجالس الآباء ويزورهم في بيوتهم ويثني عليهم.
⭕ من الطرائف التي سمعتها من مدير فرع مكتب أحد الأحزاب السياسية في المديرية أنه كان يقود سيارته في مركز المديرية ويرى أحد الأشخاص يريد الصعود معه في السيارة فيسمح له بذلك لإيصاله معه في طريقه (كنوع من المساعدة الإنسانية) ثم يتفاجأ صاحب السيارة بذلك الرجل يسب الأستاذ محمد علي ويسب صاحب السيارة نفسه دون أن يعرفه (يسبه بصفته مدير فرع الحزب في المديرية)، فقال له صاحب السيارة: اسمح لك تسب مدير فرع الحزب … لكن لا أسمح لك تسب الأستاذ محمد علي لأنه رجل طيب وغير مؤذي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن أخلاق الأستاذ محمد علي حتى مع من يختلفون معه سياسيا وفكريا
