2025-08-03 5:46 ص
إدارة الموقع
2025-08-03 5:46 ص
الاجتماعي والاقتصاديمسارات اجتماعية واقتصادية

التوازن والتكامل بين الدنيا والآخرة

فالتوازن بين السعي في مصالح الدنيا والعمل للآخرة يحصل بأن يسعى العبد لمصالح دنياه باقتصاد، من غير أن يؤديه سعيُه إلى تضييع فريضة من فرائض الله تعالى، وقد جاء في حديث أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا… رواه ابن ماجه.

أولاً/ تعريف الدنيا

  • الدنيا لغة هي اسم لهذه الحياة سميت بذلك لبعد الاخرة عنها.
  • اصطلاحا : الحياة الدنيا هي ذلك الحيز المكاني والزماني منذ خلق الله الكون وحتى يرث الله الارض ومن عليها وبالنسبة للإنسان فهي تمتد منذ خلق الله ادم عليه السلام والى ان تقوم الساعة.
  • اما بالنسبة للإفراد فهي لا تعدو عن تلك الفترة الزمنية التي تمتد من لحظة ميلاده الى لحظة وفاته .

ثانيًا/ أهميتها

فقد ذكر لفظ الدنيا في القران الكريم (١١٥)مره وهي على ثلاث مستويات.

  1. المستوى الاول جاء فيه ذم الدنيا مطلقا مما يفيد دونيتها وغرورها وزوالها الآيات قال تعالى {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَق}[البقرة:200] البقرة (٢٤) الجاثية (٤٥)الكهف(٢٦)محمد
  2. المستوى الثاني جاء فيه الموازنة بين الدنيا والأخرة مع ترجيح للثانية على الاولى الآيات قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيل}[التوبة:38] (١٥٢)ال عمران (٩٤،٧٤)النساء
  3. المستوى الثالث ذكرت الدنيا بذكر حسناتها وعيشها الآيات قال تعالى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[البقرة:148] (٧٧)القصص(٩٧)الانبياء(١٢٢،١٢١)النحل(١٠١)يوسف(٤٥)ال عمران (٩٨)يونس

ثالثًا: علاقة الدنيا بالعمران

  • تعريف العمران: فالعمران نقيض الخراب والعمران البشري في الشرع هو الاسكان في منطقة معينه لهدف معين يتطور مع الزمان الى اجتماع بشري يسوده الامن ويتوفر فيه اسباب العيش قال تعالى {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون}[إبراهيم:37] ومن عناصر العمران المستخرجة من الآية: 
    • الإقامة والاستقرار في مكان معين بغرض البقاء فترة زمنية طويلة.
    • تحديد المكان وموقعه، فالمكان قصد به الوادي غير ذي زرع عند البيت الحرام، وأما الموقع فقصد به أن يكون قريبا من التجمعات البشرية.
    • الهدف من الإسكان هو عبادة الله وإدارة الحياة في الأرض وبناء حضارة وفق منهج الله.
    • عناصر الحضارة (الإنسان + الأرض + الوقت = الحياة الدنيا = العمران)
      • وردت كلمة عمران في القران الكريم ب (٢٥) مرة أربع مرات متعلقة بعمران المساجد وبنائها وخدمتها قال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُون}[التوبة:17]+(١-٤)الطور
      • ووردت ثلاث مرات بمعنى الإقامة والاستقرار في الأرض وبناء المساكن وتشيد القصور والأخذ بأسباب الحضارة قال تعالى {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون}[الروم:9]
      • ووردت مرة واحدة بمعنى الحياة حين أقسم الله بحياة نبيه، قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون}[الحجر:72]
      • أما بقية المرات فجميعها إشارة إلى مرور الزمن في حياة الإنسان، قال تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاَء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُون}[الأنبياء:44]..)(٤٤)الانبياء(٩٦)البقره(١٦)يونس(١٨)الشعراء(١١)+(٣٧)فاطر (٧٠)النحل(٥)الحج(٦٨) يس
    • علاقة الدنيا بالعمران وتتمثل العلاقة فيما يلي:
      • أولا مبدأ الاستخلاص أساس العمران فغاية الإنسان من هذه الأرض هي عبادة الله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون}[الذاريات:56] ووظيفته أنه خليفة الله لإدارة الأرض وعمرانها قال تعالى (٣٠) البقرة، وقد وضح ابن خلدون وقام بـ (ربط حياة الأفراد وحياة المجتمعات وحياة الدول بالعمران البشري على هذه الارض وذلك بثلاثة أركان وهم كالتالي:
        • الركن الاول: هو تقوى الله وهو حياة للقلب بتزكية النفس من الأهواء والشهوات.
        • الركن الثاني: هو السعي في الرزق وفيه حياة المجتمع بالتعاون والتكافل والتكامل، لأن الإنسان لا يستطيع بمفرده أن يستجمع متطلبات المعيشة والأمن.
        • الركن الثالث: فهو العدل في الحكم وهو حياة الدولة بالعصبية واستجماع متطلبات السلطان.
      • ثانيا النهى عن الإفساد في الأرض: حيث أنه من صور العمران يتمثل في عمران الأرض بحياة الإنسان وعمران حياة الإنسان بالخير والعمل الصالح والارتقاء بأسباب الحياة ومقوماتها بإنجازات عمرانية مادية ومعنوية (٥٦) الاعراف (٢٠٥،٢٠٤) البقرة.

رابعًا/ واجب المؤمن هو عمارة الحياة الدنيا والآخرة

  • (١٠٤) الكهف قصة ذي القرنين.
  • أهم النتائج: تبين لنا أن فهم سياقات الدنيا في القران مرتبط بتحديد متعلق كل سياق بصنف من أصناف الناس حتى نتجنب الفهم القاصر والمشوه للدنيا فهي لم تذم لذاتها ولكن بحسب مواقف الإنسان منها.
  • إن منهج القرآن في التعامل مع الحياة الدنيا منهج يهدف إلى تصويب موقف الإنسان منها حتى تكون في نظرة للأخرة ومزرعة ووسيلة لها فلا يجعلها غاية ولا يستغنى عنها بالكلية.

خامسًا/ نظرتنا للحياة

  1. التناقض بين الحياة الدنيا والحياة الاخرة، وهم وليس حقيقة ولكن المنهج الإيماني للحياة لا تجعل الدين بديلا عن الدنيا ولا يجعل سعادة الآخرة بديلا عن سعادة الدنيا ولا يجعل طريق الآخرة غير طريق الدنيا، فالعمل والإنتاج والتنمية والتحسين في واقع الحياة الدنيا تمثل في التطور الإسلامي، والمنهج الإسلامي فريضة الخلافة في الأرض والإيمان والعبادة والصلاح والتقوى تمثل الارتباطات والضوابط والواقع والحوافز لتحقيق المنهج في حياة الناس.
  2. الهدف من وجود الإنسان في هذه الحياة هو أن الله تعالى جعل الإنسان خليفة في هذه الأرض ليقيم فيها ويعبده فيها ويتناسل ويعمر الأرض وفق منهاج الله.
  3. ثم سخر ما فيها له ليكون عونا له على عبادة الله، من المنكح والمشرب والمأكل.
  4. أنزل له منهجا.
    • يذكره بالهدف الذي وجد من أجله في هذه الأرض وهو عبادة الله.
    • يعرفه كيف يعبده ويقيم حياته بموجبه
  5. وفي هذه الحياة عرف الرسل والأنبياء، وفيها وجد المؤمنون والأولياء والاتقياء، وفيها ينال الشهداء الشهادة، وفيها العمل الذي يرتقي به المؤمنون المنازل في الجنة ويحدد مستقبل الجميع في الحياة البرزخية ويوم المحشر ودار القرار، قال تعالى {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين}[الزمر:74]
  6. فعندما يعرف الإنسان هدفه ويعرف المنهج الذي رسمه الله له ويستقيم عليه ويستخدم متع الحياة وفق المنهج الإلهي ويعتبرها معينات له على أداء دوره فتستقيم حياته في الدنيا والآخرة، قال تعالى {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار}[البقرة:201] قال عبدالله ابن عمرو ابن العاص (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا) رواه الحارث الهيثمي، وعندما يجهل هدفه والمنهج الذي يمشي عليه ويستخدم المتع في الدنيا كغاية وتشغله عن أداء دوره تضطرب الحياة ويخسر الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين}[الحج:11]+ 21 – 22 آل عمران
  7. وعندما يؤدي دوره الإصلاح يسعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين}[النحل:120]_ 122
  8. إن المال والبنون زينة الحياة الدنيا والمطلوب أن تجعل منهما باقيات صالحات، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}[الكهف:46]
  9. أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو بإصلاح الدنيا والآخرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شرٍّ) صحح مسلم.
  10. متعة المسلم في الدنيا يؤجر عليها قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( وفي بضع أحدكم صدقه) قالوا يا رسول الله  أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) رواه مسلم
  11. الجمع بين أعمال الدنيا وأعمال الأخرة قال الرسول عليه الصلاة والسلام (حُبِّبَ إليَّ من دُنْياكمُ النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ)، رواه احمد والنسائي وغيرهما وهو صحيح
  12. أن الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة خاصة بالمؤمنين، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}[النحل:97]+(١١،١٠) نوح+(٣٦) الشورى.

سادسًا/ التكامل بين الدنيا والآخرة

تقوم على المحاور الأتية:

  1. المحور الاول : التلازم بين الدنيا والآخرة فلا أخرة بلا دنيا ولا دنيا بلا أخرة، قال تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}[الإنسان:1]
  2. المحور الثاني : إن الآخرة هي الأبقى والاكثر استمرارا، ولكن المصير في الأخرة يتوقف على عمل الدنيا ولذلك تعتبر الدنيا مزرعة الاخرة.
  3. المحور الثالث : هو أن مصير الإنسان في الأخرة يتحدد حسابه عن أفعاله في الدنيا، ولذلك لابد أن يكون الحساب عادلا، وأهم ركائز العدل في الحساب ركيزتان هما العقل والحرية فلا مسؤولية على غير العاقل ولا مسؤولية على غير الحر.
  4. المحور الرابع :هو التوازن بين الدنيا والآخرة فلا يندمج في الدنيا وينسى الأخرة، ولا ينصرف تماما عن الدنيا إلى الأخرة، فالطريق الوسط هي التوازن الإيجابي
  5. المحور الخامس : إن الإنسان في الدنيا أعطي فرصة لاختياره، وأن هذه الفرصة توجب عليه أن يحاسب نفسه عن عمره فيما أفناه وعن ماله فيما أنفقه….

سابعاً/ عمل الدنيا لا ينافي عمل الآخرة

حكم الإسلام في العمل الدينوي: قال تعالى{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين}[القصص:77]

  • فقد أمر الرسول عليه الصلاة والسلام سلمان عندما قال لأخية أبى الدرداء بقوله (فإن لربك عليك حق ولنفسك عليك حق ولأهلك عليك حق ولزوجك عليك حق فأت كل ذي حق حقه)رواه البخاري.
  • وقال الرسول عليه الصلاة والسلام في الخارج من بيته للعمل: (إنْ كان خرج يسعى على ولدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيلِ الشيطانِ) صحيح الجامع .
  • وقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما من مسلمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أو يَزْرَعُ زَرْعًا فيَأْكُلُ منه طيرٌ ولا إنسانٌ إلا كان له به صدقةً) أخرجه البحاري ومسلم
  • حتى في موسم الحج أباح الإسلام التجارة فيه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت أسواق الجاهلية عُكَاظ ومِجَنَّة وذو المَجَاز، فلما جاء الإسلام تركوا التجارة فيها احترازًا عن الإثم، فأنزل الله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} فأباح الله لهم أن يتاجروا فيها ورفع عليهم الحرج، وقرأ ابن عباس هذه اللفظة: (وهي في مواسم الحج) في جملة القرآن زائدة على ما هو المشهور، وتسمى القراءة التفسيرية، فيظنها السامع من الآية وهي تفسير، والله أعلم. وأول هذه الأسواق الثلاثة عكاظ؛ لأنها كانت تقام في أول ذي القعدة إلى اليوم العشرين، في الطائف، ثم مجنة، من اليوم العشرين إلى آخر الشهر، في الجموم بمكة، ثم ذو المجاز العشر الأوائل من ذي الحجة إلى الثامن، وهي شرق مكة)

تاسعًا/ الامتزاج بين الدنيا والآخرة في حياة الصحابة

  1. الزراعة وطلب العلم عن ابن عباس قال (عن عمر قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته، فضرب بابي ضربا شديدا، فقال: أثم هو؟ ففزعت، فخرجت إليه فقال: قد حدث أمر عظيم، قال: فدخلت على حفصة، فإذا هي تبكي، فقلت: طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لا أدري. ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم: أطلقت نساءك؟ قال:” لا.” فقلت: الله أكبر.)رواه البخاري.
    • وانس كان له بستان يحمل في السنه الفاكهة مرتين وكان فيها ريحان كان يحي منه ريح المسك، قُلْتُ لأبي العاليَةِ: سمِع أنَسٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟! قال: خَدَمَه عَشْرَ سِنينَ، ودعا له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان له بُستانٌ يحمِلُ في السَّنَةِ الفاكهةَ مرَّتَيْنِ، وكان فيها ريحانٌ يجِدُ منه رِيحَ المِسْكِ. صحيح الترمذي
    • وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (يعجَبُ ربُّكَ من راعي غنمٍ ، في رأسِ شظيَّةِ الجبلِ يؤذِّنُ بالصَّلاةِ ويصلِّي فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّنُ ويقيمُ الصَّلاةَ يخافُ منِّي قد غَفرتُ لعَبدي ، وأدخلتُهُ الجنَّةَ ) رواه النسائي، وقال تعالى(١٦٤) البقرة، قال تعالى {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [البقرة:275] (١٢) فاطر (١٠) الجمعة.
    • (وسئل الرسول عليه الصلاة والسلام عن أفضل الكسب فقال بيع مبرور وعمل الرجل بيده) رواه أحمد، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم بارك لأمتى في بكورها) رواه الترمذي.
  2. إخراج حق الله من المال، قال تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون}[البقرة:245]، وقصة الصحابي الذي وكل الله له ملكا يسقى له حديقته لأنه كان يقسم ثمارها ثلاثة أقسام، قسم في سبيل الله وقسم ينفقه على أهله وقسم بذور الحديقة مستقبلا
  3. الالتزام بالأحكام الشرعية في الكسب والإنفاق.
  4. الآيات القرآنية المتعلقة بسوء إدارة الحياة الدنيا من قبل الانسان، قال تعالى {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}[الحديد:20] (٢٤)يونس(٦٤)العنكبوت(٧٩)القصص(٨١)القصص(٣٠،٢٩)(٢١٢)البقره(١٨٥)ال عمران(٤٥)+(١٠٤،١٠٣)الكهف (٦٧)الانفال(٣٩،٣٨)التوبة(١٧،١٦)الاعلى(٣٥،٣٣)الزخرف (٣٩)غافر (٩٦)(٢٠٠)البقرة(٩٦)النحل (٢٦)الرحمن (٨٨)القصص(٢٣)الفرقان(٧٢)طه(٣٣،٢٤)لقمان (٧٠)+(١٣٠)الانعام(٢٠)الشورى(٧٤)النساء(٥)فاطر.
  5. الآيات القرآنية المتعلقة بحسب إدارة الحياة الدنيا وتكاملها مع الحياة الآخرة وتصحح فهم الناس للدنيا والاخرة،(٨٠،٧٧)القصص(١٥،١٤)ال عمران (٤٦)الكهف(١٠٩)يوسف(٣٠)+(٩٧)+(١٢٢،١٢٠)النحل (٢٠٢،٢٠١)البقرة(١٣٤)النساء(١١٢،١١١)التوبة(١٤٨،١٤٦)أل عمران (٢٠)الشورى.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى