وقفات تأمل مع ليلة القدر
الوقفة الأولى مع ليلة القدر
ذكرت ليلة القدر في القرآن والسنة بهذه المواضع:
- في سورة القدر كاملة
- في سورة الدخان الإجمالي (٩) آيات
- وفي السنة ذكرت ليلة القدر في (١٩) موضعا منها الحديث الآتي :
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري مسلم
الوقفة الثانية في ليلة القدر
１- معنى القدر
اللغة فإن القدر في اللغة اسم مصدر من قدر الشيء يقدره تقديراً وقيل هو مصدر من قدر يقدر قدراً عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور وقيل هو كون الشيء مساويا لغيره من غير زيادة ولا نقصان وقدر الله هذا الأمر بقدره قدراً إذ جعله مقدارا ما تدعوا إليه الحكمة .
أما في الشرع : فهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور
الوقفة الثالثة في ليلة القدر
مع أسباب التسمية: لقد ذكر العلماء عدة أسباب لتسمية ليلة القدر
- أولاً: سميت ليلة القدر لأن القدر الشرف
- ثانياً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة
- ثالثاً: القدر بمعنى التعظيم
- رابعاً: القدر التضييق أي أن الأرض تضيق بالملائكة أو التضييق إخفائها عن العلم
الوقفة الرابعة في ليلة القدر
إن الله عندما أراد أن يضع العرب في مكانة متميزة أنزل لها كتابا وأرسل منها رسولاً وحدد لها دين الإسلام ليكون دينا للبشرية كلها .
الوقفة الخامسة لليلة القدر
كيف نستقبل ليلة القدر نستقبلها على النحو التالي:
- أن نحرص أن نكون من المكرمين فيها وليس من المتفرجين فقط
موقف المسلمين من ليلة القدر على ثلاثة أصناف:
- الصنف الأول: الغافلون عنها وعن القرآن الذي أنزل فيها فهؤلاء محرومون من التكريم
- الصنف الثاني: الذين يغفلون عن القرآن حفظاً وتلاوة وتدبراً وعملاً طوال العام فاذا جاء رمضان ينتبهون للقران ويركزون على الكم في التلاوة ولا يهتمون بالتدبر والعمل فهؤلاء يمنحون نصيباً من التكريم
- الصنف الثالث: وهم الذين يحسنون التعامل مع القرآن حفظاً وتلاوةً وتدبراً وعملاً طوال العام فاذا جاء رمضان وجاءت ليلة القدر واصلوا احسان تعملهم بالقران فهؤلاء هم المكرمون في ليلة القدر تكريما كاملا
الوقفة السادسة مع المناسبة
مناسبة هذه الليلة أنه نزل فيها القرآن الكريم إما جملة إلى بيت العزة في سماء الدنيا وإما بداية نزوله في هذه الليلة، قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (٣) الدخان
في هذه الليلة في العام الأول للبعثة كانت بداية إنزال الكتاب وتحديد الرسول الذي انزل عليه هذا الكتاب وتحديد الدين الذي وضع اسسه إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام قبل 2400 سنوات قال تعالى (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا أنك انت التواب الرحيم) (128) البقرة
إن الله عظم هذه الليلة وضاعف فيها ثواب الأعمال بمناسبة أن القرآن نزل فيها، وإذا كانت ليلة القدر قد ضاعف الله فيها ثواب الأعمال خير من (ألف شهر) فكيف بالمظروف وهو القرآن، فلا بد من أن نحسن التعامل مع القرآن حفظاً وتلاوةً وتدبراً وعملاً فإن لما لهذه الأمور من عظم الأجر وجزيل الثواب
- فأما الحفظ: فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرؤه وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران) متفق عليه
- وأما التلاوة: قال تعالى (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقهم الله سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) (29) فاطر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قرأ القرآن حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) صحيح الجامع، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) رواه مسلم
- وأما تدبره قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)(29) ص
- و أما العمل به فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قرأ القرآن وعمل بما فيه البس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا) رواه أبو داود
