2025-08-03 3:28 ص
إدارة الموقع
2025-08-03 3:28 ص
تفسير سورة آل عمران

سورة آل عمران (الدرس السادس عشر)

محاولة أهل الكتاب إضلال المسلمين والتلاعب بالدين والعصبية الدينية

تفسير سورة آل عمران الدرس السادس عشر من الآية (69 إلى 74) والتي بُين فيها محاولات أهل الكتاب التشكيك بدين الله الأسلام وعملهم على أشعال التعصب الديني .

التفسير والبيان لآيات الدرس السادس عشر سورة آل عمران

  1. (69) (وَدَّت) أحبت ورغبت (طَّآئِفَةٌ) جماعة وهم الأحبار والرؤساء (يُضِلُّونَكُمْ) يوقعونكم في الضلال بالرجوع عن دين الإسلام والمخالفة له والضلال: نوع من الهلاك (وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ) لأن أثم ضلالهم عليهم والمؤمنون لا يطيعونهم فيه. 
  2. (70) (بِآيَاتِ اللّهِ) متااا يدل على صدق نبوته (ص) وهو القرآن المشتمل على بعثته عليه الصلاة والسلام.
  3. (71) (لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّل بِالْبَاطِلِ) تخلطونه به بتحريفكم التوراة والإنجيل أو بأظهار تكذيبه مع علمكم بصدقه (ص) من اللبس وهو الخلط يقال لبس عليه الأمر يلبسه فالتبس إذا خلطه عليه حتى لا يعرف جهته وأمر مُلبس وملتبس أي مشتبه.
  4. (72) (آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ) مكيدة تدبرها اليهود ليلبسوا على الضعفاء من المسلمين أمر دينهم فتشاروا بينهم أن يظهروا الإسلام أول النهار فإذا جاء آخره اظهروا الكفر ليقول الجهال إنما ردهم إلى دينهم إطّلاعهم على نقيصة وعيب في دين الإسلام وهم أهل كتاب فيرتدون عن الإسلام مثلهم فأطلع الله نبيه بهذه الآية على ما يدبروا بينهم.
  5. (73) (وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ) هذا ما يحكيه القرآن الكريم من أقوال اليهود يقول بعضهم لبعض لا تصدقوا إلا نبيا يقرر شرائع التوراة فأما من جاء بما يخالفها كمحمد فلا تصدقوه واللام زائدة كما في قوله تعالى {قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُون}[النمل:72] أي ردفكم (إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ) أي قل جواباً لهم إن الدين دين الله فكما رضيه دينا فهو الدين الذي يجب اتباعه وقد رضي الإسلام دينا ناسخا لبعض شرائع التوراة فيجب اتباعه. (أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ) أي وقل لهم لأن أي من أجل أن يؤتى أحد شريعة مثلما أوتيتم ولم يتصل به من الغلبة بالحجة يوم القيامة دبرتم ما دربتم لا جرم أنه لم يدعوكم إلى ذلك إلا الحسد فحذف الجواب اختصارا وهو كثير في اللغة العربية.

الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(لبس) وردت على (5) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الخلط قال تعالى (يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ) (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى التصاق الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل قال تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الستر قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا) (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) (قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى الزينة بالثياب قال تعالى (يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِين).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى العمل الصالح قال تعالى (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ).

 اسباب نزول آيات الدرس السادس عشر سورة آل عمران

  • سبب نزول الآية (72) (وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) روى ابن اسحاق عن ابن عباس (ض) قال: قال عبد الله بن الصيف وعدي ابن زيد والحارث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع فيرجعوا عن دينهم فأنزل الله الآية.

وقفات مع آيات الدرس السادس عشر سورة آل عمران

  1. الوقفة الأولى: ذكر الله في الآيات السابقة موقف أهل الكتاب وهو الإعراض عن الحق وذكر هنا موقف آخر وهو شدة حرصهم على إضلال المؤمنين.
  2. الوقفة الثانية: إن التآمر على المسلمين من قبل أهل الكتاب (اليهود والنصارى) ومن تبعهم في أعمالهم وهذا دأبهم قديما وحديثا لا يتوقف ولا ينفع معه إلا الجهاد بجميع أنواعه.
  3. الوقفة الثالثة: إن مظاهر التآمر الذي تبناه أهل الكتاب قديما وحديثا يتمثل فيما يلي:
    1. التدليس والخداع في اظهار اناس إيمانهم فتره ما للتضليل والتشكيك ثم العودة الى الكفر مرة أخرى.
    2. تحريف المفاهيم الإسلامية من خلال الإندساس في بعض الفرق المنحرفة.
    3. الدس في السنة والسيرة النبوية.
    4. تشويه التاريخ وفي تاريخ الرجال.
    5. من خلال افساد أخلاق المسلمين.
    6. كذلك دسوا في التفسير (الإسرائيليات).
    7. تمزيق صف المسلمين من خلال الأحزاب العلمانية.
  4. الوقفة الرابعة: إن هدف اليهود: هو اعاقة انتشار الإسلام وظهوره وسيادة المسلمين وفي سبيل ذلك يتخذون طرقا متعددة منها: إضافة إلى ما سبق 1- دس العملاء في انحاء العالم الإسلامي في صورة اساتذة جامعات وفلاسفة وباحثين وكتاب وشعراء وفنانين وصحفيين يحملون اسماء المسلمين لأنهم انحدروا من سلالة مسلمة ولكنهم يحاربون الإسلام باسمه وبذلك يحققون أهداف اليهود ويقومون بأدوارهم.
  5. الوقفة الخامسة: إن الله يوجه رسوله (ص) أن يعلن أن الهدى وحده هدى الله وأن من لا يفيء إليه لن يجد الهدى أبدا في أي منهج ولا في أي طريق.
  6. الوقفة السادسة: إن حقد وحسد اليهود عل المسلمين يدفعهم للخوف من أن يطّلع المسلمون على الحقيقة التي يعرفها أهل الكتاب ثم ينكرونها عن هذا الدين مما قد يتخذه المسلمون حجة عليهم عند الله وكأن الله سبحانه لا يأخذهم بحجة إلا حجة القول المسموع وكأنهم بهذا يحتكرون فضل الله.
  7. الوقفة السابعة: إن الله يرد على اليهود بأن فضل الله ورحمته لا يستطيع أن يحتكرها بشر وأن الله يمنح فضله لمن يشاء من عبادة ومن فضل الله أنه اختار الأمة العربية لتكون حاملة خاتمة الرسالات رغم كيد اليهود.

الدعوة إلى توحيد الله وعبادته

الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: وجوب كشف مخططات الأعداء من اليهود والنصارى وغيرهم ضد الإسلام والمسلمين.
  2. الحكم الثاني: وجوب مواجهة الذين يكيدون للإسلام والمسلمين بنفس الطرق والاساليب التي يكيدون بها ما لم تكن حراما.
  3. الحكم الثالث: وجوب نشر الهدى الذي خص هذه الأمة به لتكون بذلك قد أدينا الأمانة التي حملنا الله إياها.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى