2025-06-16 10:36 م
إدارة الموقع
2025-06-16 10:36 م
تفسير سورة آل عمران

سورة آل عمران (الدرس الثالث)

عاقبة المغرورين بالمال والولد ومثال ذلك

في هذا الدرس من سورة آل عمران تحدثت الأيآت عن عاقبة المغرورين بالمال والولد ومثال ذلك وهذه شرح الآيات بالتفصيل

التفسير والبيان الدرس الثالث سورة آل عمران

  1. (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) حال هؤلاء بالكفار واستحقاق العذاب كحال فرعون والذين من قبلهم من الأمم وأصل الدأب الدوام يقال دأب على كذا إذا داوم عليه وجّد فيه وتعب ثم غلب الاستعمال في الحال والشأن والعادة.
  2. (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ) قل لليهود الذين دعوتهم إلى الإسلام فتمردوا عليك بنقض العهد وممالات قريش عليك بعد غزوة أحد وقالوا لسنا أمثال قريش في الضعف وقلة المعرفة بالقتال بل نحن أولو قوة ومعرفة به فرد عليهم انكم ستغلبون في القتال كما غلب المشركون في بدر.
  3. (وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَاد) ما مهدتموه لأنفسكم في الآخرة والمهاد الموضع الذي يوطأ للصبي وتمهد له وجمعه مهد.
  4. (فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا) جماعتين التقتا في القتال يوم بدر جماعة المسلمين وجماعة المشركين وأصل الفئة من الفيء وهو الرجوع وسميت الجماعة فئة لأنه يرجع إليها في وقت الشدة وجمعها فئات وفئون.
  5. (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) يرى الكفار المسلمين مثليهم أي مثلي الكفار في العدد وذلك عند الالتحام في ساحة القتال لتضعف قلوبهم فينهزمون فيتمكن منهم المسلمون قتلاً أو اسراً وما تقليلهم في أعين الكفار في قوله تعالى (وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ) فهو قبل ذلك ليطمعوا في المسلمين فيقدمون لهم بإرادة مستهترة فيفاجئون بغير ذلك.
  6. (وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء) يقوي بنصره ولو بدون الأسباب العادية ومنه ذا الأيد القوية.
  7. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً) لفظة من العبور وهو التجاوز من حال إلى حال ومنه عبر الوادي قطعة من عبرة إلى عبرة أي من طرفه إلى شاطئه عبرة لأن المتعظ يعبر به من الجهل إلى العلم ومن الهلاك إلى النجاة.

حكم المتشابه في القرآن الكريم

الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(غلب) وردت على (3) أوجه.

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الهزيمة قال تعالى {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَاد}[آل عمران:12]
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الظهور قال تعالى (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا)
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى القهر قال تعالى (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون}[الصافات:173]

 أسباب النزول

سبب نزول الآيتين (12-13) (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ) ورى أبو داؤود في سننه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس (ض) أن رسول الله (ص) لما أصاب من أهل بدر ما أصاب ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال يا معشر يهود اسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريش فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفراً من قريش كانوا لا يعرفون القتال إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أننا نحن الناس وأنك لم تلتق مثلنا فأنزل الله (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ….)

 وقفات مع آيات الدرس الثالث سورة آل عمران

  1. الوقفة الأولى: أرشدت الآيات إلى مبادئ ثلاثة.
    1. المبدأ الأول: تأكيد وقوع العذاب للكفار في نار جهنم دون أن تدفع عنهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئا.
    2. المبدأ الثاني: الشأن والعادة المقررة توجيه المؤاخذة وايقاع العقاب الشديد بسبب الذنوب والتكذيب بآيات الله المتلوة.
    3. المبدأ الثالث: النصر منوط بإرادة الله على وفق الحكمة الألوهية والمكافئة للمؤمنين وليست موازين النصر بالكثرة العددية أو بالتفوق بالعتاد وإنما بمقدار الإيمان والثقة بالله بعد اتخاذ الأسباب.
  2. الوقفة الثانية: عند قوله تعالى (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) يحتمل تفسيرين فأما أن يكون ضمير (يرون) راجعاً إلى الكفار على كثرتهم كانوا يرون المسلمين الغالبين مثليهم وكان هذا من تدبير الله حيث خيل للمشركين أن المسلمين كثرة وهم قلة فتزلزلت قلوبهم وأقدامهم، وإما أن يكون العكس ويكون المعنى أن المسلمين كانوا يرون المشركين (مثليهم) هم في حين أن المشركين كانوا ثلاثة أمثالهم ومع هذا ثبتوا وانتصروا، وقال ابن عباس (ض) عندما سئل كيف نجمع بين قوله تعالى في سورة الأنفال (وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ) وبين قوله تعالى في سورة آل عمران (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) فأجاب بقوله إن الله يقلل المسلمين في أعين الكفار قبل بدأ القتال ليقدموا عليه وهم مستهترين وعندما التحم الجيشان كثر المسلمين في نظر الكافرين لتنهار معنوياتهم فتضعف الروح المعنوية لديهم فيكون ذلك سببا للهزيمة لديهم.
  3. الوقفة الثالثة: إن وعد الله بهزيمة الذين يكفرون ويكذبون وينحرفون عن منهج الله قائم في كل لحظة ووعد الله بنصر الفئة المؤمنة ولو قل عددهم قائم كذلك في كل لحظه.
  4. الوقفة الرابعة : إن توقف النصر على تأييد الله الذي يعطيه من يشاء حقيقة قائمة لم تنسخ وسنة ماضية لا تتوقف.
  5. الوقفة الخامسة: إن على الفئة المؤمنة أن تطمئن إلى وعد الله بالنصر وتثق به وتأخذ للأمر عدته التي في طرقها كاملة وتصير حتى يأذن الله ولا تستعجل ولا تقنط إذا طال عليهم الأمر المغيب في علم الله المدبر بحكمته المؤجل لموعده الذي يحقق هذه الحكمة.
  6. الوقفة السادسة: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار) لابد من بصر ينظر وبصيرة تتدبر لنبرز العبرة وتعيها القلوب وإلا فإن العبرة حاظرة في كل لحظة من ليل ونهار.

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى