ما هي ناقة الله وسقياها “قصة ملخصة”

ناقة الله صالح من أنثى الإبل، أرسلها الله عز وجل من أجل نبيه “صالح عليه السلام” لأجل “إثبات نبوته”، وقد شرّفها الله عزّوجل في آياته المحكمات، كما أنها المعجزة التي أنزلها الله عزّ وجل عند دعوة قوم ثمود للهداية والدين الحق وهي من المعجزات الإلهية، ليقوم نبي الله بالنهي عن عبادة الأوثان، فسيدنا صالح كان على علم أن عبادة الأوثان متأصلة في نفوس الآباء والأجداد وكان يعلم بفساد زعماء القبيلة ومفسدون ويبطشون ومن الأهمية بمكان معرفة حقيقة السؤال الآتي:
هل خرجت ناقة صالح من الصخرة؟
ذهب أفراد القبيلة إلى صخرة كبيرة تدعى “الصخرة المقدسة” التي يعبدونها ويقومون بمحاكاتها لطلب الرزق والتبرك بها كما كانوا يقدمون القرابين، هنا حزن صالح عليه السلام من أجلهم، وبدء في الحديث معهم عن الله وعبادته وأن الرزق بيد الله ولكنهم أنكروا عليه كلامه ودعوته رغم أنهم يعلمون جيدا اتصافه بالحكمة واستهجنوا عليه أمره وادعوه بالجنون والشك والريبة وهنا جاء دور إثبات النبوة لهم.
كيف أخرج الله ناقة صالح
عندما طالبوه بإخراج ناقة عشراء من الصخرة، على أن يؤمنوا برسالته .كيف يمكن لجبل أن يتمخض منه الناقة ؟ إلا أنه مع بزوغ الفجر وبدأ صالح عليه السلام بتمتمة الكلمات والأدعية مع الخشوع والتضرع والاستكانه أمام قومه وهم ينظرون إليه بتشكك.
حتى أن سيدنا صالح عليه السلام دمعت عيناه وهو يطلب آياته من ربه لعل قومه يهتدون، هنا تشققت الصخور بصوت مهيب ومدو على الأركان وتساقط معها بعض الصخور ومن بين الغبار في الهواء ظهرت تلك الناقة العشراء جميلة الحس والشكل وشكر سيدنا صالح ربه على قدرته العظيمة رب كل شيء.
كيف ظهرت قدرة الله مع أهل ثمود
عندما رأى قوم سيدنا صالح ما حدث بأم عينهم، طأطأوا الرأس لله وسجدوا، فهي آية عظيمة، أثبتت حق الله هنا تأكد التوحيد مقابلة تلك الوثنية.
الفصيل الصغير
بعد ثلاثة أيام، أنجبت الناقة فصيلا صغيرا رعته في وداعه وكان يرافق أمه دائما، وكلما مر عليها أحد القوم قالوا “هذه ناقة صالح” وما كان من سيدنا صالح أن دنا منهم وأخبرهم برفق أنها “ناقة الله”، وآية السماء لا تمس بسوء وإلا حلت عليكم اللعنة عاشت الناقة على العشب في الوادي وترتوي من الماء، وكانت تهبهم لبنا لكل الناس طيبا مباركا.
انقسام قوم ثمود
ظهرت جبهتين جبهة الإيمان وجبهة الأوثان، حتى أنه كل يوم يمر كانو يؤذون المسلمين بسخرية من إيمانهم حتى أن الكافرين كانو يقوموا بإعلان كفرهم عنوة وتبطروا بثرائهم وتصوروا أنهم بذات القوة، وكان فيهم من الرجال من هم قساة القلوب دون رحمة لا يعرفون شيئا دون مصلحة وأحسوا بخطر صالح عليهم فحقدوا عليه وعلى الناقة لأنها رمز النبوة وتصديق الرسالة.
المؤامرة
اجتمع الرجال القساة في يوم ما ويأكلون الطعام بشكل شرهه حتى امتلأت البطون، ثم راحوا يشربون الخمور ويسكرون ويمكرون الناقة، لانهم اعتقدوا أن التخلص مها تخلص من نبوة صالح.
الجريمة
لمعت الفكرة في عيونهم وهنا خرج أحدهم لاستدعاء “قيدار الشقى” وكان الوقت بعد منتصف الليل وجاء قيدار ساكرا ،حاقدا على الناقة فهو من المخلوقات الشقية وأغروه مالا على أن يذهب فجرا والناقة تشرب ماءها وتلاعب فصيلها، وبعد أن قام بطعنها بالسيف جاء هؤلاء القساة التسعه وطعنوها بالخناجر.
براءة الفصيل ومجرمي قبيلة ثمود
لم يكتف المجرمون بما فعلوه بل قام الوثنيون بتخطف لحمها كالذئاب الوحشية في مكان عقر ناقة النبي صالح، وحاول بشتى الطرق الوصول للفصيل الذي بات يهرب منهم يتسلق الصخور، حتى لجأ إلى قمة جبل ورأى أمه “مهلهلة اللحم” مقطعة بين أيديهم، فرغا العينان وقتلوه بالسكاكين الحادة، وعندما شاهد سيدنا صالح ما حدث وقومه، أبلغهم أن يتمتعوا في دارهم ثلاثة أيام قبل العذاب فقد كفروا بآيات الله.
متى كان يوم العذاب الأكبر
اراد القوم الكافرين قتل صالح وقومه بعد أن يستضعفوهم، وقبل أن يقوموا بتنفيذ جريمتهم تجمعت الغيوم وغرقت الوديان في الظلمة وانقضت الصاعقة السماوية لتدمير قوم ثمود واستيقظوا بصيحة مدوية بالصواعق المدمرة وتهاوت القصور وامتلأت الوديان، ونجا سيدنا صالح عليه السلام وقومه واصبح الكافرون في دارهم جاثمين ففي قصة ناقة صالح دلالة وعبرة لمن أراد أن يتعظ.
آثار قبيلة ثمود
في التاسعه من الهجرة كان الجيش الإسلامي بقيادة سيدنا محمد زاحفا إلى تبوك لمقاتلة الرومان وكان ذلك شمال شبه الجزيرة، ولأنها رحلة شاقة شعر جنود الإسلام بالتعب وتوقف الجنود في “وادي القرى قرب تبوك” .
وكانت منطقة قريبة من الجبال والخرائب التي سكنها ثمود، نهى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن الشرب من هذه الآبار وقد حذر نبي الله صلى الله عليه وسلم جنوده بعدما تساءل البعض عن تلك الآثار فهي وجدت لعبرة من مصير تلك القبيلة وما حدث لها نتاج أعمالهم وأصبحت أثرا لمن يعتبر.
قصة صالح نبي ثمود عليه السلام
يقال ثمود لاسم جدهم “ثمود أخي جديس” وهما بن عامر بن أرم بن سام بن نوح، وكانوا من العاربة أي عرب، أصحاب الحجر لأنهم سكنوا الحجر بين الحجاز وتبوك.
ذكر المفسرون أن صالح رسول الله دعا قومه ثمود ووعظهم إلى الله وحذرهم وعندما طلبوا مطلبهم عن “الناقة العشراء”، أخذ منهم العهد والميثاق وأقام الصلاة ودعا ربه بما طلبوا وآمن منهم الكثير.
هو جندع ين عمر بن محلاه، وكان من رؤسائهم بقية الأشراف منهم، فقد كان إرسال الناقة اختبار لهم من الله عزّ وجل ليؤمنوا ام يكفروا حتى يأتيهم نتاج عملهم.
قيل في هذا الأمر عن ”بن جرير” وغيره من المفسرون ،أن هناك امرأتين من قبيلة ثمود إحداهما “صدوق ابنة المحيا بن زهير” ذات حسب ومال وتركت رجُلها ودعت “مصرع بن مهرج” وهو بن عم لها، وعرضت عليه نفسها أن عقر الناقة، كما قيل أن هناك “عنيزة بنت غنيم بن مجلس” ويقال عنها “أم عثمان ” وهي عجوز كافرة لها من البنات أربع ، قامت بعرضهم، على شابان لعقر الناقة.
وقيل في كتاب البداية والنهاية 1/155، أن عقر الناقة كان كفر ٌبالغ منهم وخالفوا أمر الله وأنهم استعجلوا وقوع العذاب وأخذوا ما استحقوا لأنهم كذبوا الرسول ومعجزته على النبوة وهذا ما حملهم الكفر والضلال استبعاد للحق، وهنا جاءهم العذاب.
أصبحت البيوت خاوية كما ذكر في سورة النمل الآيات 30 إلى 53، خاصة النفر الذين اتفقوا على قتل صالح أرسل عليهم حجارة رضختهم
ماهي الثلاث أيام المتاع
- اليوم الأول هو يوم الخميس وأصبح لهم من الوجوه المصفرة.
- اليوم الثاني وهو يوم الجمعة وكانت وجوههم محمرة.
- اليوم الثالث وهو من أيام المتاع وهو يوم السبت وهو يوم الوجوه المسودة.
تفسير الرازي
قال الرازي في تفسير عن بن عباس أن الله أراد أن يمهلهم في الثلاثة أيام رغبة في الإيمان، وجاءتهم الصيحة صبيحة يوم الأحد قعدوا ينتظرون في مجلسهم ينتظرون ما يحل عليهم من العذاب والنقمة، وهم لا يعلمون من أي جهة سيأتيهم العذاب.
هنا أشرقت شمس الأحد وجاءتهم الصيحة من السماء من فوقهم وأسفلهم “رجفة شديدة” فأزهقت النفوس والأرواح وخشعت الأصوات وتتحقق الحقائق وأصبح كل منهم جاثمين.
ما حدث للجارية المقعدة
لم يبق منهم إلا جارية مقعدة واسمها “كلبه ابنة السلق” يقال لها الذريعة، وهي شديدة الكفر لصالح عليه السلام، رأت العذاب بعينيها فأطلقت رجلاها تسعى سريعة الحركة فأتت أناس من العرب أخبرتهم بما حدث وما حل بالقوم وطلبت منهم ماءا وشربته وماتت.
تلك الناقة كانت تشرب الماء كله يوما وتدر لبنا اليوم الآخر للقوم، ولكن تم عقرها وفاضت إلى الله.