دروب القيم والأخلاقالأخلاق
الإخلاص من أمهات الأخلاق

الإخلاص هو فضيلة من الفضائل وخلق من الأخلاق الحسنة الحميدة، والتي يعبر فيها الشخص بالقول والفعل عن آرائه ومشاعره ومعتقداته ورغباته دون رياء أو نفاق أو مواربة. ويرتبط الإخلاص بالصدق، إذ أنه يعبر عن مدى تطابق القول مع الفعل.
أولاً: تعريف الإخلاص
- في اللغة: صفا وزال عنه شوائبه
- وفي الإصطلاح: هو إفراد الحق سبحانه وتعالى بالقصد في الطاعة، وهو ضد الرياء والشرك لأن كلمة الإخلاص هي (لا إله الا الله ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ» قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً؟) رواه أحمد وهو في صحيح الترغيب والترهيب
ثانياً: أهداف الموضوع
- أن يعرف المسلم أهمية الإخلاص في قبول العمل عند الله
- أن يجاهد العبد نفسه لتحقيق الاخلاص في عمله وجهاده لله تعالى
- أن يعرف العبد حكم العمل الذي يخالطه الرياء (باطل)
- أن يتقي العبد أسباب مبطلات العمل
- أن يعرف العبد ثمرات الإخلاص في الدنيا والأخرة
ثالثاً: عناصر الموضوع
- ثمرات الإخلاص
- أهمية الإخلاص
- النية وأثرها في الأعمال
- صفات المخلصين
- صور من المخلصين
- أحكام لأعمال لها علاقة بالإخلاص
- السبيل إلى الإخلاص
ثمرات الإخلاص
- قبول العمل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً ويبتغي به وجه الله) مخرج من صحيح الترغيب والترهيب رواه النسائي
- النصر والتمكين، قال تعالى (ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلى ما أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) ال عمران 179
- نقاء القلب من الحقد والغل والخيانة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم) رواه الترميذي وصححه الألباني
- مغفرة الذنوب، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها)
- قلب المباحات إلى طاعات، قال رسول الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقه، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر، قال أرئيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك لو وضعها في حلال كان له أجر) رواه مسلم
أهمية الإخلاص وتتمثل بالاتي :
- الإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، قال تعالى ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) الملك 2
- الإخلاص هو السبب الحقيقي لقبول أعمال العبادات الشعائرية: الصلاة ،الصوم ،الزكاة ،الحج ،تلاوة القران ، الذكر ، الدعاء
- وهو الذي يحول الأعمال الوظيفية إلى عبادة، وهي المشاركة في بناء الحياة قال تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء 134
- وهو الذي يجعل متع الحياة معينات لنا لأداء دورنا في هذه الحياة، وهي عبادة الله سبحانه قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات
- الإخلاص حصن المؤمن من نزغات الشيطان، قال تعالى (إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) الحجر الآية 40
النية و أثرها في الأعمال
- النية هي قصد الشيء والعزيمة على فعله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وإخلاص الدين هو النية)
- إن الطاعات مرتبطة بالنية الخالصة لله تعالى
- تنفيس الكروب و إجابة الدعاء حديث أصحاب الغار …. في الصحيحين
- الظفر بالحكمة ونفاذ البصيرة، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29))الأنفال
- إدراك الأجر وإن عجز عن العمل، قال تعالى (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92))التوبة 92
- إدراك الأجر وإن أخطاء في الاجتهاد ولم يصل إلى المراد، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لك ما نويت يا يزيد ولك ما أخذت يا معن) رواه البخاري قال للرجل الذي تصدق وجاءت لولده
- النجاة من الفتن، قال تعالى عن نية يوسف عليه السلام (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24))يوسف
- الفوز بالنعيم المقيم في جنات النعيم قال تعالى (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) ) الصافات
- الإظلال في ظل الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله …. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقته يمينه …..)
صفات المخلصين
- يريدون وجه الله، قال تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)) الكهف
- عمل السر أحب إليهم من عمل العلن
- باطنهم أعمر من ظاهرهم
- هم من يخدمون الدعوة في أي موقع كانوا قال الرسول صلى الله عليه وسلم (طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة) أخرجه البخاري
- خائفون من عدم قبول الله لأعمالهم، قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) المؤمنون 60
صور من المخلصين
- صاحب النقب
- زين العابدين بن على بن الحسين
- شخص يتصدق ويطلب ألا يذكر اسمه
أحكام أفعال هل تخدش في الإخلاص؟
- سرور العبد عند ثناء الناس عليه هل تقدح في الاخلاص؟ لا تقدح في الإخلاص إذا لم يطلب ذلك، قال تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس 58
- هل نشاط العبد في عمل الخير عند رؤية الناس ذلك هل يعد رياء؟ لا يعد رياء اذا كان لا يقصد الرياء
- ترك العمل خشية الرياء لا يجوز ذلك
- ما حكم العمل المشوب بالرياء وحظوظ النفس، فيه له ثلاثة اقوال
- القول الاول: يثاب ثواب ناقصا
- القول الثاني: يعاقب
- القول الثالث: لا يثاب ولا يعاقب
- أما العمل الذي يقصد به الرياء أو حظ النفس فقط، فهذا لا يثاب عليه أصلا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) متفق عليه
- اما العمل الذي هو خالصا لله فيثاب عليه العبد ثوابا مضاعفا
السبيل إلى الإخلاص
- معرفة الله بأسمائه وصفاته، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) رواه مسلم
- اللجوء إلى الله بالدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه) رواه احمد بإسناد حسن
- معرفة عواقب الرياء، قال تعالى ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)هود 15-16
- معرفة ثمرات الإخلاص
- إخفاء العبادة وإسرارها، قال تعالى (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) البقرة 271
- صحبة المخلصين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله ) رواه الترمذي
- الزهد بما عند الناس
- محاسبة النفس، قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69