نوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوةزدني علماالعلم والثقافة
التأثير والتأثر

التأثر والتأثير، يستعمل في عدة مجالات وتخصصات، في علم النفس وعلم الاجتماع وفي الكمياء وفي الأدب. في اللغة: أثرّ يؤثر تأثيرا فيه إذا تلك فيه أثرا «أثّر عليه المرض»، وتأثر به: عمل فيه وظهر فيه الأثر «تأثر بحال الفقراء». ويكيبيديا
أولاً/ تعريفه
هو قوة كامنة لدى الأنسان يستطيع بموجبها التأثير على غيره فكرا وعاطفة وسلوكا .
أو هو : إحداث تغيير في تصور وسلوك المستهدفين أو إيصال رسالة بليغة اليهم قال تعالى {وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} [النساء:63]،
والتأثر الاستجابة للمؤثرات الخارجية فكرا وسلوكا والتفاعل معها .
ثانيا/ أهمية التأثير والتأثر ويتمثل فيما يلي
- لقد أراد الله التأثير على الملائكة في تصورهم لآدم كما حكى الله عنهم بقولة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون}[البقرة:30]، فعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة قال تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِين}{قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم}{قَالَ يَاآدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُون}[البقرة:33] فتأثر الملائكة ثأثراً ايجابياً فأمرهم الله بالسجود لآدم فسجدوا قال تعالى{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين}[البقرة:34] طائعين مقتنعين ولكن ابليس رغم وضوح الحجة لم يستجيب لربه .
- لقد كلف الله الرسل وأنزل معهم الكتب بهدف تغيير تصورات الناس وسلوكهم من الكفر الى الايمان ومن المعاصي الى الطاعات قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز}[الحديد:25]، وقال تعالى {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}[طه:113]
- كلف الله الدعاة من بعد الرسل للقيام بمهام التأثير في تصورات الناس وسلوكهم قال تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}[آل عمران:104]، بعد أن أرسل الله الرسل وإنزال الكتب وكلف الدعاة تصنف الناس الى أصناف قال تعالى {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم}[البقرة:213]
- الصنف الأول: من لديه استعداد لقبول الحق وليس لديه مانع .
- الصنف الثاني: من لديه استعداد وعنده مانع .
- الصنف الثالث: من ليس لديه استعداد وعنده مانع .
- الصنف الرابع: الذي ليس لديه استعداد وليس لديه مانع .
ثالثاً/ أقسـام الناس أمام التأثير والتأثر
- القسم الاول: القوى المؤثرة تأثير عاليا وهما نوعان :
- النوع الأول: القوى المؤثرة تأثيرا ايجابياً في الخير وهم الانبياء والرسول ثم وراثتهم من العلماء والدعاة .
- النوع الثاني: المؤثر تأثيراً سلبياً في الشر وهم الشياطين واتباعهم وتكون نسبة التأثير تتروح من (60- 100%) .
- القسم الثاني: القوى المؤثرة تأثيرا متوسطاً سواء التأثير أو التأثر في الجانب الايجابي أو السلبي تتروح مابين (40 -60 %) ونسبة تأثرها من (60-100%) في الجانب الإيجابي أو السلبي .
- القسم الثالث : هم أصحاب التأثير المنخفض والتأثر المرتفع فيكون التأثير غالباً من (39-0%) ونسبة التأثر من 40 – 100% .
رابعاً/ مصادر التأثير والتأثر هي
- القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية المطهرة قال تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}[الحشر:21] وقال تعالى{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَاد}[الرعد:31] وقال تعالى {وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا}[النساء:63] وقال تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21] قال العرباض بن سارية رضي الله عنه وعظنا رسول الله (ص) موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبداً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعة ضلاله ) رواه أبو داؤود والترمذي وقال حديث صحيح
- وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المتنوعة.
- التاريخ والتراث الإنساني والإسلامي.
- مناهج المؤسسات التعليمية.
خامساً/ ميادين الـتأثير والتأثر؟
- الأسرة قال الرسول (ص) ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته …)رواه مسلم .
- المؤسسات التعليمية قال الرسول(ص) (من جاء مسجدي لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره) رواه أحمد وابن ماجه
- المساجد قال تعالى {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال}[النور:36]
- المؤسسات الثقافية والرياضية.
- بقية ميادين المجتمع.
سادساً: التأثير والتأثر الغير مقصود؟
هو ما يحدث باختلاط الناس بعضهم مع بعض من خلال المحيطات الأربعة للإنسان 1- الأسرة العادية 2- الجيران 3- ميادين العمل 4- الزملاء قال الرسول(ص) ( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة )متفق عليه
سابعاً/ ما دورنا في التأثير والتأثر؟
- القرار الداخلي الذاتي النابع من استشعار عظم المسؤولية الملقاة على عواتقنا من خلال التكليف الإلهي قال تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين}[النحل:125] وقال الرسول (ص) ( بلغوا عني ولو آية) وقال الرسول (ص) (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ( وفي رواية وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان)، ومن واقع اليوم : قال الرسول (ص) ( لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم )
- الإعداد العلمي والثقافي والتربوي والاجتماعي والمهارى لتحمل هذه المسؤولية قال تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُون}[الأنفال:60] وقال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم}[محمد:19]
- التخطيط للعمل قال تعالى {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُون}[يوسف:47] الى اية (55)
- الجدية في التنفيذ وتبرز هذه الجدية من خلال الآتي :
- تحديد المهام بدقة لكل شخص
- التنسيق الدقيق الذي يحدث التكامل بين العاملين
- التبصر بالمهام والمتابعة الفاعلة في التنفيذ
- التقويم الدقيق للأهداف والعاملين والنشاط