الدعاء بعد العصر الجمعة

من أعظم ما اختص به يوم الجمعة المبارك وجود ساعة يُستجاب فيها الدعاء، وقد اختلف العلماء في تحديدها، إلا أن أرجى الأقوال وأقواها هو أنها تكون في آخر ساعة من النهار، بعد العصر حتى غروب الشمس.
وقد جاء في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئًا إلا آتاه الله إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر” رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “وهذا قول أكثر السلف، وهو قول عبد الله بن سلام وأبي هريرة، وأحمد، وهو أرجح الأقوال… وهي ساعة تُرجى إجابة الدعاء فيها لكل من وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى بإخلاص ويقين”.
لماذا الدعاء بعد العصر؟
لأنه وقت سكونٍ وخشوع، يسبق غروب الشمس ويدنو فيه الليل، فيكون القلب أكثر قربًا لله، ولأن العبد إذا جلس في مصلاه يذكر الله ويدعوه، بعد أداء صلاة العصر، كان في طاعة متواصلة.لأن الدعاء في هذا الوقت مستجاب، خاصة لمن جلس منتظرًا صلاة المغرب في المسجد أو متفرغًا للذكر والدعاء.
آداب الدعاء في هذا الوقت
- الطهارة واستقبال القبلة.
- البدء بحمد الله والصلاة على النبي ﷺ.
- الدعاء بأدعية مأثورة وطلب الحاجات بصدق وخشوع.
- اليقين بالإجابة وعدم استعجالها.
- الإلحاح في الدعاء وتكراره.
نماذج من الأدعية في هذا الوقت
- “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، سره وعلانيته”.
- “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي”.
- “اللهم اجعلني من الذين يُستجاب لهم دعاؤهم في هذه الساعة المباركة”.
إنّ الدعاء بعد عصر يوم الجمعة فرصة لا تُقدّر بثمن، ونافذة رحمة مفتوحة من رب كريم جواد، يُحب من عباده أن يسألوه، ويجيبهم إذا دعوه، فلا تفرّط في هذه الساعات الغالية، واجعلها وقتًا للاتصال بالله، ورفع الحاجات، وتفريغ ما في القلب من هموم إلى من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
فاللهم اجعلنا ممن تُستجاب دعوتهم، وتُقبل توبتهم، وتُغفر زلّتهم، في هذه الساعة المباركة من يوم الجمعة.