الدرس التاسع والسبعون – موقف الشريعة الإسلامية من الحيلة – سورة ص الآيات (41-44)

في الدرس التاسع والسبعون من آيات الأحكام سيكون موضوعنا عن – موقف الشريعة الإسلامية من الحيلة – والتي ورد ذكرها في سورة ص الآيات (41-44)، قال تعالى:{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَاب}{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَاب}{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَاب}{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّاب}[ص:41-44].

الحكم الأول- النبي أيوب، و الحيلة في ضرب أهله

س- ما سبب حلف أيوب عليه السلام بضرب أهله؟

ج- دل ظاهر قوله تعالى (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّاب) ص (44) على أن أيوب عليه السلام كان قد صدر منه يمين على ضرب أهله مائة جلدة بسبب أمر أغضبته فيه، فأمره الله أن يأخذ قبضة من حشيش فيضرب بها زوجته ضربة واحدة ليبرأ يمينه ولا يحنث، وهذا المخرج القرآني يبيح الحيل الشرعية كما أباح ليوسف حيلة أخذ أخاه معه كما ذكر في آيات (12+69+79) سورة يوسف.

الحكم الثاني- ضرب المرأة

س- هل يباح للرجل ضرب امرأته تأديباً؟

ج- استدل بعض العلماء بالآية الكريمة على جواز ضرب الرجل امرأته تأديباً وذلك لأن امرأة أيوب عليه السلام أخطأت في حق زوجها فحلف ليضربنها مائة جلدة فأمره الله أن يضربها بعنكول من عناكيل النخل وقال تعالى (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) النساء (34) ويكون ضربها ضرباً غير مبرح قال الرسول صلى الله عليه وسلم (…واضربوهن ضرباً غير مبرح…) رواه مسلم من خطبة حجة الوداع.

وعن جابر رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه) رواه مسلم.

الحكم الثالث- في حكم الحيلة لضرب المرأة.

س- هل الحكم خاص بأيوب عليه السلام أم هو عام لجميع الناس؟

ج- الجواب أنه عام مع وجود خلاف.

الحكم الرابع- كيفية الضرب

س- هل يشترط في الضرب أن يكون مفرقاً؟

ج- إذا حلف شخص على أن يضرب من يتولى أمره بعدد محدد فيمكن أن يكون مفرقاً أو مجتمعات مع وجود الخلاف.

الحكم الخامس- الحيلة في الشريعة

س- هل تجوز الحيلة في الشريعة الإسلامية؟

ج- في الآية دليل على وجود الحيلة في الشريعة الإسلامية ولكن أن تكون الحيلة في حدود القواعد الشرعية.

الحكم السادس-أفعال الإله

س- هل أفعال الإله جل وعلا تعلل بالمصالح؟

ج- إن أفعال الله سبحانه منزهة عن التعليل بالمصالح والمفاسد قال تعالى (لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون) الأنبياء (23).

الحكم السابع- بر اليمين، والكفارة

س- هل البر باليمين أفضل أم الكفارة عن اليمين؟

ج- الآية الكريمة دليل على أن البر باليمين مالم يكن في إثم أفضل من الكفارة.