الدرس السادس والستون – حادثة الإفك – سورة النور الآيات [22-23]

في الدرس السادس والستون من آيات الأحكام سيكون موضوعنا عن – حادثة الإفك – والتي ورد ذكرها في سورة النور الآيات [22-23]، قال تعالى:{وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم} [النور:22-23].
الحكم الأول- عطاء العصاة المساكين
س/ هل يمنع عطاء أولي القربى، والمساكين إذا عصوا؟
جـ/ ارتكاب المعاصي لا تحبط العمل الصالح، ولا تبطله، فقد أجمع المفسرون على أن المراد من قوله تعالى: [وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ] [النور:22] نزلت الآية في مسطح لأنه كان قريباً من أبي بكر وكان من المساكين والمهاجرين والبدريين فلم يبطل عمله بسبب قذفه عائشة -رضي الله عنه- بعد توبته وقد احتج أهل السنة والجماعة بهذه الآية على عدم بطلان العمل الصالح بارتكاب المعاصي.
الحكم الثاني- العفو عن المسيء
العفو والصفح عن المسيء حسن ومندوب لقوله تعالى: [وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم] فالأمر هنا للندب لأن الإنسان من حقه أن يأخذ حقه.
الحكم الثالث- كفارة الحانث
تجب كفارة اليمين عمن حنث عن يمينه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير] رواه مسلم وهذا قول الجمهور.
وقال بعضهم إنه يأتي بالذي هو خير وليس عليه كفارة ليمينه واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وذلك كفارته] أخرجه الجصاص في تفسيره [ج3] ص[280] ورجح الصابوني رأي الجمهور.
الحكم الرابع- حلف الامتناع
لا يجوز الحلف على الامتناع عن فعل الخير قال تعالى: [وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون] [الحج:77] فإذا حدث هذا تجب الكفارة كما قال الجمهور.
الحكم الخامس- كفر من قذف أمهات المؤمنين قاصداً متعمداً
قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم] [النور:23].
الحكم السادس- جواز لعن الكافر والفاسق على العموم ولا يجوز إنسان معينً
قال تعالى: [لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ…]