الدرس السابع والخمسون – تحريم الاستغفار للمشركين – سورة التوبة الآيات [113-114]

في الدرس السابع والخمسون من آيات الأحكام سيكون موضوعنا عن – تحريم الاستغفار للمشركين – والتي ورد ذكرها في سورة التوبة الآيات [113-114]، قال تعالى:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم}{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيم} [التوبة:113-114].
الحكم الأول- الدعاء للكافر
تحريم الدعاء لمن مات كافراً بالمغفرة والرحمة أو بوصفه بذلك كقولهم المغفور له والمرحوم فلان.
الحكم الثاني- الموالاة
قطع الموالاة مع الكفار حييهم وميتهم، فإن الله لم يسمح للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين، وأما دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد: [اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون]؛ فإنه كان قبل نزول سورة التوبة المتضمنة لهذا النهي.
الحكم الثالث- استغفار إبراهيم لأبيه
لا حجة للمؤمنين في استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه؛ فإن ذلك كان عن موعدة وعدها أبوه بالتوبة والإيمان، قال ابن عباس -رضي الله عنه- [كان أبو إبراهيم وعد إبراهيم أن يؤمن بالله ويخلع الأنداد فلما مات على الكفر علم أنه عدو لله فترك الدعاء له].
الحكم الرابع- الحكم بالظاهر
يحكم على الإنسان بظاهر حاله عند الموت، فإن مات على الإيمان حكم له به، وإن مات على الكفر حكم له به، والله أعلم بباطن حاله.
الحكم الخامس- شرط العقوبة
لا عقوبة إلا بنص، ولا مؤاخذة إلا بعد بيان قال تعالى: [وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم] [التوبة:115].