2025-06-18 7:36 م
إدارة الموقع
2025-06-18 7:36 م
آيات الأحكام في القرآن

الدرس الواحد والخمسون – أحكام الأسرى في الحرب والغنائم- سورة الأنفال الآيات [67-71]

في الدرس الواحد والخمسون من آيات الأحكام سيكون موضوعنا – أحكام الأسرى في الحرب والغنائم- والتي ورد ذكرها في سورة الأنفال الآيات [67-71]، قال تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم}{لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم}{فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيم}  [الأنفال:67-71].

الحكم الأول- الأسرى الحرب

س/ ما حكم أخذ الأسرى في الحرب؟

جـ/ ينبغي عدم اتخاذ الأسرى، وإنما قتل المقاتلين كان هذا الحكم مناسباً لبدأ قيام الدولة الإسلامية، ولا شك أن لكل دولة في بداية تأسيسها أحكاماً وظروفاً وقتية تستند عليها المصلحة واستكمال قيام الدولة، وهذا الحكم القتل المشروع للأسرى من الأعداء مجرمي الحرب، وليس القتيل الداخلي للشعب بعد قيام الثورة وتسمى هذه بالأحكام الانتقالية. 

الحكم الثاني- إحلال الغنائم

يستنبط من قوله تعالى: [لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم] أنه لا يعذب قوماً حتى يبين لهم ما يتقون. فأصح الأقوال في رأي ابن العربي والقرطبي في كتاب الله السابق ما سبق من إحلال الغنائم، فإنها كانت محرمة على من قبلنا، فلما كان يوم بدر أسرع الناس إلى الغنائم فأنزل الله -عز وجل-: [لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم] أي بتحليل الغنائم.

وبما أن هذه الآية في إحلال الغنائم واستحقاق العذاب بما اقتحموا فيها مما ليس لهم اقتحامه إلا بشرع، استنبط ابن العربي من ذلك بان الآية دليل على أن العبد إذا اقتحم ما يعتقده حراماً مما هو في علم الله حلال، إنه لا عقوبة عليه والمثال: كما لو وطأ رجل امرأة قد زفت إليه يعتقدها أنها ليست زوجته فتبين أنها زوجته فلا عقوبة عليه، وهذا رأي أبي حنيفة ومشهور مذهب مالك والشافعي، وأن فيه الكفارة، والمعنى الراجح في رأي الرازي في قوله تعالى: [لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم] لولا أنه تعالى حكم في الأزل بالعفو عن هذه الواقعة لمسهم عذاب اليم. 

الحكم الثالث- في آية [الأنفال:69]

أن ظاهر قوله تعالى: [فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم]، يقتضي أن تكون الغنائم كلها ملكاً للغانمين يشتركون فيها على السواء، إلا أن قوله تعالى: [وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ] الأنفال [41] المتقدم، يبين وجوب إخراج الخمس منه وصرفه إلى مصارفه المذكورة، وفي الآية أيضاً إباحة الغنائم التي كانت محظورة قبل ذلك، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس من قبلكم] رواه الترمذي.

الحكم الرابع- الترغيب بالإيمان للـ الأسرى

وجوب ترغيب الأسرى بالإيمان من قبل المؤمنين قال تعالى: [يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم]، كما تضمنت بشارة للمؤمنين باستمرار النصر على المشركين ما داموا آخذين بأسباب النصر المادية والمعنوية.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى