الدرس الرابع والثلاثون – الشفاعة الحسنة ورد التحية – سورة النساء الآيات [85-86]

في الدرس الرابع والثلاثون من آيات الأحكام سيكون موضوعنا عن – الشفاعة الحسنة ورد التحية – والتي ورد ذكرها في سورة النساء الآيات [85-86]، قال تعالى:{مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا}{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء:85-86].
- الشفاعة نوعان: حسنة وسيئة
- الحسنة: ما استحسنه الشرع ورضيه في البر والإحسان، والسيئة: فيما كرهه الشرع أو حرمه.
الحكم الأول- في الشفاعة الحسنة
إباحة الشفاعة الحسنة -أي الموصلة إلى الحق- غير المقترنة بالرشوة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [اشفعوا -أي في الخير- تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء] رواه الشيخان وأصحاب السنن إلا ابن ماجة.
الحكم الثاني- الشفاعة السيئة
الشفاعة السيئة أي: التي فيها التعاون على الباطل أو الإثم والعدوان أو المسقطة للحدود أو المضّيعة لحقوق الناس أو المصحوبة بالرشوة، محرمة [عن “مسروق” أنه شفع شفاعة، فأهدى إليه المشفوع له جارية، فغضب وردها وقال: لو علمت ما في قلبك لما تكلمت في حاجتك ولا أتكلم فيما بقي منها] الكشاف.
الحكم الثالث- البدء بالسلام
يستحب البدء بالسلام، وأما الرد فواجب، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسياً فإن الله يقول [وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا] [النساء:86] ] رواه ابن جرير.
الحكم الرابع- ترتيبات، وأولويات السلام
س/ من يبدأ بالسلام؟
جـ/ يبدأ بالسلام الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير، جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: [يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير].
الحكم الخامس/ رد السلام، واستثناءاته
س/ ما حكم رد السلام، ومن لا يرد عليه؟
جـ/ يجب رد السلام، ولا يجب الرد على: (الكافر، والمبتدع، والفاسق، وعلى قاضي الحاجة، ومن في الحمام، والآكل إلا بكلمة وعليكم)، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [إذا سلم أهل الكتاب فقولوا وعليكم] رواه أحمد والشيخان وهذا مذهب الجمهور.
وقال الحسن البصري: [يجوز أن تقول للكافر وعليك السلام ولا تقول ورحمة الله فإنها استغفار] وعن الشعبي أنه قال لنصراني سلم عليه وعليك السلام ورحمة الله فقيل له في ذلك فقال: أليس في رحمة الله يعيش.
وقال النخعي يجوز بدء السلام ورده على غير المسلمين إذا دعت الحاجة إلى ذلك.