2025-06-09 3:22 م
إدارة الموقع
2025-06-09 3:22 م
آيات الأحكام في القرآن

الدرس الثاني عشر- القتال في الأشهر الحرم – سورة البقرة الآيات [216-218]

في الدرس الثاني عشر من آيات الأحكام جاء بموضوع حكم – القتال في الأشهر الحرم – والتي ورد ذكرها في سورة البقرة الآيات [216-218]، قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:216-218].

الحكم الأول- القتال في الأشهر الحرم

س/ هل يباح القتال في الأشهر الحرم؟

جـ/ دلت هذه الآية على حرمة القتال في الأشهر الحرم وقد اختلف المفسرون هل بقيت الحرمة أم نسخت؟

  1. ذهب عطاء إلى أن هذه الآية لم تنسخ وأن القتال في الأشهر الحرم حرام إلا على سبيل الدفع.
  2. وذهب الجمهور إلى أن الآية منسوخة بقوله تعالى: [فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ] [التوبة:5]، [وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً] [التوبة:36].
    • حجة الجمهور أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا (هوازن) بحنين و(ثقيف) بالطائف وأرسل أبا عامر إلى أوطاس ليحارب من فيها من المشركين وكان ذلك في بعض الأشهر الحرم.

الحكم الثاني- في الردة، وتأثيرها

س/ هل الردة تحبط العمل وتذهب بحسنات الإنسان؟

جـ/ دل قوله تعالى: [وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ] [البقرة:217] على أن الردة تحبط العمل وتضيع ثواب الأعمال الصالحة.

وقد اختلف العلماء في المرتد هل يحبط عمله بنفس الردة؟ أم بالوفاة على الكفر؟

  • فذهب مالك وأبو حنيفة إلى أن العمل يحبط بنفس الردة.
  • وذهب الشافعي لا يبطل العمل إلا بالموت على الكفر؛ حجة الشافعي قوله تعالى: [فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ] فقد قيد بالموت على الكفر، فإذا أسلم بعد الردة لم يثبت شيء من الأحكام لا حبوط العمل ولا الخلود في النار.

وحجة مالك وأبي حنيفة قوله تعالى: [لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ] [الزمر:95] وقوله تعالى: [وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ] [المائدة:5] فدلت الآيتان على أن الكفر محبط للعمل بدون تقييد بالوفاة على الكفر وقد يكون الراجح قول الشافعي.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى