2025-06-09 3:26 م
إدارة الموقع
2025-06-09 3:26 م
آيات الأحكام في القرآن

الدرس السابع- إباحة الطيبات وتحريم الخبائث – سورة البقرة الآيات [172-173]

وفي الدرس السابع من آيات وأحكام سنبين حكم- إباحة الطيبات وتحريم الخبائث – والتي وردت في سورة البقرة الآيات [172-173]، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون}{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:172-173].

الحكم الأول- المحرم بآية الميتة

س/ هل المحرم في آية الميتة الأكل أم الانتفاع؟

ج/ هناك وجهان لهذا الجواب وهما كالآتي:

  1. الوجه الأول: تحريم الأكل فقط وعدم تحريم الانتفاع بدليل قوله تعالى: [كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ] فجاء بعده قوله تعالى: [فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ] قاله عطاء.
  2. الوجه الثاني: التحريم يتناول سائر أوجه المنافع قاله الجمهور وقاله الجصاص.

الحكم الثاني- حكم ميتة الجراد، والسمك

س/ ما حكم الميتة من السمك والجراد؟

ج/ تضمنت الآية تحريم [الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ] ولا خلاف في تحريم ذلك وإنما الخلاف في ميتة الجراد والسمك وهو على أقوال:

  1. القول الأول: إباحة ميتة الجراد والسمك الدليل: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [أحلت لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال] رواه أحمد وهو قول الجمهور.
  2. القول الثاني: تحريم الطافي من السمك وأحلوا ما جزر عنه البحر الدليل حديث [ما القى البحر أو جزر عنه فكلوه وما مات فيه وطفى فلا تأكلوه] ذكره أبو بكر الرازي في تفسير القرآن وهذا قول الحنفية.
    القول الثالث: تحريم ميتة الجراد وإباحة ميتة السمك قاله المالكية.

الحكم الثالث- ذكاة الجنين بعد الذبح

س/ ما الحكم في الجنين إذا خرج ميتا بعد ذبح أمه؟

جـ/ اختلف العلماء في الجنين الذي ذبحت أمه وخرج ميتا هل يأكل أم لا؟

  1. ذهب أبو حنيفة إلى أنه لا يؤكل إلا أن يخرج حياً فيذبح لأنه ميتة وقد قال تعالى: [إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ].
  2. وذهب الشافعي وأبو يوسف ومحمد إلى أنه حلال أكله لأنه مذكى بذكاة أمة الدليل [ذكاة الجنين ذكاة أمه] رواه أبو داؤود.
  3. وقال مالك [أن ما تم خلقه ونبت شعره أكل وإلا فلا].

الحكم الرابع- الدم الباقي في العروق واللحم.

س/ ما حكم الدم الذي يبقى في العروق واللحم؟

جـ/ اتفق العلماء على تحريم الدم ونجاسته ولا يؤكل ولا ينتفع به إلا أنهم خصوا التحريم بالدم المسفوح بدليل قوله تعالى: [أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا] الأنعام [145]، وما خالط اللحم غير محرم.

الحكم الخامس- في الخنزير

س/ ماذا يحرم من الخنزير؟

جـ/ قال الظاهرية يحرم لحمه دون شحمه لأن الله -تعالى- قال: [وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ]

  • وذهب الجمهور إلى أن شحمه حرام لأن اللحم يشمل الشحم.
  • وذهب أبو حنيفة إلى أنه يجوز الانتفاع بشعره.
  • وقال الشافعي لا يجوز الانتفاع بشعره.
  • وقال أبو يوسف مكروه الانتفاع بشعره.

خنزير الماء: اختلف الفقهاء في خنزير الماء:

  • فقال أبو حنيفة: لا يؤكل لعموم الآية
  • وقال مالك والشافعي والأوزاعي: لا بأس بأكل كل شيء يكون في البحر دون استثناء بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [هو الطهور ماؤه الحل ميتته] رواه الخمسة وقال الترمذي حسن صحيح.

الحكم السادس- الاباحة للمضطر

س/ ما الذي يباح للمضطر من الميتة؟

جـ/ ذهب مالك إلى أنه يجوز الأكل من الميتة حتى يشبع لأن الضرورة ترفع التحريم فتعود الميتة مباحه.

وذهب الجمهور إلى أن الإباحة بالأكل من الميتة ما سد الرمق فقط لأن الإباحة ضرورة تقدر بقدرها وسبب الخلاف يرجع إلى مفهوم قوله تعالى: [غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ] فالجمهور فسروا البغي في الآية بالأكل من الميتة لغير حاجة والعاد: هو المعتدي حد الضرورة وفسره مالك إلى ما زاد على الشبع.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى