2025-08-02 10:41 ص
إدارة الموقع
2025-08-02 10:41 ص
تفسير سورة آل عمران

سورة آل عمران (الدرس الخامس عشر)

الدعوة إلى توحيد الله وعبادته

الدرس الخامس عشر من تفسير سورة آل عمران(64 – 68) والتي بُينت فيه الدعوة إلى توحيد الله وعبادته كما ورد في ملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد صل الله عليه وسلم.

التفسير والبيان لآيات الدرس الخامس عشر سورة آل عمران

  1. (64) (كَلَمَةٍ سَوَاء….) السواء العدل والنصفة أي هلموا إلى كلمة ذات عدل وانصاف بيننا وبينكم أو السواء مصدر بمعنى مستوية لا تختلف فيها الرسل والكتب المنزلة وهي (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ).
  2. (65) (أَفَلاَ تَعْقِلُون) أي أتقولون ذلك فلا تعقلون بطلانه وقد زعم اليهود أن إبراهيم كان يهودياً يدين بما يدينون به وزعم النصارى أنه كان نصرانياً كذلك فكذبهم الله تعالى بأنه لم يكن كما قالوا وإنما كان (حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ) مثلهم (مِنَ الْمُشْرِكِين) فإن النصارى أشركوا بزعمهم ألوهية المسيح واليهود اشركوا بزعمهم التشبيه.
  3. (66) (هَاأَنتُمْ) ها حرف تشبيه وأنتم مبتدأ خبره (حَاجَجْتُمْ) (وهؤلاء) منادى حذف منه حرف النداء وقيل خبره (هَؤُلاء) وجملة حاججتم مستأنفة مبينة للجملة الأولى.
  4. (67) (حَنِيفًا مُّسْلِمًا) مائلا عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق منقاداً لطاعته و موحداً له والإسلام يطلق بمعنى التوحيد ومنه (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ).

لكلمات التي وردت في القرآن بأكثر من وجه

(حجج) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الخصومة قال تعالى (قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى المجادلة قال تعالى (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الوثيقة قال تعالى (قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى البرهان قال تعالى (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ).

أسباب نزول آيات الدرس الخامس عشر سورة آل عمران

  1. سبب نزول الآيات (65-67) (يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ) أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس (ض) قال اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله (ص) فتنازعوا عنده فقالت الأحبار ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقال النصارى ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فأنزل الله الآيات.
  2. سبب نزول الآية (68) (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) سئل اليهود رسول الله وقالوا: والله يا محمد لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك ومن غيرك وإنه كان يهوديا وما بك إلا الحسد فأنزل الله الآية. قال رسول الله (ص) (إن لكل نبي ولاة من النبيين وإن ولي أبي وخليل ربي ثم قرأ قوله تعالى (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ) رواه الترمذي.

وقفات مع آيات الدرس الخامس عشر سورة آل عمران

  1. الوقفة الأولى: بعد أن عرض القرآن حقيقة عيسى عليه السلام بوضوح كامل وعرض تحدي الرسول (ص) للنصارى بدعوته لهم للمباهلة وعجزوا وتبين الحق واضحا أمر الله رسوله (ص) بدعوته لأهل الكتاب إلى كلمة سواء يجمع عليها الجميع وهي عبادة الله وحده دون شريك ولا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله لا نبيا ولا رسولا فكلهم لله عبيد وإنما اصطفى الله الرسل للتبليغ عنه لا لمشاركته في الألوهية والربوبية.
  2. الوقفة الثانية: فإن أبو عبادة الله وحده دون شريك والعبودية لله وحده دون شريك وهو المظهر الذي يقرن موقف العبيد من الألوهية فأن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ومن مقتضيات ذلك التوجه إلى الله وحده في كل اعمالنا والتلقي منه كل التشريعات للدنيا والآخرة.
  3. الوقفة الثالثة: أقام القرآن الحجة على النصارى في إدعائهم ألوهية عيسى عليه السلام ثم دعا اليهود والنصارى إلى أصل الدين وروحه الذي اتفقت عليه دعوة الأنبياء جميعا وهو توحيد الله وعبادته والاقتداء بإبراهيم أبي الأنبياء عليهم السلام إذ أن ملته ملة الإسلام ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا.
  4. الوقفة الرابعة: إن تلقي التشريع من غير الله فيما يختص بالله تعالى شرك كالتوجه لغيره بالعبادة وأن المشرع من دون الله ينصب نفسه إلها من دون الله.
  5. الوقفة الخامسة: إن التحليل والتحريم من حق الله وحده فيما نقله عنه رسوله وتفصيل ذلك فأن فهم الإسلام بشموليته من خلال ثلاث دوائر:
    1. الدائرة الأولى: دائرة الثبات وتشمل أصول العقيدة والإيمان واصول العبادات وأصول الأخلاق وأصول المعاملات وما لا يتغير موضوعاته زمانا ومكانا وتحكم بنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلاله.
    2. الدائرة الثانية: دائرة المرونة وتشمل الفرعيات والكيفيات والأمور التي تتغير جزئيا وتحكم بنصوص قطعية الثبوت ظنية الدلالة أو ظنية الثبوت والدلالة.
    3. الدائرة الثالثة: دائرة السعة وتسمى عند الفقهاء منطقة العفو والفراغ التشريعي وهذه الدائرة مفتوحة ويشترط فيها الا تصادم نصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة.

الأدلة على هذه الدائرة قال الرسول (ص) (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدود فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها) رواه الدار قطني وغيره وقال الرسول (ص) (ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم ينس شيئا وتلا قوله تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) رواه الحاكم وصححه.

الرد على مزاعم ألوهية عيسى عليه السلام 

الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: إن التحليل والتحريم مصدره الكتاب والسنه وهذا يمثل الشرع وأما أقوال العلماء فهي ما فهموه من كتاب الله وسنه رسوله (ص) فعتبر رأيا وليس شرعا.
  2. الحكم الثاني: دلت الآية (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ….) على منع الجدال لمن لا علم ولا يقين عنده للإحتجاج للحق وأما الجدال بعلم فهو مباح قال تعالى (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
  3. الحكم الثالث: الإيمان بأن إبراهيم كان حنيفا مسلما ولم يكن لا يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا قال تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين).

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى