إن الدرس الثامن من سورة آل عمران تحدثت عن محبة الله لكل من يتبعه ويتبع رسوله ويطيعهما ويوضح الجزاء الذي سيلقاه المؤمن من هذا العمل الصالح
التفسير والبيان للدرس الثامن من سورة آل عمران
- (تُحِبُّونَ اللّهَ) أي تحبون طاعته أو ثوابه وأكمل من ذلك محبته تعالى لذاته والمحبة: هي ميل النفس إلى الشيء لكمال أدركته فيه وقال ابن عرفة: المحبة عند العرب إرادة الشيء على قصد له وقال الأزهري: محبة العبد لله ورسوله طاعته لهما واتباع أمرهما ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران.
- (يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) أي يثيبكم (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) أي يتجاوز عن سيئاتكم واباطلكم
- (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ) فيما يأمركم به من التوحيد (فإِن تَوَلَّوْاْ) اعرضوا عن الطاعة ولم يجيبوا دعوتك (فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِين) أي يعاقبهم.
الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه
(حبب) وردت على (4)
- الوجه الأول: وردت بمعنى المودة والطاعة قال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ) (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
- الوجه الثاني: وردت بمعنى ميل النفس إلى الشيء قال تعالى (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي) (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ) (إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ) (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى).
- الوجه الثالث: وردت بمعنى الإيثار قال تعالى (يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ).
- الوجه الرابع: رودت بمعنى شدة الحاجه قال تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ) (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ).
أسباب النزول
سبب نزول الآية (31) {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}[آل عمران:31] اخرج ابن المنذر عن الحسن البصري قال: قال أقوام على عهد نبينا والله يا محمد إنا لنحب ربنا فأنزل الله الآية، وقال محمد بن جعفر ابن الزبير نزلت في وفد نجران إذ زعموا أن ما أدّعوه في عيسى حبا لله عز وجل وقال ابن عباس إن اليهود لما قالوا (نحن أبناء الله وأحبائه) أنزل الله هذه الآية فلما نزلت عرضها الرسول (ص) عليهم فأبوا أن يقبلوها.
وقفات مع آيات الدرس الثامن سورة آل عمران
- الوقفة الأولى: إن حب الله ليس بدعوى باللسان ولا هي ما بالوجدان الا أن يصاحبها الإتباع لرسول الله (ص) والسير على هداه وتحقيق منهجه في الحياة وإن الأيمان ليس كلمات تقال ولا مشاعر تجيش ولا شعائر تقام ولكنه طاعة لله ورسوله وعمل بمنهاج الله الذي يحمله الرسول (ص).
- الوقفة الثانية: قل أطيعوا الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه واطيعوا الرسول باتباع سنته والإهتدى بهديه واقتفاء أثره لا كما يقول النصارى في عيسى عليه السلام بادعائهم أنهم أبناء الله واحبائه فإن الله يجازي الكافرين ولا يرضى فعلهم ولا يغفر لهم ويغضب عليهم لأنهم اتبعوا أهوائهم.
دلائل قدرة الله والنهي عن مُوالاة الكافرين
الأحكام المستنبطة من الآيات
- الحكم الأول: وجوب محبة الله ورسوله ومظهر ذلك اتباع الرسول (ص).
- الحكم الثاني: أن إدعاء محبة العبد لله ورسوله دون أن يثبت ذلك بالعمل فهي محبة باطله.
