2025-06-16 10:23 م
إدارة الموقع
2025-06-16 10:23 م
الجهاد

الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين 

قد يتساءل العديد من المسلمين خاصةً في أوقات الشدة ماهي الحكمة في تأخير النصر من الله، ولماذا لا ينصر الله جنوده ضد الكفار وأعداء الدين الذين يعيثون في الأرض فسادًا، لكن هذا الأمر يتم لحكمة بالغة من الله عز وجل، وهي من حكم الله في الابتلاء، كي يزيد المؤمنين حبًا وتعلقًا بالله ولجوءًا إلى الله، وليختبر المؤمنين الذين ينهار حبهم لله إذا ما تعرضوا للمحن والابتلاءات.

ومن حكم الله عزو جل في تأخير النصر عن المؤمنين مايلي

  • يمكن أن يتأخر النصر لأن البيئة الحالية لا تصلح في الوقت الحالي لاستقبال العدل اللائق بالأمة الاسلامية، فيريد الله في البداية أن تتطهر النفوس من أجل استقبال الحق.
  • يمكن أن يؤخر الله عز وجل النصر كي يصلب عود المسلمين، ويشتد عودهم، كما حدث في غزوة الخندق، عندما نقض يهود بني قريظة العهد مع النبي عليه الصلاة والسلام، وقد أرسل الله النصر في الوقت المناسب، لكن الزلزلة التي حدثت جعلت المسلمين يشعرون بافتقارهم لله رب العالمين، ولا يسندون الفضل في النصر إلى أنفسهم، بل إلى الله، الذي نجاهم وهم على وشك الهلاك، ولو أتى النصر في لحظة مبكرة لظن المسلمين بأن لهم الفضل في النصر، ولكن تأخر النصر جعلهم يدركون افتقارهم للمولى، ولكنه لم يتأخر إلى حد كبير كي لا يتزعزع إيمان المسلمين، فالله عز وجل لا يضيع عمل المؤمنين، ويعطيهم من الابتلاءات على قدر تحملهم كي يؤدبهم ويزيدهم إيمانًا.
  • سبب تأخير النصر عن المؤمنين قد يكون زيادة في التمحيص والابتلاء .
  • الله سبحانه عز وجل يرسل النصر للمؤمنين في الوقت المناسب، لأنه يبتلي المؤمن على قدر إيمانه
  • ويمكن أن يتأخر النصر وينزل بالمسلمين البلاء الشديد، لكن حكمة الله أنه لا ينزل بالمؤمنين ابتلاءات لا يستطيعون احتمالها، بل ينزل بلاءً يتناسب مع شدة إيمان المسلم، لذلك كان الأنبياء أشد الناس ابتلاءً
  • ويقع البلاء بالمسلمين من أجل تمييز المؤمنين عن المنافقين، قال تعالى: ( مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُ ۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۚ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
  • والله سبحانه يترقق في عباده المسلمين فيبتليهم على قدر إيمانهم، فإذا صبر المسلم وكان إيمانه يؤهله لتحمل درجة أشد من الابتلاء، يمتزج البلاء بالإيمان فيرتقيان بالعبد إلى منزلة لم يتخيل أنه بالغها
  • ويتأخر النصر فيزيد الابتلاء والتمحيص، لكن يزيد مع ذلك طعم السكينة والأنس والتعلق بالله وحده دون غيره والرضا بقضاء الله عز وجل.

الحكمة من تأخر النصر ونزول البلاء

  • الله سبحانه وتعالى إذا اراد شيءًا أو أراد بقوم مصيبة، فإنه ربما يريد اختبار إيمانهم، فهل سيصبرون على هذا الابتلاء، وإذا صبر المؤمن يثاب أجر عظيم على صبره وثقته بالله، والابتلاء قد يكون لحكمة لا يعلمها إلا الله عز وجل، قال تعالى: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء:23].
  • وكل ما يصدر عن الله في كتابه العزيز أو السنة النبوية الشريفة من تشريعات وأحكام فبها حكمة بالغة، ويجب على المسلم أن يرضى بها ويسلم سواء أدرك الحكمة منها أم لا . قد يكون البلاء كي ينال المسلمين أجر الصابرين والشاكرين، وكي يرجع المؤمن إلى الله ويكثر من الصلاة والتقرب إلى الله من خلال تلاوة القران وتجنب الذنوب الكبائر وتقوية الصلة بين العبد وربه. 

تأخير النصر لنصر أكبر

  • يمكن أن يتأخر النصر عن المسلمين لأن الله عز وجل يهيئ لهم النصر الأكبر والأكثر تأثيرًا في حياة المسلمين، وذلك بعد أن يستحق المسلمين النصر الأكبر كما حدث في فتح مكة، قال تعالى: ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) )
  • حيث دخل في الإسلام آنذاك بعد فتح مكة جماعات من المسلمين بعد ان كان يدخل في الإسلام واحد أو اثنين، والنصر لا يكون للمسلمين الكسالى، بل يجب على المسلمين الراجيين النصر أن يشحذوا كل قواهم، ويوفروا استعدادهم ويجمعوا طاقاتهم، حتى تنمو هذه الطاقات، ويكتمل نموها، وهكذا ربى النبي الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

ومن حكمة الله تأخير النصر

من حكم الله عز وجل ألا ينزل النصر على المؤمنين المتراخيين الكسالى، فيكون النصر سهل بدون عناء، لمجرد أنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الذكاة ويقرأون دعاء النصر، بل إن النصر يتطلب هذه العوامل، لكنها غير كافية وهي بمثابة الزاد للمعركة، وواجب عليهم أن يخوضوا المعركة التي يستردوا بها حقهم ضد الظالمين فيفوزوا بالدفاع عن أنفسهم، ويأتي نصر الله عندها.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى