تطوير العقلية

العقلية: عبارة عن مجموعة من الطرق والأساليب والمفاهيم المترابطة والراسخة التي نستخدمها في استيعاب الواقع الموضوعي والتي نحدد في ضوئها مواقفنا من الأحداث والأشياء، و ردود الأفعال.

عوامل تنمية العقلية

1. العامل الأول: وراثي من الذكاء الفطري.
2. العامل الثاني: التربية بالبيئة الخاصة (الأسرة).
3. العامل الثالث: البيئة العامة المجتمع، وتشمل مايل
   • العقلية الإسلامية: هي تلك التي تتأسس على الإذعان لأمر الله تعالى وتقوم بإنتاج الأفكار والمفاهيم والمقولات وفق روح الشريعة الغراء وفي ضوء أدبياتها وفي إطار ثوابتها وأصولها.
   • العقلية المعاصرة: هي العقلية التي تعمل على مقتضى المنهج العلمي الرصين في محاكمة الأشياء بالإضافة إلى غناها بالمفاهيم التي تثبت التجارب صحتها وفعاليتها في تسيير سبل الرقي وفي مقاومة الصعوبات وحل المشكلات التي أنتجتها الحضارة الغربية الراهنة، والمطلوب من العقلية الاسلامية المعاصرة فهم أن الذي خلق العقل الإنساني هو الذي بعث النبيين وهو الذي أنزل الكتب وسن الشرائع ولذلك وجود إنسجام بين العقل وما جاء به النبييون في تبيين طبيعة الخير والشر وصنع الأهداف الكبرى للوجود الإنساني على هذه الأرض، فالشريعة تولت رسم الأطر الكلية والخطوط العريضة في كل ما يختلف باختلاف الزمان والمكان، وأعرضت عن التفاصيل والمسائل الجزئية وعن الأساليب والأدوات تاركا للعقل والخبرات البشرية الاجتهاد في توفير كل ما يستلزم تحقيق مصالح الناس من تجديد في الصيغ والأطروحات والنماذج على هدي من روح الشريعة الإسلامية ونهجها العام ومبادئها العليا وأصولها الراسخة
   • الهياكل الرئيسة: العقدية، التعبدية، الأخلاقية، التشريعية، ويظل العقل يعمل على تفصيل تلك البنا والهياكل من خلال توظيفها في صيغ وأساليب جديدة.

موارد تنمية العقل

1. التجارب التاريخية.
2. أحداث الحياة.
3. الملاحظة.
4. القراءة والاطلاع: ما الذي نهدف إليه من القراءة؟ كيف نختار ما نقرأه؟ كيف تقرأ على الوجه الصحيح؟
5. تعليم المعلمين: فوائد التعليم في المؤسسات التعليمية عبر:
   • المنهج التتابعي في المعلومة الذي يحتويها المنهج.
   • ما ينثره المعلم من معارفه إضافة إلى معلومات المنهج.
   • التنبيه إلى النظريات التي انتهت صلاحيتها.
6. الحوار والتأمل: أهدافه التأمل ومايلي:
   • رؤية السنن الربانية التي بثها لله عز وجل في الآفاق والأنفس والمجتمعات حتى لانصدم بها وحتى نتكيف معها ونأخذها في الاعتبار في مختلف شؤوننا.
   • ترتيب المعلومات والملاحظات التي نحصل عليها وتوزيعها على أنساق ومنظومات محددة.
   • فتح حقول للممارسة والعمل.
   • اكتشاف وجوه الخلل في حياتنا الشخصية.
7. العمل يثقف العقل: تسخير الله عز وجل الطبيعة للإنسان يعني أنه سبحانه بث فيها خاصية الاستجابة للجهد البشري، ودور العقل البشري يضع المخططات للسيطرة على البيئة والطبيعة، قال تعالى: (وسَخَّرَ لَكم ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ جَمِيعًا مِنهُ) (١٣) الجاثية، ومن عوامل تثقيف العقل من خلال العمل مايلي:
   • إن العمل يكسب العقل خبرات ومهارات.
   • ينمي العمل لدى العقل فقه الطرف المسدود معرفة أين طرف الشيء الذي لا يمكن تجاوزه والسدود التي عنوانها القيم.
   • إن أي إنجاز ذا أهمية يتم من خلال الجهد العقلي بالتفكير والجهد العضلي بالتجارب.
   • إن الممارسة العملية هي التي تحدد مدى طموح العقل من خلال التخطيط .
   • إن النمو العقلي والعضلي يأتي من خلال الحركة المستمرة واليس من خلال السكون.

مقومات العقلية المستقبلية

• العقلية المستقبلية هي التي تستوعب أصول المنهج الربانية الأقوام كما تستوعب دروس الماضي ودلالات إحداثه وإضاءة الحاضر باعتبار أن الحاضر امتداد للماضي.
• إشاعة الثقافة المستقبلية.
• أن ننظر للمستقبل في إطار معرفتنا لواقعنا ودلالات إنجازاتنا التاريخية وتقييما.
• من يتصرف بعفوية قد يحقق النجاح ولا يحقق التفوق.

الموقف الذهني من تلقي المعرفة:

• إن تلقي المعرفة من الأميين الحرفيين والأميين الفكريين تكون هشة وسطحية.
• كثرة النظريات تجعل الإنسان يتلقى المعرفة على أنها وجهة نظر فلسفي للمعرفة.
• إن الحقيقة ليست طبقة واحدة، وإنما هي طبقات.
• كلما اتسعت المسافات الثقافية بين مقدم المعرفة ومتلقيها كان لنا أن نتوقع كثيرا من خلل في عملية التثقيف.
• إن احتمالات الخطأ في الحديث المباشر للجماهير أكثر من تقديمه مكتوبا.
• إن الغالب عند مقدم المعرفة تأثير ميله إلى القضية التي يكتب فيها فيبرز المميزات أكثر والعيوب أكثر .

مناخ الحقيقة على العلاقات

• معرفة خبر الدماغ إخراج ما في داخله دون تحفظ .
• الموضوعية تكون نسبية وليست مطلقة.

أسس تعاملنا مع الموضوعية

• إن الموضوعية المطلقة غير ممكنة.
• مجاهدة النفس للتحرر من ضغوطات الهوى والمصالح الخاصة والصمود في وجه المغريات قياما لله بالقسط وخدمة للحقيقة ووضعها للأمور في نصابها الصحيح قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ) النساء (135)
• إن التعبير عن الأمور المعنوية يتطلب الألفاظ المقربة للحقيقة ولا نعطي الألفاظ تفيد الجزم .

التفكير بطريقة مختلفة

إن الوحي الذي يشكل محور الرؤيا الإسلامية للحياة والأحياء أمن لنا الإطارات والمعطيات الثابتة والمبادئ والأصول الكبرى وترك عملها إبداعا وتفريقا وتجديدا ونقداً وترجيحاً وهذا يجعل حركة المفكر المسلم منضبطة ومؤصلة كما يجعلها تتمتع بالطلاقة والحرية إلى أمداء فسيحة.

 أهمية تنوع التفكير

• إن تنوع التفكير بتنوع مجاهدة ومتابعة يوصل إلى حلول للمشكلات بطرق تقارب الحقيقة.
• إن التفكير المتنوع يبعد عن الدوران نحو شخوص أو جماعات أو مذاهب محدد ولا نخرج منه.
• التفكير المتنوع يبعد المفكر عن أن تؤثر مشاعره على تفكيره مثل مشاعر التفاؤل الزائد أو التشاؤم أو الشعور بالظلم

تنمية الأفكار

ومن أفضل طرق تنمية الأفكار مايلي:

• العمل على حل المشكلات حلا علميا.
• طلب الإلهام من الله.
• الاستفادة من خبرات الآخرين.
• الملاحظة والاستكشاف.
• القراءة النقدية للأفكار.
• التحرر من رواسب الأفكار القديمة التي لا تتناسب والتقدم العلمي والتكنولوجي.
• بحث كل مشكلة بحثا مستقلا وإن تشابهت مع المشكلات الاخرى.