تنمية الذاتإشراقة الذات
علو الهمة طريق إلى القمة

قبل أن نتطرق لموضوع علو الهمة، نعرف العلو لغةً: وهومصدر من علا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ وعَلِيَ وتَعَلَّى، ويقال: عَلا فلانٌ الجبل إذا رَقِيَه وعَلا فلان فلانًا إذا قَهَره، والعَليُّ الرَّفيعُ، وتَعالَى تَـرَفَّع، وأصل هذه المادة يدلُّ على السموِّ والارتفاع. ويكيبيديا
أولا/ التعريفات
تعرف علو الهمة كما يلي:
- الهمة: هي حركة في النفس تجعل الإنسان متحفزا لا يهدأ حتى يحقق ما يريد.
- علوها: الترفع عن سفاسف الأمور ودنياها وصغائرها والطموح إلى المعالي بعزم وجد.
الأمثلة: همة الرسول والخلفاء والصحابة والشهيد أحمد ياسين وغيرهم…
ثانيا/موقف الإسلام من علو الهمة
- يجعل الإسلام الإيمان والعمل قرينان فالعمل هو الظاهرة المادية لعلو الهمة في النفس.
- الإسلام يعمل على ترقية غايات المسلمين الرفيعة والتي تتناسب مع مكانة الإنسان المؤمن في الحياة، الأمثلة: حينما قال ربعي ابن عامر لرستم لقائد الفرس رسم: “إنّ الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَتها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام..’’.
- يربي الإسلام الأفراد على علو الهمة وعدم الاتكال في ابتغاء الرزق في الأرض قال تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [الجمعة:10] وكان عراك بن مالك إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال (اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت في الأرض فارزقني وأنت خير الرازقين) تفسير القرطبي.
- ذم الكسل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) رواه البخاري.
- وضع الإسلام هذه الأمة في موضع القيادة لهداية الخلق إلى الحق، قال تعالى {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُون} [الأحقاف:35].
ثالثا/مظاهر علو الهمة في السلوك
- الجد في العمل وعدم التواني والكسل، قال الرسول عليه الصلاة والسلام (اللهم بارك لأمتي في بكورها….) رواه أبو داود والترمذي وحسنه إبن ماجه
- الإستعانة بالله من الكسل، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن …) رواه البخاري
- اليقظة والحذر دائما، قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا}[النساء:71]
- المسارعة إلى فعل الخيرات، قال تعالى{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين}[آل عمران:133]
- التسابق والمنافسة على فعل الخير، قال تعالى {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم}[الحديد:21]قال تعالى{.. وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون} [المطففين:26]، قال تعالى{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون}[السجدة:16].
- همة الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، الأمثلة فقد غزا الرسول صلى الله عليه وسلم (27) غزوة في عشر سنوات
- التواني والكسل من صفات النفاق، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
- الإقدام على الجهاد في سبيل الله بشجاعة ونشاط، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مِنْ خَيْرِ مَعاشِ النَّاسِ لهمْ، رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنانَ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللهِ، يَطِيرُ علَى مَتْنِهِ، كُلَّما سَمِعَ هَيْعَةً، أوْ فَزْعَةً طارَ عليه، يَبْتَغِي القَتْلَ والْمَوْتَ مَظانَّهُ، أوْ رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ في رَأْسِ شَعَفَةٍ مِن هذِه الشَّعَفِ، أوْ بَطْنِ وادٍ مِن هذِه الأوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، ويُؤْتي الزَّكاةَ، ويَعْبُدُ رَبَّهُ حتَّى يَأْتِيَهُ اليَقِينُ، ليسَ مِنَ النَّاسِ إلَّا في خَيْرٍ.) رواه مسلم
- من علو همة الصحابة وغيرهم:
- حمزة بن عبد المطلب
- أبي دجانة
- نسيبة بنت كعب المازنية
- الشاب الذي ذهب إلى فلسطين ليلة عرسه
- التطلع إلى الكمال البشري و الترفع عن النقص، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب معالي الأمور وأشرفها ويبغض سفاسفها ) رواه أبي بكر الرازي والطبراني بسند صحيح
- قال تعالى{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَاأُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}[المائدة:100] وقال تعالى{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَاب}[الزمر:9]
- قال تعالى {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:95]
- قال تعالى (لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}[الحديد:10]
- قال تعالى {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}[النساء:123]